الجمعة 14 مارس 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

خبراء: تطور الصراع «الروسى ـــ الأوكرانى» إلى حرب عالمية ثالثة درب من الخيال

تزايدت حدة الصراع بين «روسيا» و«أوكرانيا» على خلفية إطلاق “موسكو” صواريخ باليستية على “كييف”، بعدما سمحت “واشنطن” للأخيرة باستخدام صواريخ «أتاكمز» لقصف العمق الروسى.



رغم وعود الرئيس الأمريكى الجديد دونالد ترامب بوقف الحرب الروسية-الأوكرانية فور وصوله إلى السلطة، إلا أن الخبراء نفوا تطور الأحداث ونشوب “حرب عالمية ثالثة”، لأن المصالح المتبادلة بين “موسكو” و”واشنطن” أكبر بكثير من اختزالها فى أوكرانيا، لكن التصعيد يأتى استعدادًا لتحقيق نجاحات أكبر قبل جلسات التسوية التى من المقرر أن يعقدها “ترامب” فور تسلمه الحكم والتى يتوقع أن تجبر “كييف” على قبول تنازلات، ما قد يمنح “موسكو” نصرًا عسكريًا وسياسيًا.

وقال الدكتور عبدالمنعم سعيد، المفكر السياسى وعضو مجلس الشيوخ، إن الرئيس الأمريكى الجديد دونالد ترامب سينجح فى المرحلة الأولى من توليه الحكم فى تهدئة الصراع الروسي- الأوكراني، خاصة أنه يرتبط بعلاقات جيدة بالرئيس الروسى فلاديمير بوتين والرئيس الأوكرانى زيلينسكي، كما أن الحرب وصلت إلى طريق مسدود، فموسكو لا تستطيع أخذ شىء أكثر مما أخذته من أوكرانيا، وكييف لا تستطيع أن تصبر أكثر مما صبرت.

وأوضح “سعيد”، أن “بايدن” لم يسمح بضرب “موسكو” بصواريخ بعيدة المدى كما يتردد فى الإعلام، لكن التصعيد الأمريكى ارتبط باستخدام روسيا تصعيدا جديدا وهو استخدام قوات من كوريا الشمالية تجعل الحرب ليست فقط بين دول روسيا وأوكرانيا وإنما شبه حرب عالمية بعد دخول طرف ثالث بعيد تمامًا عن مسرح العمليات.

ونفى عضو مجلس الشيوخ، احتمالية أن يتطور الأمر إلى حرب عالمية ثالثة، مشيرًا إلى أن كل طرف يدرك خطورة الأمر، لأن معناه دمار كبير للعالم وليس لطرف بعينه.

 وكشف عضو مجلس الشيوخ عن وجود صفقة جاهزة لتسوية الصراع الروسى - الأوكرانى منذ عهد كسينجر تتضمن ضم روسيا لأقاليم معينة فيها أقلية أوكرانية تتحدث اللغة الروسية وقد ضمتها روسيا بالفعل مثل إقليم القرم، وهذا أمر مُرضى بالنسبة لها، أما أوكرانيا فممكن مساعدتها من قبل دول أخرى على أن تبقى كدولة، ولكن ليس بالضرورة أن تكون ضمن دول حلف شمال الأطلنطى وإنما تكون فى الاتحاد الأوروبى الذى قبل بها بالفعل ولا يسبب قلقا لموسكو.

واتفق معه الدكتور حسن سلامة، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، الذى يرى أن بوتين يمارس ما يسمى بسياسة الضغط القصوى وهو يعلم جيدا أن المسألة سوف تنتهى بتسوية، وهذه التسوية لا بد أن تبدأ من حيث انتهى الميدان، لذلك فإن التصعيد الروسى يأتى على سبيل الردع.

وأوضح “سلامة” فى تصريح خاص لـ”جريدة روزاليوسف” أنه عند الجلوس على طاولة المفاوضات سينطلق التفاوض من توازن قوى معينة وسيؤخذ فى الاعتبار قدرات روسيا العسكرية والنووية عند الحديث عن أى تسوية سياسية مستقبلية.

ولفت “سلامة” إلى أن فكرة التسويات وتبادل الأراضى أو التنازل عنها مسألة حياتية يمكن تسويتها بصورة أسهل بكثير من مسألة انضمام أوكرانيا إلى حلف شمال الأطلسى، ورجح أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، عدم انضمام أوكرانيا للحلف وأن تظل فى الاتحاد الأوروبى فقط.