العـالم ينتظر وفـاء ترامـب بوعـوده الانتخابية
أمانى عزام
فى سابقة تاريخية، نجح دونالد ترامب فى العودة إلى البيت الأبيض، إذ بات أول رئيس مهزوم يترشح للمنصب ويفوز مرة أخرى، علاوة على كونه ثانى رئيس أمريكى يشغل فترتين غير متتاليتين بعد فوزه فى الانتخابات الرئاسية لعام2024، وهو إنجاز لم يُحقق منذ 132 عاما.
فيما أكد خبراء، لجريدة “روزاليوسف”، حدوث تغيرات كبيرة فى ملف السياسة الخارجية الأمريكية بعد وصول ترامب إلى الحكم، إذ سيلعب دورًا كبيرًا فى تحديد نهج واشنطن فى التعامل مع العالم .
وأكد الدكتور أيمن سمير، خبير العلاقات الدولية، أن ترامب لديه تحفظات على بعض الدول الأوروبية ودول حلف الناتو التى تنفق أموال قليلة على الشئون الدفاعية وشراء السلاح منذ قمة ويلز ٢٠١٤، وكان يستهدف وصول 2٪ من إنفاق دول الحلف على الشئون الدفاعية، لكن حتى الآن دول كثيرة فى وسط وغرب أوروبا لم تصل إلى ٢٪ فى حين أن الولايات المتحدة الأمريكية تنفق ٣.٧٪ وهو ما يعنى إنفاق ٩١٦ مليار دولار عام ٢٠٢٤ على الجيش الأمريكي، فى حين أن الدخل يبلغ ٢٤ تريليون دولار، بالتالى سيطالب هذه الدول بدفع مزيد من الأموال وإلا لن يدافع عنها إذا تعرضت لهجوم.
وفيما يتعلق بالصين، يرى خبير العلاقات الدولية، أن أفضل خيار للصين كان ترامب رغم ما قيل عن أنه يمكن أن يدخل فى حروب تجارية مع الصين، مشيرًا إلى أن كل مشاكله مع الصين تجارية واستطاع حل جزء كبير منها، فى عام ٢٠٢١ ووقع اتفاقا أطلق عليه اتفاقا أولى للتجارة بين الصين وأمريكا، وكاد هذا الاتفاق أن ينجح لكن جائحة كورونا ٢٠٢٠ أوقفت هذا الاتفاق، كما أن دونالد ترامب لا يريد إرسال السلاح إلى تايوان، وقال إن تايوان تأخذ أموال ضرائب الأمريكيين علاوة على أن تايوان تبيع لأمريكا أكثر مما تشترى وهذه النقطة المهمة له.
وبالنسبة للقضية الفلسطينية وإيران، أكد سمير، أن دونالد ترامب أفضل بكثير من كاملا هاريس، موضحا أن ترامب كانت له وجهة نظر فيما يتعلق بالحرب الإيرانية الإسرائيلية، وهو أن يقوم نتنياهو فى الهجوم الأخير الذى شنه فى ٢٥ أكتوبر الماضى بقصف المنشآت النووية والنفطية ما يجعل إيران عاجزة عن الرد على إسرائيل وعاجزة عن تهديد جيرانها فى الدول الخليجية.
فيما أكد ماك شرقاوى المحلل السياسى المتخصص فى الشأن الأمريكي، أن ترامب سيضغط على الصين كما فعل فى حقبته الرئاسية عام ٢٠٢٠، كما أنه سيسعى لإنهاء الحرب الأوكرانية الروسية.
أما عن القضية الفلسطينية فيرى المحلل السياسى المتخصص فى الشأن الأمريكي، أنه لايوجد فارق كبير فى دعم إسرائيل بين ترامب وهاريس، فجميعهم يدعمون إسرائيل بشكل غير مسبوق، لكن ترامب فى تصريحاته قبل أسبوع من الانتخابات قال إنه سوف يسعى لسلام دائم فى المنطقة وليس مجرد وقف إطلاق النار وتسليم الرهائن ويريد سلام دائم حتى لا تنفجر مرة أخرى غزة بعد سنتين أو ثلاثة أو عشر سنوات، لذلك فإنه سوف يعتنق فكر حل الدولتين ويمارس الضغط على نتنياهو لحل الدولتين كما ضغط عليه فى صفقة القرن، ونستطيع أن نقول إن صفقة القرن كانت مبنية على حل الدولتين وهذا ما سيعود إليه ترامب.
وقال الدكتور حامد فارس، أستاذ العلاقات الدولية، إن الحزبين الديموقراطى والجمهورى وجهان لعملة واحدة فيما يتعلق بالسعى لتحقيق مصالح الولايات المتحدة الأمريكية، مشيرًا إلى أن الحزب الجمهورى وبالأخص الرئيس ترامب يرجح أن يكون أكثر حدة فى التعامل مع القضايا الدولية، خاصة المنافسة التجارية مع الصين، إستنادا إلى ما شهدناه خلال ولاية حكمه الأولى، عندما فرض تعريفات جمركية على بكين تقدر بـ250 مليون دولار، وهو الأمر الذى رفضته الصين، ولم تنصاع إلى الإجراءات الأمريكية، كما أنه لم يقدم رؤية تفصيلية بحلول مقترحة لمشاكل الشرق الأوسط، فضلا عن أنه نقل فى السابق السفارة الأمريكية إلى القدس.
وأضاف فارس، أن ترامب ليس لديه رؤية واضحة فيما يخص الأزمة الروسية _ الأوكرانية، لكنه يقول أنه يسعى إلى إيجاد تسوية سياسية بين البلدين، إلا أنه فى واقع الأمر، لكنه سيواجه تحديات.