عـام على الإبادة الجماعية فــى غــــزة
اللواء محمد رشاد: مصر كلمة السر فى الحفاظ على القضية الفلسطينية
كتب - نورالدين أبوشقرة
مصر المتزنة
من جانبه، قال محمد رشاد وكيل جهاز المخابرات العامة الأسبق وخبير شئون الأمن القومى، فى تصريحات خاصة لـ”روزاليوسف”، إن مصر لعبت دورًا مهمًا وقويًا ومتزنًا يعالج الأحداث باستمرار، فمنذ الأيام الأولى للحرب كانت مصر فى صدارة الدول المطالبة بوقف الحرب والعدوان على قطاع غزة ورفض الإبادة الجماعية.
وتابع “رشاد”: ”كانت القرارات المصرية داعمة للقضية الفلسطينية، وفى نفس الوقت تحافظ بها على أمن وسلامة الأراضى المصرية، وعدم الانجرار وراء تطورات الأحداث فى منطقة الشرق الأوسط واستفزاز إسرائيل، من خلال احتلال محور صلاح الدين، حيث كانت القيادة المصرية تسير بخطوات ثابتة لرفض ما تفرضه إسرائيل من قرارات”.
وأوضح، أن مصر تدرك منذ الأيام الأولى للحرب “فخ” نتنياهو الذى يريد تنفيذه فى منطقة الشرق الأوسط، بداية من احتلال محور صلاح الدين، ثم بعد ذلك التهجير القسرى للأشقاء فى قطاع غزة، وتصفية القضية الفلسطينية على حساب مصر وأرض سيناء الغالية، وهو ما أدركته الدولة المصرية وتعامل معه الرئيس عبدالفتاح السيسى بحزم وذكاء شديد.
وأشار إلى أن الدولة المصرية كانت دائمًا السند للقضية الفلسطينية والشعب الفلسطينى، ودعت دول العالم سواء عربية وأجنبية من أجل الضغط على إسرائيل فى الوقت الذى امتنعت فيه الولايات المتحدة عن الضغط على نتنياهو وحكومته من أجل وقف الحرب، وهو ما كان واضحًا فى المباحثات “المصرية-القطرية-الأمريكية”، وفى كل هذه المناسبات كانت مصر مستمرة فى إدخال المساعدات الإنسانية والدوائية والغذائية والوقود اللازم لتشغيل المستشفيات التى توقفت عن العمل.
وقال الدكتور أيمن الرقب، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس، لـ”روزاليوسف”، إن مصر كانت أول دولة بادرت بإدخال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة عبر معبر رفح منذ بدء العدوان، إذ استخدمت دبلوماسية خشنة فى التعامل مع الاحتلال الإسرائيلى، من خلال الإصرار على عدم السماح بخروج الأجانب من رفح إلا بإدخال المساعدات فى الأيام الأولى، وكان لذلك تأثير كبير، ومع اقترابنا من مرور سنة كاملة على الحرب، لعبت دورًا مهمًا فى التخفيف من معاناة الشعب الفلسطينى، فضلًا عن الحراك على الصعيد الدولى لوقف الحرب ولم تدخر جهدًا لذلك، لكن الأمر لا يتعلق بمصر فقط، بل يتعلق بالمجتمع الدولى ككل، مؤكدًا أن مصر أسهمت بشكل أساسى فى 70% من المساعدات إلى غزة وفقًا لمصادر بالهلال الأحمر الفلسطينى.
تحركات مصرية لتقليل التصعيد
كانت البداية مع تلقى الرئيس “السيسى” اتصالات هاتفية من عدد من القادة بمنطقة الشرق الأوسط، باعتبار مصر هى الحامى والسند للقضية الفلسطينية منذ قديم الأزل، وكان المتفق عليه هو أهمية إنهاء الصراع الفلسطينى الإسرائيلى وتطبيق حل الدولتين، وحث جميع الأطراف على الوقف الفورى لأعمال العنف وتوفير الحماية اللازمة للمدنيين وتأمين أوضاعهم الإنسانية.
معالجة أسباب الصراع
أكدت القيادة المصرية، ضرورة معالجة الأسباب الجذرية للصراع الفلسطينى الإسرائيلى، كحل للتصدى لأعمال التصعيد الجارية بين الجانبين الفلسطينى والإسرائيلى، وهذا الهدف كان محور مباحثات القيادة السياسية مع كل من مستشار النمسا “كارل نيهامر” والمستشار الألمانى “أولاف شولتز” ورئيس المجلس الأوروبى “شارل ميشيل”، والرئيس الفرنسى “إيمانويل ماكرون”، ووزير الخارجية البريطانى “چيمس كليفرلي”.
منع تهجير الفلسطينيين
حذرت الدولة المصرية من خطورة مخطط توطين الفلسطينيين من سكان قطاع غزة فى سيناء، وهو المخطط الذى لطالما رفضته القيادة المصرية، حيث عملت حكومة الاحتلال على الضغط على سكان قطاع غزة من أجل التوجه نحو سيناء، وذلك فى ضوء محاولاتها المستمرة منذ اندلاع الصراع لتوطين أهالى القطاع فى سيناء، كما سبق وكشف الرئيس الفلسطينى “محمود عباس” فى تصريحات له فى مايو 2018، بإجهاضه لمخطط الإخوان إبان حكمها لمصر فى 2012، الرامى لتوطين جزء من الفلسطينيين فى سيناء، فى إطار مشروع دولة فلسطينية ذات حدود مؤقتة.
الهلال الأحمر المصرى
فور تصاعد الأحداث فى قطاع غزة، عمل الهلال الأحمر المصرى على تجهيز المساعدات الطبية والإنسانية اللازمة لتقديمها للفلسطينيين، وفقًا لما أعلنه رئيس مجلس إدارة الهلال الأحمر بشمال سيناء “خالد زايد”، الذى كشف أيضًا أن الهلال الأحمر المصرى جهز مستلزمات من أدوية وبطاطين، وتجهيز غرفة كاملة لوحدة الدعم النفسى بالمستشفى العام بالعريش، فى حال بدء توافد الفلسطينيين للجانب المصرى عن طريق معبر رفح، هذا بجانب استمرار أعمال التنسيق بين الهلال الأحمر المصرى ونظيره الفلسطينى من أجل توفير المساعدات اللازمة.
“حياة كريمة” لدعم الفلسطينيين
وفى ضوء محاولات مختلف المؤسسات والجمعيات الأهلية المصرية لدعم الفلسطينيين، فقد أطلقت مؤسسة “حياة كريمة” بعد إعلان تضامنها الكامل مع الشعب الفلسطينى وتقديم الدعم والمساندة لهم.
.. والعجز العالمى ينقل الجرائم الإسرائيلية إلى لبنان
كتبت - أمانى عزام
تكهنات عديدة تحيط بنوايا رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو حول عميلة الاجتياح البرى للبنان، وسط توقعات تحذر من أطماع “نتنياهو” التوسعية فى المنطقة بذريعة القضاء على حزب الله، وهى ذات الذريعة التى ساقها لاجتياح قطاع غزة برا والتوغل جنوبًا حتى معبر رفح بحجة تدمير “حماس”.
وفى رسالة تحذيرية من رئيس أركان الجيش الإيرانى الجنرال محمد باقرى الذى هدد بضرب “كل البنى التحتية” فى إسرائيل إذا ما هاجمت الأخيرة بلاده ردًا على إطلاق إيران نحو 200 صاروخ بالستى فرط صوتى على إسرائيل.
وقالت إيران: إن هجومها الصاروخى على إسرائيل انتهى ما لم تحدث استفزازات أخرى، فى حين تعهدت إسرائيل والولايات المتحدة بالرد على هجوم طهران مع تصاعد المخاوف من اندلاع حرب أوسع نطاقا.
فى الوقت الذى صرحت فيه واشنطن بأنها ستعمل مع حليفتها إسرائيل للتأكد من أن إيران ستواجه “عواقب وخيمة” بسبب الهجوم، وقالت إسرائيل: إن طهران أطلقت خلاله أكثر من 180 “صاروخا باليستي”، بينما قالت طهران: إنها أطلقت 250 صاروخًا، فى هجومها على إسرائيل.
حرب شاملة
اغتيال جيش الاحتلال لأمين عام حزب الله “حسن نصر الله”، أشعل الصراع فى المنطقة وأجّج صفيحها الساخن، وسط تخوفات من اندلاع حرب شاملة يبدأها بنيامين نتنياهو باجتياح الجنوب اللبنانى.
ورغم شن إسرائيل عملية عسكرية برية محدودة مدعومة بهجمات جوية لسلاح الجو، وقصف مدفعى لاستهداف مواقع عسكرية تابعة لحزب الله وقريبة من الحدود فى جنوب لبنان، ينطلق منها تهديد فورى وحقيقى للبلدات الإسرائيلية فى الحدود الشمالية بحسب رواية الاحتلال، إلا أن خبراء أكدوا لـ”روزاليوسف” أن ما حدث هو مجرد ضربات محدودة على الحدود لا ترقى لوصفها باجتياح برى حتى لحظة كتابة هذه السطور.
ورأى الخبراء أن نتنياهو يخشى التوغل البرى الحقيقى وهو بالفعل ما تؤكده تصريحات جيش الاحتلال التى أكد خلالها أن الفرقة 98 بدأت أنشطة موجهة ومحددة فى منطقة جنوب لبنان، ومن بينها قوات لواء الكوماندوز والمظليين والمدرعات من اللواء 7، حيث أجرت الاستعدادات على مدار الأسابيع الأخيرة لتنفيذ عملية برية فى جنوب لبنان، والتى بدأت الاثنين الماضى.
ورغم تأكيدات الخبراء والمحللين أن الاجتياح البرى الكامل مجرد تهديدات من رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو إلا أنهم أكدوا أن العمليات ضد الحزب مستمرة ولن تتوقف لأنه يستهدف استنزاف ترسانة أسلحة حزب الله وقدراته.
مصير الحزب
نجاح عمليات جيش الاحتلال ضد حزب الله فتحت أبواب التوقعات عن مصير الحزب ومستقبل المنطقة وتساؤلات حول دقة تحديد الاحتلال لأماكن القيادات، التى أجمع الخبراء أنها تحدث بخيانة داخلية وتهدد أمن واستقرار المنطقة.
دقة تحديد الاحتلال لأماكن القيادات واستهدافهم بهذه السهولة فتح باب التساؤلات حول القدرات الإسرائيلية، إلا أن الكاتب الصحفى اللبنانى على المرعبى، أرجع هذا إلى وجود خيانات أكثر من كفاءة وقدرات جيش الاحتلال.
وأشار إلى أن عملية اغتيال حسن نصرالله لم تكن تحدث لولا الاختراقات الأمنية الواسعة من الموساد لأجهزة الحزب وكوادره وعناصره، لافتا إلى أن خير دليل على ذلك هو المكان الذى تمت فيه عملية الاغتيال إذ لم يكن حسن نصر الله متواجدًا وإنما حضر قبل دقائق من اغتياله، ويبدو أن العملاء أبلغوا الجانب الصهيونى بوصوله وتحديد مكان وجوده داخل المبانى التى استهدفها الطيران الصهيونى بالصواريخ المجهزة لاختراق المناطق الأكثر عمقًا والملاجئ تحت الأرض.
“المرعبى” أوضح فى تصريح خاص لجريدة “روزاليوسف” أن استمرار الجيش الصهيونى باستهداف قيادات وكوادر حزب الله السياسية والعسكرية لافتة للانتباه، خاصة وأن جيش الاحتلال استطاع تحديد المناطق وأماكن القيادات والمسؤولين بدقة على مساحة لبنان بشكل كامل وليس فقط الجنوب أو الضاحية، مشيرًا إلى أن هناك عمليات نفذت فى البقاع والهرمل وجبل لبنان والشوف، وكانت مخصصة لاستهداف القيادات والمسئولين فى حزب الله.
تغيير المعادلة
فيما قال شريف عبدالحميد، رئيس مركز الخليج للدراسات الإيرانية، إن الأهداف المعلنة التى حددتها إسرائيل على حزب الله هى اغتيال أمينه العام وأكبر عدد من قادة الحزب، وإعادة مستوطنى الشمال ووقف الإسناد لغزة، وإعادة الحزب إلى ما وراء الليطاني.
أما الهدف الرئيس هو تغيير المعادلة برمّتها، المتمثلة فى وجود ترسانة من الصواريخ الدقيقة والمسيّرات على مقربة من الأراضى المحتلة وهو ما يخل بتوازن القوى الاستراتيجى، مع إمكانية استخدام هذه الترسانة ضد الاحتلال الإسرائيلى إذا تم اتخاذ قرار باستهداف المشروع النووى الإيرانى، لذلك كان استهداف الحزب واختراقه والتخلص من حسن نصر الله مشروعًا لا مفر منه، وكان ينتظر التنفيذ بحسب الظروف المناسبة وهو ما حدث.