رشاد كامل
فكرى أباظة يعتذر لـ«روزاليوسف»!
فوجئ قراء مجلة روزاليوسف فى عدد 9 يوليو سنة 1934 ببرواز من عدة سطور بعنوان «من روزاليوسف» جاء فيه:
انقطع الأستاذ محمد التابعى عن التحرير فى هذه الجريدة - المجلة - منذ أربعة شهور ثم ترك هيئة التحرير ليستقل بالعمل فى مجلة أخرى، وروزاليوسف ترجو له كل التوفيق فى عمله الجديد.
هذا ولاتزال هيئة التحرير التى قامت وتقوم بأعباء هذه الجريدة توالى عملها بنشاطها المعروف وكفاءتها المشهودة تحت لواء الوفد المصرى وزعيمه الجليل مصطى النحاس باشا.
وقررت السيدة روزاليوسف أن تنشر خبر الجريدة اليومية إلى القراء عبر مقال مهم فى المجلة بعنوان «روزاليوسف اليومية» قالت فيه:
لم يكن عجيبًا من رجال العهد البائد أن يرفضوا لنا إصدار «روزليوسف اليومية» بعد أن ضاقوا ذرعًا بها وهى تصدر مرة فى كل أسبوع فكانوا ينزلون بنا أنواع التضييق ويثقلوننا بما وسعهم من الظلم والإرهاق، وقد تحملنا هذه كله صابرين وصمدنا له ساخرين.
والآن وقد زال ذلك العهد فصرحت لنا وزارة الداخلية بإصدار روزاليوسف اليومية فقد أخذنا نعد العدة لإصدارها كل صباح ما عدا يوم «الأحد» حتى تفسح المجال لشقيقتها الأسبوعية، وستصدر بحال يهيئ لها مكانا خاصا فى عالم الصحافة، وستكون فى طليعة زميلاتها كما كانت صحيفتنا الأسبوعية على رأس المجلات الأسبوعية.
وسيشترك فى تحريرها نخبة من كبار الكتاب وأكفأ الصحفيين ممن خف دمهم وغلا ثمنهم!
أما مبدؤها فهو المبدأ الذى اعتنقناه عن عقيدة وإيمان صحيح منذ أن نزلت روزاليوسف إلى ميدان الصحافة وهو لا يحتاج إلى بيان منا، ويكفى أن نقول إننا سنعمل كما عملنا ونعمل دائمًا تحت لواء الوفد وزعامة رئيسه الجليل دولة مصطفى النحاس باشا.
سنظل على مبدأنا القديم مجاهدين فى سبيل قضية البلاد.. ولله والوطن المحبوب هذا المجهود الجديد.
وبدأت روزاليوسف تبحث عن رئيس تحرير فتقول: بدأت أفكر فى رئيس التحرير الذى يمكن أن أستعين به، واتجه ذهنى أول الأمر إلى الأستاذ فكرى أباظة.. وفعلا اتصلت به وعرضت عليه العمل.. ونظر إلىّ «فكرى» مندهشًا لا يكاد يصدق أننى أقدم على هذا العمل ولما أزلت دهشته قال إن الجريدة ستكون وفدية طبعًا! وأنه كعضو فى الحزب الوطنى لا يستطيع أن يكون رئيس تحرير جريدة يومية تنطق بلسان الوفد.
وقلت إن الجريدة وإن كانت ميولها وفدية إلا أنها مستقلة إلى حد كبير، والوفد - كالحزب الوطنى - يتزعم مقاومة إنجلترا التى نتفق جميعًا على معاداتها، ولكنه تمسك بموقفه واعتذر مرة أخرى.
ورغم اعتذار فكرى أباظة عن عرض السيدة روزاليوسف إلا أنه كان يكتب من حين لحين بعض مقالاته السياسية الساخرة وكذلك كان يشارك المجلة احتفالاتها بعيد ميلادها ويكتب خصيصًا لها: وتعترف روزاليوسف قائلة فى تقديمها لأحد هذه المقالات قائلة: منذ عشرين عاما والزميل العزيز فكرى أباظة بك لا ينسى أنه يرسل إلينا بكلمة فى كل عيد من أعياد المجلة، وربما كان فكرى بك هو الإنسان الوحيد الذى تدين له هذه المجلة ولا يدين لها بشىء، ولولا تواضع منه من أن يذكر بجميل لعددنا صفحات من شعوره الطيب نحو مجلة روزاليوسف.
وبدأت السيدة روزاليوسف تبحث عن اسم آخر بدلا من فكرى أباظة ليتولى رئاسة تحرير الجريدة!
وللذكريات بقية!