الكنائس المصرية.. شريك أساسى بالمبادرات الوطنية

مايكل عادل
تقوم الكنائس المصرية بدور محورى فى كل المبادرات الوطنية، وفى مقدمتها مكافحة المخدرات والإدمان بكل أشكاله وصوره المختلفة، وذلك عبر إقامة المراكز العلاجية، وتنظيم الندوات والمؤتمرات التوعوية بخطورة الإدمان وتعاطى المخدرات، فضلًا عن إبراز النماذج الناجحة التى استطاعت أن تقاوم هذا الوباء اللعين، وتقدمهم بصورة جيدة للمجتمع.
ويعتبر حفل لجنة خدمة الإدمان بالإسكندرية، الذى شهده البابا تواضروس الثانى، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، من أبرز الفعاليات التى أقامتها الكنائس المصرية فى هذا الإطار، والتى حضرها الأنبا بافلى، الأسقف العام لكنائس قطاع المنتزه، والأنبا إيلاريون، الأسقف العام لكنائس قطاع غرب الإسكندرية، والأنبا هرمينا، الأسقف العام لكنائس قطاع شرق الإسكندرية، والقمص أبرآم إميل، وكيل البطريركية بالإسكندرية.
وذكر متحدث الكنيسة الأرثوذكسية، أن الحفل بدأ بكلمة للقس ثاؤفيلس لطفى، مسئول الخدمة بالإسكندرية، قدم فيها عرضًا عن طبيعة الخدمة، تبعها عدد من الفقرات منها عرض تجارب بعض الشباب المتعافين، وما مدى التغيير الذى قدمته الخدمة فى حياتهم، وناقش قداسة البابا كلًا منهم على حدة وشجعهم، كما سلم شهادات تقدير للمتعافين الذين أنهوا فترة علاجهم.
أما عن المشروع الأهم الذى كانت الكنيسة القبطية الأرثوذكسية سبّاقة فيه، هو إصدار قرار من المجمع المقدس برئاسة البابا تواضروس الثانى فى عام 2014، بإضافة الكشف عن إدمان المخدرات إلى الكشف الطبى السابق للزواج، وذلك منعًا للأضرار الجسيمة التى تنشأ عن الإدمان، وكأحد الحلول التى لجأت الكنيسة لمواجهة أزمة الأحوال الشخصية المزمنة داخلها والحد من الطلاق والزواج الثانى، فضلًا عن وضعها نصًا فى قانون الأحوال الشخصية الذى اعتمده المجمع المقدس فى 2016، يمنع عقد الزواج الكنسى إذا كان أحد الزوجين يعانى من «الإدمان» المزمن، ما لم يقبل الطرف الآخر هذه الحالة كتابة وقت الزواج.
وفى عام 2016، قامت الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، بحصر أعداد المتعاطين للمخدرات من أوساط الأقباط، وتلقى طلبات العلاج داخل الكنائس، وقررت أن يكون بكل كنيسة مسئول عن خدمة مكافحة وعلاج الإدمان، ليتواصل مع مسئول القطاعات الذين حددتهم اللجنة المجمعية لمكافحة وعلاج الإدمان بالمجمع المقدس برئاسة الأنبا يوليوس، أسقف عام كنائس مصر القديمة وأسقفية الخدمات العامة والاجتماعية بالكنيسة، وذلك من أجل تحديد الأماكن التى تحتاج إلى إنشاء مراكز علاج من الإدمان بالمجان.
واعتمدت «الكنيسة»، منظومة لمكافحة وعلاج الإدمان بين الأقباط، عبر تقسيم إيبارشيات الكرازة المرقسية داخل مصر لـ6 قطاعات جغرافية، ويتولى مسئولية كل قطاع منها أحد الكهنة من أعضاء اللجنة المركزية لتلك الخدمة، وذلك فى إطار السعى لزيادة فاعلية خدمة المرضى النفسيين وحالات الإدمان من قبل اللجنة المجمعية للصحة النفسية ومكافحة وعلاج الإدمان بالمجمع المقدس للكنيسة، كما تحرص بين الحين والآخر على إصدار النبذات وكتب التوعية، واستخدام مجلات الحائط والكاريكاتير، لما له تأثيره فى الوقاية من الإدمان.