خبراء: ارتفاع الدولار فى حدود مقبولة والجنيه يعاود الاتزان قريبًا
أحمد زغلول
أجمع خبراء اقتصاد ومستثمرون أن تحركات سعر الصرف فى الأيام الأخيرة، وتخطى الدولار لمستوى الـ 50 جنيهًا فى البنوك، لا يجب أن يدفع القلق للأسواق، مؤكدين أن حركة العملة فى حدود مقبولة، وأن الجنيه سيعود إلى مرحلة الاتزان قريبًا.
وأكد الخبراء لـ«روزاليوسف» أن حركة سعر الصرف الحالية هى حركة طبيعية، ولا بد أن يلتزم البنك المركزى بمرونة تسعير الدولار حتى لا تظهر السوق السوداء مرة أخرى، حيث أكدت سهر الدماطى، الخبيرة المصرفية، أن ما يجرى فى السوق حاليًا لا يدعو للقلق.
وذكرت «الدماطي» أن رئيس الوزراء كان قد ذكر أن زيادة سعر الدولار ستكون فى حدود 5%، لافتة إلى أنه ليس بالضرورة أن يكون الارتفاع بهذه النسبة، حيث أن تدفقات النقد الأجنبى تؤكد أن وضع العملة فى البنوك حاليًا مطمئن للغاية، لاسيما وقد ارتفع الاحتياطى النقدى للبلاد إلى نحو 47 مليار دولار لأول مرة.
ارتفاع الاحتياطى
قال البنك المركزى، مطلع الأسبوع الجارى، إن صافى الاحتياطيات الأجنبية ارتفع إلى 46.95 مليار دولار فى نهاية شهر نوفمبر 2024 مقارنة بنحو 46.94 مليار دولار بنهاية شهر أكتوبر 2024.
وتتمثل الوظيفة الأساسية للاحتياطى من النقد الأجنبى لدى البنك المركزى، بمكوناته من الذهب والعملات الدولية المختلفة، فى توفير السلع الأساسية وسداد أقساط وفوائد الديون الخارجية، ومواجهة الأزمات الاقتصادية فى الظروف الاستثنائية.
وأشارت سهر الدماطى إلى أن الفترة المقبلة سيكون فيها طلب كبير على الدولار مع اقتراب دخول موسم الاستيراد الخاص بشهر رمضان، مشيرة إلى أنه فى هذه الحالات تكون الزيادات الطفيفة فى العملة مقبولة.
التوترات الجيوسياسية
ومن جانبه، قال محمد عبد العال، عضو مجلس إدارة البنك المصرى الخليجى، إن أحد أهم الأسباب التى دفعت الجنيه للتراجع فى الأيام الأخيرة هو زيادة حدة التوترات الجيوسياسية فى المنطقة، الأمر الذى أثر بشكل سلبى على الحالة النفسية للمستثمرين الأفراد والأجانب.
وأضاف أن آخر هذه الأحداث هو فى سوريا ومنطقة الشام، والتى ستضغط على كل المؤشرات الاقتصادية فى المنطقة المحيطة، موضحًا أن مصر فى قلب هذه الأحداث.
وأشار عبد العال إلى العامل الثانى الذى يمثل ضغطًا على العملة المصرية وهو قوة الدولار الأمريكى الذى يشهده منذ عودة ترامب إلى البيت الأبيض.
وأكد أن قوة الدولار مقابل كل عملات العالم، من ضمنها الجنيه المصرى، لا سيما وأن مصر تعيش الآن فى منطقة رمادية مع انتظار نتائج المراجعة الرابعة لبرنامج صندوق النقد الدولى، مع ترقب قرار الصندوق بإجازة المراجعة والموافقة على صرف 1.3 مليار دولار.
وقال عبد العال إن الدولار سيتحرك بشكل عرضى بين 50 إلى 50.75 جنيه خلال الأيام القادمة، وسط احتمال حدوث انفراجة بالحصول على دفعة من صندوق النقد الدولى، واستمرار دعم كل طلبات التجارة الخارجية.
ورجح الخبير المصرفى أن يكون سعر الدولار مقابل الجنيه فى عام 2025 فى نطاق بين 50 إلى 52 جنيهًا فى النصف الأول من العام، وهذا يتوقف على صافى التدفقات النقدية الأجنبية، وتوازن الطلب والعرض، وتحسن كل المؤشرات وعودة إيرادات قناة السويس وتسريع برنامج الطروحات الحكومية.
لا داعى للقلق
فى سياق متصل، قال رجل الأعمال نجيب ساويرس، على هامش مؤتمر اقتصادى بالقاهرة قبل أيام، إن السعر العادل للدولار أمام الجنيه هو الذى يتم تداوله فى الأيام الأخيرة، مشيرًا إلى أن ارتفاع الدولار إلى مستوى 50 جنيهًا أو أكثر لا يدعو للقلق.
وأكد «ساويرس» أن الأمر المهم فى الفترة الراهنة هو الاهتمام بجذب المزيد من الاستثمارات الكبرى والحفاظ على تدفقات النقد الأجنبى من كل المصادر.