
عصام عبد الجواد
النصر الحقيقى
بعد أن وضعت الحرب أوزارها، وعادت القوات الإسرائيلية البربرية إلى قواعدها داخل الأراضى المحتلة، تلاحقها وصمات الخزى والعار مدى الحياة لما ارتكبته من مجازر يندى لها الجبين فى حق الأبرياء من الأطفال والنساء فى غزة، إلا أن الحقيقة التى ستفاجأ بها إسرائيل أن الملاحقة داخل وخارج إسرائيل ستكون بمثابة الكارثة يومًا بعد آخر تتسع دائرة الملاحقة القضائية لجنود إسرائيليين فى الخارج على خلفية مشاركتهم فى حرب الإبادة الجماعية التى ارتكبها جيشهم فى قطاع غزة منذ 7 أكتوبر عام 2023 ففى 6 يناير الحالى رصدت هيئة البث الإسرائيلية ارتفاعًا ملحوظًا فى ملاحقة جنود إسرائيليين قضائيًا فى الخارج مشيرة إلى تقديم نحو 50 شكوى ضد جنود احتياط، وقالت: إنه جرى فتح تحقيقات ضمن تلك الشكاوى القضائية فى الدول المعنية دون تسجيل أى اعتقالات حتى الآن وأن الملاحقات بدأت فى دول مثل جنوب إفريقيا وسيريلانكا وبلجيكا وفرنسا والبرازيل وغيرها من الدول وقد تقدمت مؤسسة هند رجب لحقوق الإنسان فى السويد بشكوى ضد عسكرى احتياط إسرائيلى مقيم على أرضها بتهمة المشاركة فى جرائم إبادة جماعية بقطاع غزة، ومؤسسة هند رجب تتخذ من العاصمة البلجيكية بروكسل مقرًا رئيسًا لها منذ تأسيسها فى فبراير عام 2024 لملاحقة كل من شارك فى حرب الإبادة، وهند رجب هى الطفلة الفلسطينية التى كانت فى عمر 5 سنوات حين قتلها الجيش الإسرائيلى بقصف سيارة لجأت إليها مع 6 من أقاربها فى حى تل الهوى جنوب غرب مدينة غزة فى 29 يناير عام 2024.
وهناك عدة قضايا داخلية فى إسرائيل تلاحق حكومة الحرب برئاسة نتنياهو قد تدخله السجن الأمر الذى يجعل حرب غزة وما حدث فيها من إراقة دماء الأبرياء من الأطفال والنساء الذين يصل عددهم ما يقرب من 70 ألف شهيد وأكثر من مائة ألف مصاب لن تضيع هباء منثورًا بل إن هذه الدماء الزكية أحيت مرة أخرى القضية الفلسطينية ووضعت الكيان الإسرائيلى فى صورته الحقيقية أمام العالم ككيان غاصب محتل مجرم لا يعرف معنى الإنسانية.
وأن ما حدث سيكون سببًا رئيسًا لتغيير الرأى العام العالمى الذى ظل سنوات عديدة ينظر بعنصرية كبيرة لكل ما هو فلسطينى، بل نسى العالم الغربى تحديدًا حق الفلسطينيين فى إقامة دولتهم وكانوا من أشد المناصرين للكيان الصهيونى وقد غضوا البصر عن كل جرائم إسرائيل لسنوات طويلة وكان الفلسطينيون ملاحقون فى كل مكان، اليوم كل شىء تغير تمامًا ليتحول الوضع إلى حق الفلسطينى فى إقامة دولته، وهو ما يؤكد أن النظرة المستقبلية مع الأجيال الجديدة ستكون فى حق إقامة دولة فلسطين الحرة مهما حاول الكيان الصهيونى إخفاء الحقائق وهو النصر الحقيقى بعد وقف إطلاق النيران وعودة الحياة إلى طبيعتها سوف تظهر جرائم الكيان المحتل وما فعله بالأبرياء.
فلن تنعم إسرائيل فى حياتها المستقبلية أبدًا فالحياة فى إسرائيل قبل 7 أكتوبر لن تكون أبدًا هى الحياة بعد 7 أكتوبر، كل شىء تغير والنصر قادم لا محالة لإقامة دولة فلسطين حرة مستقلة ولن تضيع أبدًا دماء الأبرياء هدرًا والنصر حليفهم بإذن الله.
حفظ الله مصر قيادة وشعبًا وجيشًا.