السبت 4 يناير 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
محاولة النحاس باشا لضرب كامل الشناوى!

محاولة النحاس باشا لضرب كامل الشناوى!

عاشت «روزاليوسف» أيامًا عصيبة مليئة بالمشاكل والمضايقات خاصة من زعامات حزب الوفد الذى تؤيده وتسانده، وقامت جريدة «روزاليوسف» وكذلك المجلة بشن حملات عنيفة على الحكومة ولم تكف عن المطالبة بالدستور وكان هذا مما يضايق الوفد.



وتتذكر روزاليوسف كفاح تلك الأيام فتقول: كان الجو الذى عشت فيه تلك الأيام عنيفًا، ومع ذلك كان زوار الجريدة كل ليلة لا يملكون أنفسهم من العجب فالجو مرح صاخب والضحكات والمقالب والنوادر تتوالى بلا انقطاع، وكان الزوار يقولون إن من يراكم فى الليل لا يصدق أن الخصوم يحاربونكم تلك الحرب العنيفة وأن الجريدة ستصدر مع الصباح كالقنبلة!

وكان صديقى الأستاذ «كامل الشناوى» هو محور هذا المرح بغير منازع وله كل يوم قصة أو تشنيعة أو نادرة تنشر الضحكات على الشفاه وتمحو كل متاعب النهار وكانت براعته الغريبة فى تقليد الأصوات والنبرات تتيح له فرصة القيام بأكبر عدد من المقالب!

أذكر من النوادر التى تعرض لها «كامل الشناوى» شخصيا أنه كان يرافق «النحاس» - رئيس الوزراء - فى رحلة إلى الصعيد مندوبا عن «روزاليوسف» وفى أثناء الرحلة دعى «النحاس» إلى مأدبة فى عوامة راسية على النيل، وكان يصل العوامة بالشاطئ لوح من الخشب الرقيق يجب أن يعبر عليه الشخص حتى يصل إلى العوامة وهو عادة لا يتحمل أن يمر عليه أكثر من شخص واحد مرة واحدة! وتقدم «النحاس» ليعبر إلى العوامة وقد رفع فى يمناه مظلته وسار فى بطء شديد حتى لا يختل توازنه على قطعة الخشب الرقيقة فيقع فى الماء، وبينما هو فى وسط الطريق شعر باللوح الخشبى يهتز به بشدة حتى كاد يفقد توازنه فأستدار إلى الخلف ليرى «كامل الشناوى» يسير بجسده البدين على الألواح ولم يتمالك «النحاس» أعصابه من جراء ما استبد به من خوف، وما كاد يتعرض له من الوقوع فى الماء فشهر مظلته فى يده واستدار ليضرب «كامل الشناوى» وجرى كامل فى خفة غريبة عائداً إلى الشاطئ والنحاس يجرى وراءه يريد أن يضربه.

ولست أدرى هل استطاع النحاس أن يضربه حقاً أم حال بينه وبين «كامل» بعض الحاضرين؟!

وتمضى «روزاليوسف» قائلة: وكان كامل الشناوى يقلد «النحاس» فى هذا الموقف تقليداً يضحك أشد القلوب حزنا وهو يصيح فيه: «أنت يا جدع أنت! انزك بقولك»!!

وكان كذلك يقلده يوم زاره الأستاذ «توفيق صليب» سكرتير التحرير - مرة فى الإسكندرية قبل فصل «روزاليوسف» من الوفد ليحدثه فى بعض مشاكل الجريدة مع الوفد، ودخل «توفيق صليب» على «النحاس» فإذا به يرى الغضب الشديد مرتسما على وجهه وذعر «توفيق» وتوقع انفجاراً من النحاس وفعلا انفجر النحاس قائلا :«تصور الست إمبارح أكلت بطيخ وباتت طول الليل بطنها توجعها»!!

وأخذ النحاس يتحدث عن البطيخ الخسران ومرض «الست»، وتوفيق صليب يحاول عبثا أن يتكلم فى الموضوع الذى سافر من أجله إلى الإسكندرية فلما يئس، أبدى للنحاس أسفه لمرض السيدة زوجته وتمنياته لها بالشفاء وانصرف.

وللذكريات بقية!!