الجمعة 22 نوفمبر 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

«ترامب أو بايدن».. مفاجآت تنتظر القضايا العالمية

بايدن
بايدن

أثارت محاولة اغتيال دونالد ترامب الرئيس الأمريكى السابق ومرشح الحزب الجمهورى لسباق الانتخابات الرئاسية فى نوفمبر المقبل، عديدًا من علامات الاستفهام أمام العالم، خاصة الأطراف الدولية البارزة التى تشتبك مع واشنطن فى كثير من الملفات مثل زعماء منطقة الشرق الأوسط والصين وأوكرانيا وروسيا، حيث طرح الحادث تساؤلًا حول عواقب هذه المحاولة وماذا لو كانت نجحت؟



ففى تقرير لصحيفة “بوليتيكو” الأمريكية، طرح هذا النقاش، إذ أكدت أن ترامب أصبح المرشح الأكثر حظًا للوصول للبيت الأبيض، مستدركة أن أربعة أشهر هى فترة طويلة فى سباق الانتخابات الأمريكية قد تحدث فيها تقلبات جوهرية وعنيفة، وبحسب الصحيفة فقد اعتقد الكثيرون أن ترامب سيخسر فى عام 2016، وتوقعوا أنه سيفوز بولاية ثانية فى عام2020 ، علاوة على أن انسحاب الرئيس جو بايدن من الانتخابات قد يتسبب فى حدوث مفاجآت بنتيجة الانتخابات.

وخلال الأسابيع الأخيرة بالفعل، أصبحت بعض العواصم تنظر إلى ترامب باعتباره مرشحًا أقوى بسبب ضعف الرئيس جو بايدن، والذى تجسد فى أدائه الكارثى فى​​المناظرة، ما دفع أعضاء من الحزب الديمقراطى للدعوة لترشيح بديل لبايدن، معتبرين أن حالته الصحية تجعله غير مؤهل للبقاء مرشحهم.

وترى الصحيفة أن فقدان الثقة فى “بايدن” واحتمال عدم فوزه يمكن أن يكون له عواقب وخيمة على الولايات المتحدة وعلاقاتها الدولية، حيث قد تقرر دول كثيرة تقليص أو تأخير التعاون فى الأمور المهمة مع فريق بايدن، معتقدة أنه من الأفضل انتظار وصول إدارة جديدة.

وفى الخطاب السياسى المحتقن بالفعل، سيحاول الديمقراطيون وعلى رأسهم البيت الأبيض تخفيف حدة الهجوم على ترامب وبرنامجه الانتخابى لأنه أصبح ضحية للعنف السياسى - على الرغم من اتهامه غالبًا بالدعوة إليه. 

وبالنسبة للعالم، يرى مراقبون أن الخطر الأكبر سيكون على مفاوضات غزة وأوكرانيا، حيث تمثل محاولة اغتيال ترامب طوق النجاة لكل من فلاديمير بوتين الرئيس الروسى وبنيامين نتنياهو، رئيس وزراء إسرائيل.

وسيحصل نتنياهو على فرصة ذهبية لاستمرار فى تحقيق مخططه فى عرقلة مفاوضات التسوية التى اقترحها الرئيس الأمريكى ومن ثم تنفيذ المزيد من العنف والمذابح فى غزة، وسيسعى، فى الخطاب المرتقب الذى سيلقيه أمام أعضاء الكونجرس الأمريكى فى غضون أيام، لاستغلال محاولة اغتيال ترامب لتضييع الوقت فى انتظار عودة الرئيس السابق لمكتبه فى البيت الأبيض، فضلًا عن عقد مقاربة سياسية بين ما يتعرض له ترامب من خطاب عدائى تحريضى واتهامات بالفساد والعنصرية وبين ما يتعرض له نتنياهو نفسه داخل الكيان الصهيونى وخارجه.

وتؤكد الصحيفة أن محاولة الاغتيال أضعفت فرص الوصول إلى تسويات، بالنسبة إلى ملفات منطقة الشرق الأوسط، ليس فقط بسبب انكفاء إدارة بايدن بأوضاع البلاد الداخليّة، بل أيضًا لأن الأطراف الدولية البارزة فى هذه القضايا لن تقدم تنازلات لرئيس، بات من المرجح مغادرته السلطة خلال بضعة شهور.

وقد يعنى فوز ترامب تحولات جذرية فى سياسة الولايات المتحدة تجاه العديد من البلدان حيث يتمتع ترامب بنهج أكثر خصوصية ومعاملات تجاه العالم من بايدن، وغالبًا ما يرفض حلفاء الولايات المتحدة ويبدو أكثر انفتاحًا على عقد الصفقات مع خصوم مثل الرئيس الروسى فلاديمير بوتين، كما تشعر الحكومات الأوروبية بالقلق بشكل خاص بشأن ما سيعنيه فوز ترامب بالنسبة لأوكرانيا، وما إذا كان سيتخلى عن كييف وهى تتصدى للغزو الروسي.

وتؤكد الصحيفة أن أهم  ضحايا عملية الاغتيال هى الديمقراطية الأمريكية حيث ستجر أمريكا للدخول فى حلقة من العنف السياسى وخطابات الكراهية مع حدوث حالات استقطاب سياسى وتزايد نبرة الاستعلاء على المهاجرين، مع احتمال أن يضاعف الجمهوريون من القوانين والإجراءات ضد المهاجرين.

ويشعر المعتدلون بالقلق من أن منافسى أمريكا، مثل روسيا والصين وإيران، يمكن أن يستغلوا هذه اللحظة لنشر معلومات مضللة بين المواطنين الأمريكيين، ما يؤدى إلى تعميق الاستقطاب وتحفيز المزيد من العنف، خاصة مع نص الدستور الأمريكى منذ الحرب الأهلية على حق المواطنين فى امتلاك أسلحة للدفاع عن النفس، وهو ما أدى إلى توافر الأسلحة النارية على نطاق واسع فى الولايات المتحدة وانتشار حوادث إطلاق النار الجماعية التى لا نهاية لها.