عابى فارح
مصر داعم شريف ومخلص للأشقاء العرب والأفارقة
وصل فخامة الرئيس الصومالى دكتور حسن شيخ محمود مساء الثلاثاء إلى القاهرة فى زيارة رسمية تلبية لدعوة كريمة من أخيه فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسى رئيس جمهورية مصر الشقيقة.
وصرح سعادة سفير الصومال لدى مصر ومندوبها الدائم لدى جامعة الدول العربية على عبدى أواري، بأن الزيارة تندرج ضمن الروابط والعلاقات الراسخة العريقة بين البلدين الشقيقين جمهورية مصر العربية وجمهورية الصومال الفيدرالية حيث بحث الرئيسان سبل ترقية آفاق التعاون الثنائى فى القضايا التى تحظى بالأولوية على ضوء المشاورات والتنسيق المستمر منذ انتخاب الرئيس شيخ محمود فى 15 مايو 2022.
محادثات الرئيسين توجت بتوقيع اتفاقية للتعاون العسكرى والأمنى بين البلدين الشقيقين.
تأتى الاتفاقية المشتركة فى وقت حساس وفى ظل تحديات دولية وإقليمية غير مسبوقة تتطلب تكثيف هذا التعاون والتآزر والتنسيق مع أرض الكنانة.
ويسجل التاريخ أن مصر ظلت منذ استقلال الصومال، بل قبل الاستقلال واقفة إلى جانب الصومال دعمًا وبناء ودفاعًا وأمنًا وتعليمًا واقتصادًا وتجارة.
كما ضحت بواحد من خيرة دبلوماسييها فى سبيل استقلال الصومال ألا وهو الشهيد كمال الدين صلاح الذى اغتيل بمؤامرة استعمارية فى مقديشيو قبل استقلال الصومال وذلك عام 1957 حيث كان الراحل شعلة من النشاط يحث المواطنين الصوماليين على وحدة الكلمة والوقوف صفًا واحدًا أمام الاستعمار بمعنى أنه كان يعتبر نفسه واحدًا منهم فى طموحاتهم وكفاحهم على درب الحرية وهو ما ضايق دولة الوصاية على جنوب الصومال آنذاك، وكانت إيطاليا،علما بأن الشهيد كان ضمن بعثة للأمم المتحدة تشرف على أداء تلك الدولة فى مضمار إعداد الصومال للاستقلال.
وحين استقل الصومال عام 1960 بادرت مصر إلى تسليح الصومال وتدريبه حيث تم بسبب ذلك الدعم إفشال مؤامرة من دولة جارة للاستيلاء على الصومال الفتى الحديث العهد بالاستقلال وذلك فى عام 1964.
نعود إلى أهمية الزيارة الحالية وذلك من منظور أن التاريخ قد يعيد نفسه أحيانًا فمثلما حدث فى أوائل الستينيات من القرن الماضى يتعرض الصومال حاليًا لمؤامرة شبيهة ،خاصة أن مصدر التهديد واحد وهو نفس الدولة المجاورة أى إثيوبيا.
ولعلنا نستشف من هنا أهمية مجيء الرئيس الصومالى إلى مصر للتعاون والتنسيق والتشاور فى صد نفس التهديد بالوسائل المناسبة.
بمعنى أن مصر داعم رئيسى ومخلص للأخوة والأشقاء فى الوطن العربى وإفريقيا.
مؤشرات إيجابية
تتزامن زيارة الرئيس حسن شيخ محمود إلى مصر مع إعادة فتح السفارة المصرية فى العاصمة الصومالية مقديشو وذلك الثلاثاء الماضى.
كما أن شركة مصر للطيران أعادت تدشين رحلاتها إلى الصومال فى 12/7/2024.
وبالمثل فإن بنك مصر على وشك إعادة فتح فرع له فى مقديشيو وذلك فى إطار حركة تجارية مرشحة للتكثف والارتفاع خلال العام الحالي.
فإلى مزيد من التعاون الأخوى الوطيد بين البلدين الشقيقين جمهورية مصر العربية وجمهورية الصومال الفيدرالية.