ردود فعل دولية على تصريحات الرئيس الأمريكى
![ترامب](/UserFiles/News/2025/01/30/435314.jpg?250201190000)
ابتهال مخلوف
خلال حفل تنصيب الرئيس الأمريكى دونالد ترامب أدلى بتصريحات تسببت فى استياء الكثير من زعماء العالم، خاصة بسبب خطابه التوسعى حول شراء «جرينلاند» أو استعادة «قناة بنما»، وجعل كندا تسقط كفريسة سهلة لبلاده.
فضلا عن تصريحاته حول غزة، قائلًا: «نتحدث عن مليون ونصف مليون شخص لتطهير المنطقة برمتها.. كما تعلمون على مر القرون شهدت هذه المنطقة نزاعات عديدة، لا أعرف ولكن يجب أن يحصل أمر ما».
ما فجر عاصفة من ردود الفعل الرافضة من قبل مصر والأردن والسلطة الفلسطينية والفصائل الفلسطينية، وهو رفض التهجير تمامًا.
وكشفت صحيفة «واشنطن بوست»، أن ترامب سيفرض عقوبات اقتصادية على خمس دول كبرى فى العالم، مع استخدامه شبح العقوبات والتعريفة الجمركية.
وذكرت الصحيفة، أن الهجوم على شركاء تجاريين مثل كندا والمكسيك والخصوم مثل روسيا، ودول ذات اقتصاد أصغر مثل كولومبيا والدنمارك، يعكس رؤى ترامب بشأن عودة أمريكا عظيمة.
ونقلت «واشنطن بوست» عن جون كريمر، نائب وزير الخارجية السابق، قوله: إن ما يفعله ترامب يعد ممارسة قوية عنيفة للقوة الاقتصادية الأمريكية بطريقة لم نشهدها منذ وقت طويل للغاية، على الأقل منذ عصر ما بعد الحرب العالمية الثانية.
الولاية 51
وأدلى ترامب، بسلسلة من التعليقات التى اقترحت أن تضم الولايات المتحدة، كندا وتجعلها الولاية الأمريكية رقم 51، وتأكيدًا لتهديداته قال الرئيس الأمريكى: «لقد كان من دواعى سرورى تناول العشاء الليلة الماضية مع حاكم ولاية كندا العظيمة جاستن ترودو»، هذا ما نشره الرئيس دونالد ترامب على موقع Truth Social الشهر الماضى.
فنشر رئيس الوزراء الكندى جاستن ترودو ردًا لا لبس فيه على منصة X: «لا توجد أدنى فرصة بأن تصبح كندا جزءًا من الولايات المتحدة».
وأثارت تصريحات ترامب المتكررة، بضرورة استيلاء واشنطن على قناة بنما عسكريًا، انتقادات كبيرة فى بنما، وهو ما رفضته الأخيرة، مشددة على أن الممر المائى سيبقى تحت سيطرتها.
خليج المكسيك
وخضوعًا لقرارات ترامب، أعلنت شركة «جوجل» أن اسم «خليج أمريكا» بدلًا من اسم خليج المكسيك سيظهر قريبًا على نظام المعلومات الجغرافية الأمريكى وخدمة Google Maps فى الولايات المتحدة، تماشيا مع التغييرات الرسمية التى أقرتها الحكومة الأمريكية، ويتضمن التحديث أيضا تغيير اسم جبل دينالى فى ألاسكا إلى «جبل ماكينلى»
الانعزالية الأمريكية تهدد أوروبا
وبالنسبة لأوكرانيا، حذر تقرير لمعهد الاتحاد الأوروبى للدراسات الأمنية ومركز روبرت شومان فى معهد الجامعة الأوروبية بشأن المخاطر العالمية التى تهدد الاتحاد الأوروبى فى 2025، أن وقف إطلاق النار فى أوكرانيا الذى من شأنه أن يكون لصالح روسيا وهو ما يمثل «الخطر الأعظم» على القارة نظرًا لدور أوكرانيا «كدرع حاسم لمصالح الاتحاد الأوروبى».
كما حذر الخبراء من أن الانعزالية الأمريكية «خطيرة على أوروبا مثل الضربة النووية الروسية، على الرغم من المخاوف بشأن عمل عسكرى روسى جديد فى دول مجاورة غير تابعة لحلف شمال الأطلنطى «الناتو».
حرب تجارية
ونتيجة لسياسة ترحيل المهاجرين من دول أمريكا اللاتينية اندلع خلاف بين الرئيس الأمريكى ونظيره الكولومبى جوستافو بيترو حول رحلات الترحيل، كاد أن يتحول إلى حربة تجارية بين البلدين قد يحرم واشنطن من ثانى أكبر سوق فى أمريكا اللاتينية بعد البرازيل.
وقررت سفارة الولايات المتحدة فى كولومبيا إلغاء مواعيد التأشيرات بسبب رفض الحكومة الكولومبية قبول رحلات الترحيل لمواطنيها فى عطلة نهاية الأسبوع.
وأعلن الرئيس الكولومبى، أن بلاده ستطبق رسومًا جمركية بنسبة 25 %على الواردات الأمريكية، ردًا على العقوبات التى أعلنها ترامب، لأن كولومبيا أعادت طائرات عسكرية أمريكية تقل مهاجرين.
وهدد ترامب بفرض رسوم جمركية بنسبة 25 % على السلع القادمة للولايات المتحدة من كولومبيا، على أن تصل النسبة إلى 50 % خلال أسبوع، وأعلن أيضًا عن فرض حظر على سفر مسئولى الحكومة، وكذلك قيود على التأشيرات لـ«حلفائهم وأنصارهم».
كما اشتكت الحكومة البرازيلية، خلال عطلة نهاية الأسبوع من المعاملة «المهينة» لعشرات المهاجرين الذين تم ترحيلهم من الولايات المتحدة إلى مدينة بيلو هوريزونتى.
جرينلاند
وردًا على رغبة ترامب شراء جرينلاند، أعلنت الدنمارك عن مشروع عسكرى فى القطب الشمالى بقيمة 2.1 مليار دولار، ويسعى الاتحاد الأوروبى إلى تعزيز وجوده العسكرى فى جرينلاند بعد أسبوع واحد فقط من تولى ترامب منصبه وتهديده بالاستيلاء على الكتلة الأرضية الشاسعة، فى حين أن الدولة الاسكندنافية مسئولة عن أمن ودفاع جرينلاند، فإن كوبنهاجن لديها قدرات عسكرية محدودة على أراضيها الجزرية.
وأدان المستشار الألمانى أولاف شولتس، قبيل اجتماعه مع رئيسة الوزراء الدنماركية ميتة فريدريكسن، «لا يجوز تغيير الحدود بالقوة- هذا موجه إلى كل من يهمه الأمر» وذلك على خلفية مطالبات إقليمية للرئيس الأمريكى دونالد ترامب فى بنما وكندا وجرينلاند.
وقال شولتس: «سلامة الحدود مبدأ أساسى من مبادئ القانون الدولى.. يجب أن ينطبق المبدأ على الجميع».
ولم يستبعد ترامب إمكانية استخدام القوة للاستيلاء على أراضى الجزيرة، معتبرًا أن أكبر جزيرة فى العالم، حيوية لأمن الولايات المتحدة، وطالب الدنمارك بالتخلى عن السيطرة على الجزيرة القطبية الشمالية.
وزار ابنه الأكبر دونالد ترامب جونيور جرينلاند مع ثلاثة من حلفاء والده المقربين عل متن طائرة تحمل علامة ترامب التجارية فى السابع من يناير.
ما دفع الجنرال النمساوى روبرت بريجر، أعلى مسئول عسكرى فى الاتحاد الأوروبى، إلى القول: إن المجموعة يجب أن تنشر قوات فى جرينلاند.
ومن داخل أمريكا، أصدرت عضوة لمجلس الشيوخ الأمريكى ونائبة دنماركية بيانًا مشتركًا ينتقدان فيه تهديدات الرئيس الأمريكى دونالد ترامب بشراء جرينلاند.
وقالت السناتور الجمهورية ليزا موركوفسكي، التى تمثل ألاسكا، والنائبة الدنماركية آجا كيمنيتز: إن الجزيرة القطبية الشمالية «مفتوحة للأعمال التجارية، ولكن ليست للبيع».