عصام عبد الجواد
عام دراسى جديد
أيام قليلة أو بمعنى أدق ساعات قليلة، ويبدأ عام دراسى جديد، يعود فيه الطلاب إلى مدارسهم وسط ترقب كبير من جميع الأوساط، سواء السياسية أو الاجتماعية خاصة أولياء الأمور، فهذا العام يختلف عن الأعوام السابقة فى كل شىء.
فهو يبدأ وعلى رأس العملية التعليمية وزير جديد، يأتى بعد سنوات عديدة كان فيها حال التعليم لا يسر عدوًا ولا حبيبًا، وكانت العملية التعليمية تسبب مشكلة كبيرة للأسرة المصرية فى جميع مراحل الدراسة بدءًا من الحضانة انتهاءً بالثانوية العامة التى كانت كابوسًا يخيم على الأسرة التى لديها ابن فى الثانوية العامة.
وفى نفس الوقت هناك قرارات ثورية اتخذتها وزارة التعليم من أجل تطوير مراحل التعليم، وتخفيف المناهج والحد من الدروس الخصوصية التى تعد العامل الرئيسى فى العملية التعليمية فى جميع مراحل الدراسة، بالإضافة إلى أهم قرار اتخذته الوزارة منذ سنوات طويلة وهو عودة التلاميذ إلى المدارس من خلال تطبيق أعمال السنة على الحضور والانصراف والتى أصبحت تمثل 40٪ من المجموع الكلى فى سنوات النقل وهو قرار صائب مائة فى المائة، والأهم أيضًا قرار زيادة عدد المعلمين العاملين بالحصة بعد رفع قيمة الحصة من 20 جنيهًا إلى 50 جنيهًا وقبول دفعة معلمين تزيد على 30 ألف معلم، هذه القرارات لو تم تطبيقها بكل حزم وجدية سوف تعيد العملية التعليمية إلى وضعها الطبيعى كما كانت فى الماضى بعد أن تسرب إلينا اليأس فى السنوات القليلة الماضية بعد أن شاهدنا المدارس خاوية من الطلاب واستولت السناتر ومراكز الدروس الخصوصية على الطلاب، وأصبحت هى البديل الفعلى للمدرسة وأيضًا عملية تقليل الكثافة فى الفصول بعد أن وصلت إلى 170 طالبًا فى الفصل الواحد.
القرارات التى اتخذتها وزارة التعليم هى قرارات ثورية حقيقية من الممكن أن تعيد للعملية التعليمية طريقها الصحيح، وتقضى على كل عوامل الفساد والإفساد التى انتشرت فى السنوات الماضية، لكن هذه القرارات من الممكن أن تظل محلك سر إذا لم يتم إيجاد آليات حقيقية لتطبيقها، بل يجب أن تكون هناك مراجعة مستمرة لتطبيقها مع وجود قرارات صارمة لمن يخالفها أو يتراجع عنها فنحن نحتاج إلى تطبيقها فى الوقت الحالى عن أي وقت مضى حتى تعود الأوضاع إلى طريقها الصحيح.
وزارة التعليم اتخذت كل الإجراءات التى يمكن أن تعيد العملية التعليمية إلى طريقها الصحيح لكن يجب علينا نحن أولياء الأمور أن نكون على قدر المسئولية ونساعد الوزارة على تطبيق هذه القرارات من خلال ضرورة حضور أبنائنا إلى المدارس بكل جدية مع التوقف الفورى عن الاشتراك فى السناتر ومراكز الدروس الخصوصية بعد أن وفرت الوزارة مجموعات تقوية داخل المدارس وبأجر رمزى لن يكلف الأسرة المصرية إلا القليل على العكس فى السنوات الماضية التى كانت الأسرة تدفع دم قلبها لأساتذة الشو الإعلامى أصحاب المليارات من دماء المصريين الغلابة، بقى شىء مهم جدًا على الوزارة أن تهتم به هو المعلم يجب أن نعيد للمعلم هيبته داخل المدرسة ومكانته فى المجتمع من خلال رفع راتبه وإعادة تصويره مرة أخرى داخل المجتمع على أنه هو صاحب الفضل على التلاميذ وعلى المجتمع وليس المعلم المنكسر الذليل الذى لا يملك من الدنيا أى شىء غير نظارته وملابسه القديمة على أن يكون هو المتحكم فى تلاميذه دون أى خوف.
نتمنى أن يكون العام الدراسى الجديد بالفعل جديدًا فى كل شىء حتى نعيد إلى المدرس والمدرسة مكانتهما فى المجتمع كما كانت فى الماضى.
حفظ الله مصر وحفظ شعبها وقائدها.