الجمعة 13 ديسمبر 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
كامل الشناوى عبقرية الكسل!

كامل الشناوى عبقرية الكسل!

كان الشاب « كامل الشناوى»  واحدًا من نجوم مجلة وجريدة روزاليوسف وكان محل تقدير واحترام السيدة روزاليوسف ولم يسلم كذلك من سخريتها اللاذعة عنه.



تقول روزاليوسف : كامل الشناوى بدين مرح وقد اشتهر عن كامل أنه أكول من الدرجة الأولى، فكنت إذا دعوته إلى الغداء فى منزلى غيرت كل المقادير المعتادة من الطعام خصوصًا صنف الأرز لكى تسد حاجته ثم هو لا يعفينى من اللوم على قلة الطعام، مؤكدا أنهم فى بيتهم إذا أرادوا أن يأكلوا دجاجا أو أوزا أو حماما قدموا لكل فرد من أفراد العائلة دجاجة أو أوزة أو زوجى حمام وعدد أفراد العائلة 12 فردا.

وكامل الشناوى ذكى ولكنه كان معروفا بالكسل وكان مدللا فى أسرته لا تدفعه إلى العمل حاجة!  وأذكر أنى ضقت يوما بكسله فجعلته يعطى ابنتى الصغيرة دروسًا فى اللغة العربية ولعل هذا يكون أول عمل لكامل الشناوى فى الصحافة.

وتروى السيدة « روزاليوسف»  هذه الواقعة قائلة:  كان النحاس - زعيم حزب الوفد - يقوم برحلة طويلة إلى الصعيد يزور فيها المدن ويتقبل الدعوات ويلقى الخطب السياسية، وأرسلت كل جريدة محررا مهما من محرريها ليوافيها بأنباء الرحلة وناب عن «روزاليوسف اليومية»  الأستاذ كامل الشناوى.

ولم يلبث كامل الشناوى أن شعر بالمعاكسات تحيط به وتعرقل أداءه لمهمته نتيجة لجو الفتور الذى كان سائدا بين الجريدة وبين النحاس، أن المتاعب الكبرى جاءت من الوفد، كان النحاس يلقى الخطبة فإذا أراد كامل أن يرسلها إلينا حجزوها عنه بحجج مختلفة، مكرم - سكرتير الوفد - يراجع الخطبة، مكرم لم ينته من تصحيحها، وكان لا يمكن إرسال أية خطبة إلا بعد موافقة مكرم.

وهكذا حتى تصدر الصحف الأخرى حاملة الخطبة ماعدا روزاليوسف اليومية، وهنا تتحرك الدسائس لتقول للنحاس : انظر إن روزاليوسف تتجاهل خطبك ولا تنشرها حتى لقد اضطررنا مرة أن نكلف أحد العمال بسرقة الخطبة من إحدى الصحف لكى ننشرها كاملة !!.

وأردنا أن نجدد فكنا نصف أنباء الرحلة وصفًا موجزًا ولكنه دقيق، وكنا لا ننشر من الخطب إلا الأجزاء المهمة والجديدة، وهنا أيضا تتحرك الدسائس ويقول ذوو الأغراض للنحاس:  انظر إن روزاليوسف تختصر وصف الحفاوة التى تحاط بها إنها تختصر خطاباتك البليغة مع أن هذا هو النظام الذى تجرى عليه الصحف فى العالم أجمع، ولست أعرف صحفا تنفق ثلاثة أعمدة فى وصف حفاوة الجماهير إلا الصحافة المصرية.

وإزاء هذه المعاكسات عاد  «كامل الشناوى » ليرسم لنا بروحه المرحة الريبورتاج الحقيقى للرحلة بكل ما فيها من لمحات، وقضينا أياما ساهرة فى الجريدة نلتف حوله كل ليلة لنضحك من الأعمال وهو يشرح لنا طقوس النفاق ويقلد لنا النحاس وهو يخطب أو يتكلم، و«مكرم»  وهو يجيب والمحيطون وكيف يعاملونهما!!

وعاد النحاس من الرحلة ولم يزر الجريدة كالعادة مشجعًا..  وإزاء هذه المقاطعة منه بات أغلب الوفديين يخافون التردد على الجريدة رغم تأييدهم لخطتها.

على أن الرأى العام كله تقريبًا - كان إلى جانب  «روزاليوسف اليومية » فقد كانت الجريدة الوحيدة التى تهاجم توفيق نسيم - رئيس الحكومة - لتلكؤه فى إعادة الدستور، ولتساهله فى تعيين مستشار إنجليزى له سلطة الاتصال المباشر بالوزير حتى صارت كلمة الاتصال المباشر محل تندر الناس.

وللذكريات بقية!