شريف سعيد رئيس قطاع الإنتاج الوثائقى بـ«المتحدة» لـ«روزاليوسف»: الأفلام الوثائقية.. قاذفات ثقيلة توثق الحقائق للأجيال الجديدة
حوار- د. مريم الشريف
أكد الكاتب والمخرج شريف سعيد، رئيس قطاع الإنتاج الوثائقى بالشركة المتحدة للخدمات الإعلامية، أن القناة الوثائقية تقدم كل ما يدعم الهوية المصرية، وتخلد ذكرى أبطالنا من شهداء الجيش والشرطة، مشيرًا إلى أن إنتاج الفيلم الوثائقى يأخذ مدة طويلة ليرى النور، لكنه يشبه القاذفات الثقيلة التى توثق الحقائق للأجيال الجديدة.
وأضاف سعيد، فى حواره لـ «روزاليوسف»، أنهم حريصون على تقديم أفلام وثائقية متنوعة تناسب كل اهتمامات أفراد الأسرة المصرية والعربية، كما يقومون بدور كبير فى معركة صناعة الوعى مع قطاعات الأخبار والبرامج والدراما فى الشركة المتحدة، فالجميع يعمل وفق منظومة متكاملة.
وكشف رئيس القطاع، عن أفلام جديدة تقدمها القناة الوثائقية، احتفالاً بنصر أكتوبر العظيم، وكل هذه الأمور وغيرها نستعرضها، فى نص الحوار التالى:
■ فى البداية، ما المقاييس الواجب توافرها فى الأفلام المقدمة على «الوثائقية»؟
- الهدف الرئيسى لدينا تقديم وإنتاج كل ما يدعم الهوية المصرية، فنحن أصحاب الحكاية والأولى بروايتها وحكايتها أفضل من تركها للغير مما قد ينتج عنه التشكيك فى حقائق تاريخية معينة، كما تعمل القناة على تفكيك أطروحات الإسلام السياسى، لأن مواجهة الفكر المتطرف والإرهاب ليس أمنيًا فقط وإنما أيضًا فكريًا، فنحن أمام معركة كبيرة اسمها صناعة الوعى، فدائمًا نقول مكافحة التطرف والإرهاب وليست هزيمته، لأنه لن ينتهى أبدًا وسنظل نكافحه طوال الوقت، وهذا ما يتعلق بالإنتاج الأصلى للقناة، وأيضًا لدينا استنهاض الصناعة الوثائقية فى مصر عبر توسعة رقعة العمل بنظام المنتج المنفذ، وذلك نظرًا لما تعرضت له الصناعة الوثائقية فى العقد الثانى من الألفية الجديدة من أزمات كبيرة فى الإنتاج.
■ ماذا عن الأفلام العالمية التى يتم الحصول على حق عرضها؟
- نحن نتوجه بالأساس للمشاهد المصرى والعربى، لذا نحرص دائمًا على أن الفيلم الذى نستحوذ عليه يتضمن معايير معينة، مثل الموضوعية والتنوع وتلبية اهتمامات كل أفراد الأسرة بمختلف أعمارهم، وسواء كان فنًا، أو سياسة، أو رياضة، أو تاريخًا أو موضة، أو غيرها، ومازال لدينا موضوعات كثيرة لم نفصح عنها بعد وكلها متنوعة.
■ هل توجد معايير أخرى؟
- بالتأكيد يجب ألا تكسر الكود الأخلاقى أو الدينى داخل الأسرة فيما يخص الديانات السماوية، فنحن نقوم بعمل فرز للأفلام التى تأتى إلينا من مختلف شركات العالم، والأفلام التى تحتوى على مشاهد تخالف قيمنا وعاداتنا وتقاليدنا مثل موضوعات المثلية، والإلحاد، والمساكنة، يتم استبعادها نهائيًا، فنحن نراعى كل هذه الأبعاد أثناء اختيارنا للأفلام التى تعرض على شاشتنا.
■ التنوع فى الأفلام المعروضة اتضح منذ إطلاق القناة.. كيف ترى الأمر؟
- كنت فى تأسيس «الوثائقية» منذ بدايتها كوحدة أفلام، وشرفت أن أكون أول رئيس لقناة وثائقية مصرية، ثم أسند لى رئاسة قطاع الإنتاج الوثائقى فى الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية، ونحن حريصون فى القناة على تنوع الموضوعات المقدمة بشكل أكبر وكل متابعينا يلاحظون ذلك، فنحن نقدم الفن، الفولكلور، الرياضة، إذ قدمنا فيلمًا عن النادى الإسماعيلى فى مئويته، وقريبًا جدًا سنقدم فيلمًا عن «الاتحاد السكندرى»، ومستمرون فى هذا الأمر لأننا نخاطب طبقات ودوائر جماهيرية بعيدة عن الجمهور الكلاسيكى للفيلم الوثائقى.
■ تقدمون الوثائقيات بشكل متطور وإيقاع سريع منعًا لملل المشاهد.. أليس كذلك؟
- التحدى فى عصر المنصات والإعلام الرقمى، أن نقدم منتجا وثائقيا إيقاعه سريع حتى لا نفقد انتباه المشاهد، فأصعب شىء فى صناعة الفيلم الوثائقى هو الاستحواذ الدائم على وجدان وعقل المشاهد طوال الفيلم وإلا سيغير لقناة أخرى، لذلك نحن لا نقدم الفيلم بشكله الكلاسيكى فقط، وإنما لدينا منتجات قصيرة جدًا، وأخرى متوسطة فى المدة، وطويلة المدة، ومسلسلة على أكثر من جزء، ومستمرون فى هذا الخط فى أكثر من فيلم.
■ ماذا ستعرض القناة الوثائقية احتفالًا بذكرى نصر أكتوبر العظيم؟
- لدينا مجموعة من الأفلام منها: «أحمد إسماعيل.. وزير حربية النصر»، و«إيلات»، و«دراما النصر» الذى يتناول الأعمال الفنية سواء سينما أو مسرح أو تليفزيون فى فترة حرب أكتوبر العظيمة، فضلاً عن سلسلة «أنا حاربت إسرائيل» للموسم الثانى، و«وثائق العبور» وهى سلسلة وثائقية عن النصر، وهناك أفلامًا بدأنا فى عرضها مثل «حدث فى 1973» نرصد من خلاله كل ما حدث فى مصر من 51 عامًا.
■ كيف تقيّمون مستوى الإنتاج؟
- نحن لدينا دائمًا مستويات مختلفة للإنتاج وفقًا للموضوع الذى يتناوله العمل، فهناك فيلم من بدايته حتى نهايته أرشيفى ونعتمد فيه على المقالات والوثائق، وفيلم آخر نضطر فيه إلى الذهاب لأسلوب “الدوكيو دراما” بمعنى الأفلام الوثائقية التى تستعين فى عناصرها الفنية بمشاهد تمثيلية لإعادة محاكاة الواقع، ونلجأ لهذا الأسلوب أحيانًا حينما تكون المادة الوثائقية ليست بالوفر الكافى، وهو سلاح ذو حدين، لكى تقنع المشاهد لابد أن يتم عمله بكفاءة تامة.
■ إلى أى مدى ترى أهمية الفيلم الوثائقى بالنسبة للأجيال الجديدة؟
- نحن كقناة وثائقية لا نعمل وحدنا فى معركة صناعة الوعى، فالجميع بالشركة المتحدة للخدمات الإعلامية، سواء قطاع أخبار أو برامج أو دراما يعمل وفق منظومة متكاملة، لبناء جيل واعِ ومثقف، فالكثير منا يرى أبناءنا وبحوزتهم الهاتف ويشاهدون محتوى عبر السوشيال ميديا والتيك توك، إما يخالف لعاداتنا، وتقاليدنا أو يطرح أفكارا تاريخية مغلوطة ومشوهة تصب فى النهاية لصالح جماعة الإخوان الإرهابية وهو أمر خطير، ولا ننسى أن الجيل الجديد ممن عمره عشرون عامًا، كانوا أطفالًا عام 2011 و2012 لا يفهمون شيئًا عن الأحداث التى وقعت حينها، ولذلك فأن منتج الفيلم الوثائقى هو طويل الأمد، يأخذ مدة فى إنتاجه لكنه مثل القاذفات الثقيلة التى توثق الحقائق للأجيال الجديدة.
■ التركيز على الهوية المصرية من أهم أولويات القناة.. فأين فيلم «كليوباترا» من ذلك؟
- مازلنا نعمل على فيلم «كليوباترا»، ونحن نصنع فيلما عن حضارتنا، وطبيعى أن نستغرق وقتًا طويلًا فى البحث، إذ تم تشكيل لجنة استشارية تاريخية لإعداده، وهو الآن فى مرحلة التصوير، ومن المقرر عرضه قريبًا.
■ «أمير الدم» كان البداية بوحدة الأفلام الوثائقية والآن أصبحتم قناة.. هل مازالت هناك أفلام لم تقدم؟
- نحن لم نفعل شيئًا بعد، وأتمنى تقديم مئات الأفلام الوثائقية، ولدينا فى مصر آلاف الحكايات، ودائمًا أقول إن كل واحد منا لديه حكاية، وفى حياته فيلم وثائقى.
■ ما دوركم فى تخليد ذكرى أبطالنا من شهداء الجيش والشرطة؟
- لدينا دائمًا خط إنتاجى لتوثيق وتخليد بطولات شهداء الجيش والشرطة، حتى لا تتشوه الحقائق، فنحن قدمنا فيلم «الكتيبة» من واقع بطولات الكتيبة 101، وقدمنا الحلقة الأخيرة من مسلسل «الاختيار 3» والتى كانت وثائقية من إخراجى، فضلًا عن الحلقة “الوثائقية” الأخيرة من مسلسل «الكتيبة 101»، ونحن لدينا دائمًا الإنتاج متجدد.