الجمعة 1 نوفمبر 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
الرسائل المصرية الصومالية فى لقاء القمة الرئاسية

الرسائل المصرية الصومالية فى لقاء القمة الرئاسية

فى الوقت الذى تتزايد فيه التحديات الدولية والإقليمية، تأتى القمة المصرية الصومالية باعثة برسائل بليغة، بلسان مصرى مبين، ويقين صومالى رسّخته تجارب التاريخ القديم والمعاصر، فى لحظة فارقة وصفها الرئيس الصومالى بـ«تنامى التهديدات وعدم اليقين العالمى».



تلك الرسائل المصرية الصومالية، بعث بها الرئيسان عبدالفتاح السيسى ونظيره الصومالى حسن شيخ محمود، خلال مؤتمر صحفى أمس بقصر الاتحادية، شرفت بحضوره، على هامش مباحثات القمة الرئاسية.

ففى ظل نجاح الصومال نسبيًا فى إعادة بناء مؤسساته بعد سنوات الانهيار، وتحقيقه معدلات متزايدة من الأمن والاستقرار، ما زال تهديد التنظيمات الإرهابية قائمًا، فيما يواجه محاولات إحدى دول  الجوار الاعتداء على وحدته واستقلاله، بإبرام إثيوبيا اتفاقية غير قانونية مع إقليم «أرض الصومال» فى غيبة الحكومة الشرعية للبلاد، بما يمثل دعمًا للحركات الانفصالية.

فقد أعقب المحادثات، توقيع بروتوكول تعاون عسكرى بين مصر والصومال، وقعه الفريق أول عبدالمجيد صقر، وزير الدفاع والإنتاج الحربى وعبدالقادر محمد نور وزير الدفاع الصومالي، بهدف تعزيز التعاون العسكرى والأمنى. 

أولًا: رسائل الرئيس السيسى 

شدد الرئيس عبدالفتاح السيسى على عمق العلاقات التاريخية بين مصر والصومال، والتى تعاظمت منذ ستينيات القرن الماضي، مؤكدًا على موقف مصر الداعم لوحدة وسيادة الصومال على أراضيه، والرافض لأى تدخل فى شئونه الداخلية.

وكانت أبرز الرسائل:

١- التعاون العسكرى هدفه البناء والتنمية والتعمير واحترام القانون والأعراف الدولية وسيادة الدول لا التدخل فى شئون الغير.

٢- حريصون على استقرار الصومال ومكافحته للإرهاب ليعود أفضل مما كان عليه.

٣- على دول الجوار الإفريقى احترام سيادة الدولة ووحدة أراضيها وأن يكون التعاون دائمًا بهدف التنمية وتعزيز استقرارها وسيادتها وليس شيئا آخر.

٤- رسالتنا للجميع نحن مع احترام القانون والأعراف الدولية وسيادة الدول.

٥- ستتولى مصر رئاسة مجلس الأمن والسلم فى الاتحاد الإفريقى أكتوبر المقبل، وهى فرصة لتعزز مصر الأمن فى الصومال وغيره من الدول الإفريقية من خلال الجهد الإيجابى.

٦- الدول الأعضاء بالاتحاد الإفريقى سيجددون بعثة حفظ السلام فى الصومال، ومصر سترسل طلبا الاستجابة له متروكة لإرادة ورغبة الدولة المضيفة ونحن نرحب بقرارها ورغبتها.

وهذه الرسالة مفادها أن وجود مصر فى الصومال لحفظ أمنها بطلب من الدولة المضيفة عبر رئيسها وحكومتها الشرعية، وليس تدخلا فى شئونها.

٧- عودة السفارة المصرية، وتسيير خطوط مصر للطيران بين القاهرة ومقديشو وافتتاح فرع لبنك مصرى بالصومال إجراءات تؤكد التعاون والأخوة. 

٨- قدم الرئيس السيسى التعزية للرئيس وشعب الصومال فى ضحايا العمل الإرهابى المزدوج مطلع أغسطس، متمنًيا الشفاء للمصابين.

٩ - تحية للرئيس حسن شيخ محمود لما حققه من نجاحات بإدارته الحكيمة للبلاد، فقد تم إلغاء العقوبات الدولية ورفع الحظر عن الصومال.

وتلك الرسائل المصرية، التى بعث بها الرئيس السيسى تؤكد أن مصر ضد أى تدخل خارجى فى شئون الصومال، وأى تهديد لوحدة أراضيه واستقراره، وفى الوقت نفسه اتفاقية التعاون العسكرى لدعم الدولة الصومالية وفق القانون والأعراف الدولية، والتواجد على أراضيها بناء على طلبها فى بعثة حفظ السلم والأمن، وللتعاون الإيجابى فى مكافحة الإرهاب وتعزيز الاستقرار والتنمية.

ثانيًا: رسائل الرئيس الصومالى حسن شيخ محمود 

استهل الرئيس الصومالى حديثه بشكر الرئيس السيسى وشعب مصر على حسن الضيافة وحفاوة الاستقبال باعثًا برسائل بليغة:

١- مصر حليف تاريخى، وبلد شقيق وصديق مساند لنا للبناء والازدهار.

٢- تعمل حكوماتنا للتعاون عن كثب لتحقيق ما فيه صالح الشعبين.

٣- اتفاقية الدفاع العسكرى المشترك تطمئن الشعب الصومالى، فى مواجهة حالة عدم اليقين العالمى والصدمات التى نواجهها.

٤- مذكرة التفاهم غير القانونية التى وقعتها إثيوبيا مع أقليم «أرض الصومال»، منعدمة الشرعية وتنتهك سلام وسيادة دولة الصومال.

٥- دعم مصر للصومال فى الأوقات العصيبة لن ننساه وهو دعم وفق القانون الدولى والأخوة.

٦- نفخر باتفاقية الدفاع المشترك، لإدراكنا لقوة جيش مصر، فهى اتفاقية تاريخية لمكافحة الإرهاب الذى يهدد الداخل والخارج، وتبادل المعلومات والخبرات سعيًا لتحقيق السلام والاستقرار الإقليمى.

٧- نعتز بالقدرات العسكرية لجيش مصر وشجاعة وعزيمة قياداته وجنوده، وسنعمل على تأمين الصومال من المخاطر التى تهدد أمننا والعالم أجمع. 

٨- الصومال كان ولا يزال حليفًا وصديقًا وشقيقًا لمصر، ونتطلع لمستقبل مشرق معًا.

لقد عكست الزيارة الرئاسية لرئيس الصومال لمصر بدعوة من الرئيس السيسي، وتوقيع اتفاقية التعاون العسكرى التى شهدها الرئيسان، عمق التعاون فى مواجهة التهديدات عبر الأطر الشرعية فى مواجهة تهديدات مصيرية لأمن دول الجوار والأمن القومى المصرى.

 الصومال يمثل أحد أهم دول القرن الإفريقى وله أهمية استراتيجية للأمن القومى المصرى والإقليمي خاصة الملاحة فى البحر الأحمر والتهديدات التى تواجه التجارة الدولية فى مضيق باب المندب.

ومن ثم تدخل مصر الإيجابى بدعوة من الحكومة الشرعية، وعبر اتفاقات تحترم القانون والأعراف الدولية، لتعزيز قدرة الدولة الشقيقة على حفظ أمنها وسلمها وسيادتها، خطوات حكيمة من دولة جاءت ثم جاء التاريخ، الذى سجلت صفحاته بماء الذهب الدور المصرى عربيًا وإسلاميًا وإفريقيًا فى ردع العدائيات وحفظ أمن واستقرار المنطقة.

حفظ الله مصر والصومال وأمتنا العربية والإسلامية وقارتنا الإفريقية.