الثلاثاء 19 نوفمبر 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
الحقائق التاريخية لأرض فلسطين (8)

الحقائق التاريخية لأرض فلسطين (8)

فى بداية القرن الثانى عشر بدأت المقاومة العربية، فقام عماد الدين زنكى حاكم الموصل بعد قتال عنيف مع الحاميات الصليبية باستعادة بعض المدن والإمارات من أبرزها إمارة الرها عام 1144 م، وواصل خلفه نور الدين محمود التصدى للفرنجة فمد نفوذه إلى دمشق عام 1154 م ، واستكمل صلاح الدين الأيوبى تلك الانتصارات فكانت (معركة حطين ) الشهيرة التى استرد بعدها بيت المقدس عام1187م وكانت غارة لصوصية شنها أحد بارونات الإفرنج البارزين، ويدعى رينو دى شاتيون (أرناط)، والذى استقر فى ( قلعة الكرك)، والتى تقع على الطريق من سوريا إلى مصر والحجاز وعكف على نهب وسلب قوافل التجار المارّة بجوارها، السبب المباشر لقيام الحرب فأعلن صلاح الدين فتح باب التطوع فى مصر لمحاربة الصليبيين وخرج بعساكره من القاهرة وعسكر فى دمشق، وكانت تضم حوالى 12000 فارس و 13000 من المشاة ورجال الاحتياط وأعدادا كبيرة من المتطوعين، وفى الجانب الآخر حشد الصليبيون 22 ألفا بين فارس ورجل، والتحق بهم عدد كبير من المتطوعين حتى روى أنه زاد عددهم على الستين ألفا، وفى 2 يوليو استولت جيوش صلاح الدين على طبرية قاطعا على عدوه طريقه إلى الماء، وفى الرابع من  يوليو 1187 قامت معركة حطين، ودامت المعركة نحو 7 ساعات على التوالي، سقط فيها الآلاف بين جرحى وقتلى، ووقع الملك غى دى لوزينيان ملك القدس آنذاك فى أسر صلاح الدين، بالإضافة إلى العديد من القادة والبارونات، ولم ينج إلا بضع مئات فروا إلى صور واحتموا وراء أسوارها.​​​​​



 

 

كانت هزيمة الصليبيين فى معركة حطين هزيمة كارثية، وأصبح بيت المقدس فى متناول صلاح الدين، وبعد المعركة، سرعان ما دخلت قوات صلاح الدين المدن الساحلية كلها تقريبا جنوبى طرابلس، عكا، بيروت، صيدا، يافا، قيسارية، عسقلان، وقطع اتصالات مملكة القدس اللاتينية مع أوروبا.

 

 

وفى النصف الثانى من سبتمبر 1187 حاصرت قوات صلاح الدين القدس، فاستسلمت بعد ستة أيام، وفى 2 أكتوبر 1187 م فتحت الأبواب وخفقت راية السلطان صلاح الدين الصفراء فوق القدس.

 

 

وكان الانتصار حاسما وترتب عليه أن عادت القدس فى يد المسلمين وأجبر الصليبيين على عقد صلح.

 

 

وعامل صلاح الدين سكان القدس معاملة إنسانية فلم يقتل أحدا من سكانها ولكنه سمح لهم بمغادرة القدس فى غضون 40 يوما بعد دفع الفدية، وأظهر صلاح الدين أيضا تسامحا كبيرا مع فقراء الصليبيين الذين عجزوا عن دفع الفدية .فكان بحق القائد المسلم و(الفارس النبيل ) كما أطلق عليه الصليبيون هذا اللقب.