قادة قمة الـ 20: متحدون على وقف شامل لإطلاق النار فى غزة ولبنان
ابتهال مخلوف
استقبلت مدينة ريو دى جانيرو بالبرازيل، يومى الاثنين والثلاثاء الماضيين، قمة مجموعة الـ 20 الـ 19 التى شهدت المشاركة الرابعة لمصر فى قمم المجموعة، وتمثل أكبر تجمع عالمى للاقتصاديات الكبرى فى العالم، إذ تعكس مشاركة القاهرة فى قمة مجموعة الـ 20 عام 2016 خلال الرئاسة الصينية، وعام 2019 خلال الرئاسة اليابانية وعام 2023 خلال الرئاسة الهندية، التقدير المتنامى لثقل مصر الدولي، ولدورها المحورى على الصعيد الإقليمى.
وركزت أجندة القمة، التى انطلقت بشعار «بناء عالم عادل وكوكب مستدام»، على عدد من الملفات، أهمها التحولات فى النظام العالمى ودور الاقتصادات النامية فى مواجهة الأزمات العالمية، وقضايا «الشمول الاجتماعى ومكافحة الفقر والجوع» و«إصلاح مؤسسات الحوكمة العالمية» و«تحول الطاقة فى إطار التنمية المستدامة».
وقد خيمت على أجواء القمة المشهد العالمى المعقد فى ظل عودة الرئيس الأمريكى المنتخب دونالد ترامب للبيت الأبيض، وتداعيات العدوان الإسرائيلى على غزة ولبنان، والتوترات بين طهران وتل أبيب والحرب فى أوكرانيا، علاوة على أزمة تغير المناخ، خاصة أن مجموعة الـ 20 الصناعية مسئولة عن 80% من انبعاثات الغازات الدفيئة المسببة للاحترار العالمى.
ودعا البيان الختامى لقمة زعماء مجموعة الـ 20 لوقف إطلاق النار فى غزة ولبنان، وتكثيف المساعدات الإنسانية، مع التركيز على مكافحة الفقر وتغير المناخ، فضلًا عن أن البيان تناول الأوضاع الإنسانية المتدهورة فى غزة، معبرًا عن «قلق بالغ بشأن الوضع الإنسانى الكارثى»، داعيًا إلى تكثيف المساعدات الإنسانية، وحماية المدنيين، وتحقيق وقف إطلاق نار شامل فى غزة ولبنان.
وأضاف قادة الدول الـ 20 فى بيانهم الختامى: «نحن متحدون فى دعم وقف شامل لإطلاق النار فى غزة، بما يتماشى مع قرار مجلس الأمن الدولى الرقم 2735، وفى لبنان بما يمكن المواطنين من العودة بأمان إلى منازلهم على جانبى الخط الأزرق الذى يقوم مقام خط الحدود بين إسرائيل ولبنان»، مطالبًا منظمة التجارة العالمية إلى البقاء «كجوهر» التجارة العالمية.
من ناحية أخرى، دعا البيان إلى اتفاق عالمى بحلول قمة المناخ القادمة «كوب29» فى مدينة باكو عاصمة أذربيجان بشأن تمويل الدول الفقيرة الأكثر تضررًا من تغير المناخ، فضلًا عن تأكيدات دول مجموعة الـ 20 مجددًا تعهدها بتحقيق أهداف صافى الانبعاثات الصفرية بحلول منتصف القرن والإتفاق على صك دولى ملزم قانونًا بشأن التلوث البلاستيكى بحلول نهاية عام 2024.
وبصفتها الدولة المضيفة، وضعت البرازيل قضايا الفقر والجوع فى صدارة الأجندة، إذ أطلق الرئيس البرازيلى لويس إيناسيو لولا دا سيلفا تحالفًا عالميًا لمكافحة الفقر والجوع، حظى بدعم أكثر من 80 دولة ومؤسسات متعددة الأطراف.
وطالب الرئيس البرازيلى بفرض ضريبة عالمية على أرباب المليارات؛ وإصلاح المنظمات دولية كالأمم المتحدة بحيث تمنح الدول النامية مزيدًا من الثقل، مطالبًا الدول الغنية بتمويل مشاريع الطاقة الخضراء فى البلاد الفقيرة.
ويرى مراقبون أن هذه الأهداف الطموحة ستواجه مزيدًا من الصعوبات بعد عودة ترامب للبيت الأبيض.
ورغم أن إعادة انتخاب ترامب هيمنت على أجواء القمة، لم يتناول أى من قادة العالم فى كلمتهم أثناء القمة دونالد ترامب أو تأثير إعادة انتخابه على تجميد دور أمريكا فى المحافل الدولية وقضايا مثل المهاجرين أو المناخ والتجارة العالمية.
كشفت صحيفة «بوليتيكو» الأمريكية عن أن الرئيس الأمريكى جو بايدن تجاهل الاشارة لترامب فى كلمته بقمة العشرين وقبلها فى قمة منتدى التعاون الاقتصادى لدول آسيا والمحيط الهادئ فى بيرو وفى خطاب ألقاه فى غابات الأمازون المطيرة.
كما لم يذكر إيمانويل ماكرون الرئيس فى كلمته ترامب بالاسم، لكنه أشار له ضمنًا، قائلًا: “أى تفكك للنظام الدولى من خلال سياسات التعريفات الجمركية التى ينتهجها الأقوى من شأنه أن يشجع الآخرين على عدم احترام النظام الدولى وحذر من تفتت النظام العالمى إذا انخرطت أقوى اقتصادات العالم فى حرب تجارية». ويذكر أن المجموعة بدأت عام 1999 بمبادرة من قمة مجموعة الـ 7 لتجمع الدول الصناعية الكبرى مع الدول الناشئة بهدف تعزيز الحوار البناء بين هذه الدول، ولمواجهة الأزمات المالية فى التسعينيات.