تفاصيل أول تجربة للرى الحديث منذ 33 عامًا

تعد محافظة الدقهلية من أولى محافظات الجمهورية فى تطبيق منظومة الرى بالتنقيط منذ أكثر من 33 عامًا.

الحاج مجدى محمد عبدالمجيد، أول فلاح بالدقهلية يستخدم طرق الرى الحديث خاصة الرى بالتنقيط منذ عام ١٩٩١، بينما كانت التجربة الأولى فى محافظة الإسماعيلية بزراعة ١٠٠ فدان. 

توارث الحاج مجدى العمل فى الزراعة أبًا عن جد، ورغم أنه لا يجيد القراءة والكتابة لكنه أصر أن يسبق أقرانه من المزارعين وسارع بإدخال منظومة الرى الحديث.

وُلد الحاج مجدى عام 1956 فى حقل طماطم وهو دائم التنقل بين محافظات مصر للزراعة بها خاصة المنيا والإسماعيلية والبحيرة والغربية وفى وادى النطرون وخلافه.

سرعان ما أصبح الحاج مجدى خبيرًا فى جميع أنواع المحاصيل ومكافحة الفطريات والإصابات التى تصيب الخضروات والمحاصيل الزراعية والمبيدات اللازمة لها.

يقوم بزراعة جميع الخضروات والمحاصيل الزراعية بالتنقيط ما عدا القمح والبرسيم والأرز يتم الرى بالغمر، مع إمكانية رى القمح والبرسيم بنظام الرش.

وأكد الحاج مجدى أن الرى بالتنقيط له مميزات اقتصادية كبيرة، فمثلًا مياه رى فدان البطاطس الواحد بالغمر تروى خمسة أفدنة بالتنقيط.

ولفت إلى أنه من مميزات الرى بالتنقيط أيضًا أنه يوفر عمالة، فالعامل الواحد يقوم برى 100 فدان بمفرده، فى حين أن الرى بالغمر يحتاج كل فدان ثلاثة عمال، فضلًا عن توفيره فى المصروفات وتوفيره فى الأسمدة وفى المبيدات.

من جانبه استعرض الحاج الشربينى على نافع، 63 سنة، مقيم فى عزبة نافع مركز بلقاس، تجربة زراعة الفاصوليا بالتنقيط ودورها فى زيادة الإنتاج.

وقال: “الفدان الذى يروى بالغمر ينتج 800 كيلو، وبالتنقيط الحديث تصل الإنتاجية للفدان من طن وربع إلى طن ونصف الطن”.

12 ألف فدان

من جانبه قال المهندس أحمد شومان، مسئول مبادرة الرى الحديث التابع لجهاز تحسين الأراضى بوزارة الزراعة والري، إن الدقهلية من أولى المحافظات فى الدلتا تشهد تحولًا كبيرًا من الرى بالغمر إلى الرى الحديث بالتنقيط، حيث تصل مساحة الأراضى التى تستخدم الرى الحديث إلى 12 ألف فدان بالدقهلية. 

وأوضح أن الدولة توفر للمزارع قروضًا بدون فائدة من البنك الزراعى المصري، والبنك الأهلى المصرى للتحول من الرى بالغمر لنظم الرى الحديث، مشيرًا إلى أن تكلفة شبكة الرى بالتنقيط للفدان تتراوح ما بين 35 ألف جنيه و50 ألفًا.

بينما أكد المهندس زكريا عبد المنعم، مدير المكتب الفنى بمديرية زراعة الدقهلية، أن عدد الصوب المرخصة بالمحافظة 31 ألفًا تروى بمنظومة الرى بالتنقيط منها قرابة 500  لإنتاج الشتلات بمساحة ثلاثة قراريط للصوبة الواحدة.

وأضاف: توفر كل واحدة 3 فرص عمل، ما يعنى أن تلك الصوب توفر ما يقارب 100 ألف فرصة عمل خلال شهور الجنى الثلاثة على الأقل، وتتركز 15 ألفًا و600 صوبة فى مركز بلقاس وحده أغلبها مخصص لزراعة الخيار والفلفل.

أما فى قرية الجزائر وحدها 3692 صوبة تليها قرية منشأة شومان المجاورة لها بحوالى 2772 صوبة، وتنتج الصوبة الواحدة 6 أطنان من الخيار فى موسمى الصيف والشتاء و4.5 طن فلفل صيفى وشتوي.

ولفت إلى أن الصوب الزراعية تغطى الإنتاج فى غير موسمها والفدان من الصوب ينتج أربعة أمثال نظيره فى الزراعة المكشوفة، كما توفر الصوب المياه حيث إنها قائمة على الرى بالتنقيط. 

وأكد أن مبادرة «حياة كريمة» حفزت كل الهيئات والوزارات على التوسع فى زراعة الصوب لترشيد استهلاكها للمياه بنسبة كبيرة تتراوح بين 25 إلى 40%، وتقليل نفقات الإنتاج من خلال تقليل كميات السماد المستخدمة، وكذلك زيادة إنتاجية الفدان وجودة المحاصيل المنتجة.