أ.د. رضا عوض
الحقائق التاريخية لأرض فلسطين (12)
الصِّهْيُونِيَّة نسبة إلى» جبل صهيون فى القدس» وهى حركة قومية ظهرت بين يهود شرق ووسط أوروبا أواخر القرن التاسع عشر، سعت لإنشاء دولة قومية خاصّة لهم فى فلسطين والتى كانت ضمن أراضى الدولة العثمانية، للتخلص من الاضطهاد المستمر لهم فى أوروبا. ازداد نشاط الحركة الصهيونية مع ازدياد الاضطهاد ضد اليهود فى أوروبا، وذكر البروفيسور شلومو ساند حول هذا الموضوع أن مناطق غرب الإمبراطورية الروسية التى كانت تستوطنها جماعات كبيرة من اليهود قد واجهت ضغوطًا متزايدة من السكان الروس نحو العام1881 ، الأمر الذى أدى إلى خلق ظروف معيشية صعبة دفعت بالكثيرين منهم “نحو 2.5 مليون يهودى” إلى الهجرة باتجاه الولايات المتحدة وتمركزوا فى مدينة نيويورك وكانوا نواة لإنشاء اللوبى الصهيونى بأمريكا. وتزايد نشاط الحركة الصهيونية أيضًا مع ضعف الدولة العثمانية، والتى أصبحت رجل أوروبا المريض وهو اللقب الذى أطلقه قيصر روسيا نيكولاى الأول عليها سنة 1853م بسبب ضعفها ويرجع سبب ذلك إلى الهزائم التى تكبدتها الدولة العثمانية من الدول الأوروبية وأفقدتها الكثير من أراضيها، ودعا القيصر بريطانيا أن تشترك معه فى اقتسام أملاك الدولة العثمانية، فزادت أطماع الصهيونية للاستيلاء على فلسطين، فبين عامى 1882 و1903 شهدت فلسطين أول موجة من الهجرات اليهودية وبلغ مجموع اليهود الذين وصلوا إلى فلسطين ما بين 20 إلى 30 ألف يهودى من روسيا القيصرية ..ارتبطت الحركة الصهيونية الحديثة بشخصية اليهودى النمساوى هرتزل الذى يعد الداعية الأول للفكر الصهيونى الحديث والذى تقوم على آرائه الحركة الصهيونية فى العالم فنشر فى عام 1896 الكتيب الذى يحمل العنوان» دولة اليهود» وهو الذى ابتكر عبارة “إذا صدق عزمكم فهى ليست أسطورة”.
وأقيم الكونجرس الصهيونى الأول 1897 فى مدينـة بـازل بسويسرا برئاسته والذى حضره مندوبون عن يهود العالم بلغ عددهم 196 عضوًا واقترح هرتزل 3 نقاط هى القيام ببدء الهجرة المنظمة إلى فلسطين والحصول على اعتراف دولى بشرعية الوطن القومى فى فلسطين والسعى للحصول على تأييد دولة كبيرة مع الاستفادة من الظروف الدولية وإنشاء منظمة دائمة لضم صفوف يهود العالم وراء القضية الصهيونية. بعد رفض السلطان عبد الحميد الثانى دعوة هرتزل للسماح لليهود بالهجرة إلى فلسطين والإقامة بها عرض عليه بيع بعض الأراضى الفلسطينية فرفض رفضًا تامًا، وفى عام 1900م عقد المؤتمرالصهيونى الرابع بلندن واقترح فيه إنشاء الدولة الصهيونية فى أوغندا أو الأرجنتين وهذا دليل قاطع بأكذوبة “أرض الميعاد” الذى يرددها دائمًا الكيان الصهيونى.