الخميس 11 سبتمبر 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

فى حب فاطمة اليوسف

محمد عطية
محمد عطية

كنت صغيرًا، أذهب إلى بائع الجرائد وأتجول بعينى بين الصحف حتى تجذبنى إحدى الجرائد فأقوم بشرائها. لم تكن العناوين فقط هى التى تبهرنى - والتى غالبًا ما تكون متشابهة - لكن كان هناك شىء آخر يدفعنى للاختيار، ما هو؟.. لم أكن أعلم فى ذلك الوقت.



مع مرور الوقت، أدركت أن الصحافة ليست فقط عناوين وأخبارا ومقالات وتحليلات. ليست مجرد حروف نقرأها أو رسوم وصور نشاهدها. وراء هذه الصفحات التى نطويها فى أيدينا مجهود عظيم وفن راقٍ، هو الذى يجعلك تفضل جريدة عن أخرى، وتحب بعض الصفحات أكثر من غيرها، وتكمل القراءة بسهولة ويسر.

التحقت بكلية الإعلام، وظلت الفكرة تراودنى؛ لم أكن أرغب فى الكتابة فقط، بل أردت أن أشارك فى بناء كل ما يُنشر بالصحيفة. وقد تحقق ذلك، فبعد الالتحاق بقسم الصحافة، اخترت الإخراج الصحفى لأبدأ من خلاله مسيرتى المهنية.

كم كنت محظوظًا! فقد تخرجت فى الكلية فى يونيو ٢٠٠٥، وبعدها بأيام قليلة كان اللقاء مع الأستاذ عبدالله كمال -رحمه الله- من أجل إصدار العدد الأول من جريدة “روزاليوسف”.

عادة، تحتاج الصحف شهورًا من التحضير قبل الصدور، فكيف لجريدة “روزاليوسف” أن تصدر يوميًا فى أقل من شهر؟ الأمر كان بمثابة معجزة.

كان العمل متواصلًا على مدار الأيام، لا تستطيع أن تفرق بين الليل والنهار، الجميع يعمل بجهد. الصحفيون الكبار، أبناء روزا المجلة، وشباب الصحفيين الذين اختارهم الأستاذ عبدالله، بالإضافة إلى مجموعة كبيرة من خريجى كليات الإعلام.

وكأنه كان بالأمس، جاء يوم الأحد ١٤ أغسطس، اليوم الذى كان يجب أن ننتهى فيه من تجهيز العدد الأول قبل الساعة الخامسة مساءً، ليلحق بمطبعة الأهرام، وقد تحقق ذلك بالفعل. حصل الأستاذ عبدالله على النسخة الأولى ليعلن عن بدء تجربة صحفية أثرت الوسط الصحفى.

وكما كانت الجريدة فى إصدارها الأول عام ١٩٣٥ فريدة فى تبويبها واستحداثها أفكارًا صحفية جديدة، وخاضت الكثير من المعارك السياسية والفكرية بقيادة السيدة فاطمة اليوسف، جاء الإصدار الثانى ليعلن عن نفسه منذ العدد الأول، مؤكدًا أن “روزاليوسف” ليست كغيرها.

حملات صحفية، اشتباكات فكرية، أبواب جديدة، صفحات متخصصة. ولا أبالغ إن قلت: إنها كانت شديدة التخصص، حيث لم يعرف الوسط الصحفى فى ذلك الوقت صفحات مخصصة لذوى الهمم، القضاة، الدبلوماسيون، الصحفيون، الكاريكاتير، الأغاني، المسرح، الفن التشكيلى، السينما، المجتمع المدنى، الأحزاب، البرلمان، مواجهة الفكر المتطرف، الشباب، المرأة، وملحق رياضى أسبوعى، بالإضافة إلى أعداد خاصة سنوية وشهرية كانت إضافة قوية للوسط الصحفى.

لم تبخل “روزاليوسف” بمنح أفكار لتطوير العمل الصحفى، كما لم تبخل بأبنائها الذين ساهموا فى إثراء العمل الصحفى والإعلامى فى كافة المؤسسات.

إذاً تحقق الحلم، وشاركت فى إخراج العدد الأول من جريدة “روزاليوسف”، وكنت وقتها أصغر أعضاء القسم الفنى بالجريدة. وعلى مدار العشرين عامًا، شاركت فى إخراج أكثر من ٥٩٠٠ عدد من جريدتى المحبوبة.

ونحن نحتفل بمرور ٩٠ عامًا على الإصدار الأول، و٢٠ عامًا على الإصدار الثانى، قررنا أن يزين صفحات العدد لوجو “روزاليوسف” بتصميمه الأول الذى اختارته السيدة فاطمة اليوسف ليتصدر الصفحة الأولى للجريدة فى إصدارها الأول فى ٢٥ فبراير ١٩٣٥.

كل عام وفاطمة اليوسف شابة بأبنائها

كل عام و«روزاليوسف» تحترم قراءها.

 

المدير الفنى

ومدير التحرير لجريدة روزاليوسف