![شروط العقاد للكتابة فى جريدة روزاليوسف!](/Userfiles/Writers/350.jpg)
رشاد كامل
شروط العقاد للكتابة فى جريدة روزاليوسف!
كانت رغبة السيدة روزاليوسف شديدة فى أن تضم إلى جريدتها اليومية كبار الأسماء فى عالم الصحافة وكان على رأس هؤلاء الكاتب الكبير «عباس محمود العقاد» فأرسلت إليه رسولًا من طرفها ليجس نبضه فى الانضمام إلى أسرة تحرير الجريدة.
وتقول روزاليوسف إن «العقاد» سأل ذلك الرسول «الجرنال حيكون اسمه إيه؟!» فقال له: روزاليوسف اليومية.
قال العقاد: أنا لا أعمل فى جرنال يحمل اسم واحدة ست!
وتمضى روزاليوسف قائلة: ولكن الرسول لم ييأس من هذا الموقف فمضى يفاوضه، وعدل الأستاذ «العقاد» عن موقفه نظير بعض الشروط المالية، أن يكون مرتبه ثمانين جنيهًا فى الشهر، وكان مرتبه فى الجهاد 70 جنيهًا وأن يأخذ مرتب أربعة شهور مقدمًا تخصم من مرتبه بالتقسيط عشرين جنيهًا كل شهر، وأن تكون سياسة الجريدة وفدية.
ووافقت على هذه الشروط كلها وكانت أن يكتب مقالًا افتتاحيًا كل يوم وصفحة أدبية كل أسبوع.
وكتبنا العقد فى مكتب الأستاذ «إبراهيم عبدالهادى» أيضًا ونص فيه أن سياسة الجريدة وفدية.
وقد عاتبت الأستاذ العقاد بعد ذلك على كلمته عن العمل فى جريدة تحمل اسم سيدة فقال إنه لم يقصد إلى كونها تحمل اسم سيدة بل كان اعتراضه على تسمية الجريدة باسم شخص أيا كان ولو كانت الجريدة تحمل اسم «سعد زغلول» نفسه لأبدى نفس الملاحظة.
خرج محمود عزمى والعقاد إذاً من الجهاد لينضما إلى تحرير الجريدة الجديدة، وخرج بعدهما توفيق صليب سكرتير التحرير ليكون سكرتير تحرير روزاليوسف، فأدى ذلك إلى أزمة عنيفة كانت لها آثار بعيدة ، فقد كان «عزمى» و«العقاد» هما أكبر كاتبين فى «الجهاد» وخروجهما إلى جريدة منافسة توشك على الصدور إضافة لها بغير شك وكان الجهاد هو الجريدة المقربة إلى الأستاذ «مكرم عبيد» سكرتير الوفد وصاحب الكلمة العليا فيه.
تكمل روزاليوسف: وكان ثمة فتور بين مكرم من ناحية وماهر والنقراشى - من قيادات الوفد - يدفعاننى إلى إصدار الجريدة إضعافًا لتوفيق دياب وللجهاد التى يوجهها مكرم فى حين كان «ماهر» يكتب فى كوكب الشرق التى تصدر مساء!
ولم يكن هذا الظن على شىء من الصحة، فقد أصدرت الجريدة اليومية كما أصدرت الجريدة الأسبوعية بغير دافع إلا من نفسى! واستطاع مكرم أن يقنع «مصطفى النحاس» بذلك فتكونت لديه فكرة ضد الجريدة قبل صدورها، خفف منها بعض الشىء زيارة قام بها العقاد للنحاس، أوضح له فيها أن الجريدة الجديدة وفدية كـ«الجهاد» وأنه يخدم بقلمه نفس المبدأ الوفدى فى المكان الذى يريحه.
وكان ثمة سبب زاد تشكك النحاس فى الجريدة هو ما أشرت إليه مهاجمتى لوزارة توفيق نسيم بعنف فى الوقت الذى كان الوفد فيه يهادن وزارة توفيق نسيم ويسندها!
واستدعانى مصطفى النحاس لمقابلته وذهبت إليه فى بيت الأمة وكان يجلس على مكتب «سعد زغلول» وقد وضع فى عروة جاكتته وردة حمراء يانعة - وكان قد تزوج حديثا - فلم يكد يرانى حتى لوح بالمجلة فى يده وصاح فى وجهى: إيه القرف اللى أنتو كاتبينه؟!
ودهشت لهذه المفاجأة، فوقفت ذاهلة لحظة ثم قلت: فى إيه يا باشا؟!
فصاح: أنتى بتعارضى وزارة توفيق نسيم ليه؟!
قلت: وزارة توفيق نسيم جابها الإنجليز والسراى وهى التى تؤجل عودة الدستور ازاى ما أهاجماش؟!
وللذكريات بقية!