الفنانة حنان مطاوع فى حوار لـروزاليوسف:
أعتز بتجسيد شخصية الكفيفة فى مسلسل «حياة أو موت»

آية مجدى
موهبتها الاستثنائية لا يختلف عليها أحد، وقدرتها على تجسيد الشخصيات بصدق وعمق، ما جعلها تحجز مكانة بارزة بين نجمات جيلها، الفنانة حنان مطاوع، تبحث دائمًا عن الأدوار المؤثرة التى تترك أثرًا حقيقيًا فى نفوس المشاهدين، لذلك لم يكن مفاجئًا أن يحقق فيلمها الأخير «هابى بيرث داى» نجاحًا كبيرًا وينال جوائز دولية، ليضيف فصلًا جديدًا إلى مسيرتها الغنية بالتنوع والتميز.
حنان مطاوع كشفت فى حوارها لـ «روزاليوسف»، كواليس تصوير «هابى بيرث داي» وأصعب مشاهده، ومشاركة الفنان العالمى جيمى فوكس فى إنتاجه، كما كشفت عن تفاصيل مسلسلها الجديد «حياة أو موت» وتحضيراتها لشخصية امرأة كفيفة، إلى جانب عودتها المنتظرة إلى خشبة المسرح، ومشاركتها المقبلة مع الفنان أحمد السقا، وتفاصيل أخرى فى السطور التالية:
■ كيف ترين تكريم فيلم»هابى بيرث داى» فى مهرجان تريبيكا السينمائى؟
- سعدت جدًا بفوز فيلم «هابى بيرث داى» بالجوائز الدولية التى حصل عليها، خاصة أنه أول فيلم مصرى وعربى ينال هذه الجوائز فى مهرجان ترايبيكا السينمائى، وتوقعت أيضًا أن تحصل المخرجة سارة دياب على جائزة تقديرية أو تشجيعية، لأنها قدمت عملًا فى غاية الجمال، إلى جانب السيناريو الرائع الذى كتبه محمد دياب، فمنذ قراءتى للسيناريو، كنت واثقة أن هذا الفيلم قادر على الفوز بجوائز مهمة ودولية، وأعتقد أنه سيحقق نجاحًا كبيرًا فى كل مهرجان يشارك فيه.
■ ما الذى لمستيه فى شخصية الطفلة «توحة» ودفعك للبكاء أثناء قراءة السيناريو؟
-اندماجى مع تفاصيل شخصية «توحة»، لأنها مصابة بالتوحد وتجسدها الطفلة الموهوبة ضحى رمضان، وشعرت بظلم شديد تتعرض له وجرح عميق فى مشاعرها، بكيت بشدة بسبب رقة كتابة هذه الشخصية وصدقها.
■ ما التحديات التى واجهتك أثناء تصوير الفيلم؟
-كانت هناك مشاهد كثيرة صعبة، خاصة مشاهد النيل وأماكن التصوير كانت قاسية للغاية، اضطررت للنزول إلى المياه مرتين فى جو شديد البرودة، المرة الأولى كانت فى نهاية شهر فبراير، فى منطقة ضحلة بمياه راكدة مليئة بالطحالب، والمرة الثانية كانت الأصعب، بسبب نزولى النيل فى شهر مارس، وكانت المياه شبه متجمدة والجو قارس البرودة، وكان من المفترض أن نصور خلال ساعة أو ساعتين فقط، لكن حدث عطل مفاجئ فى الكاميرا، فكنا منتظرين فى المياه حوالى سبع أو ثمانى ساعات متواصلة حتى غروب الشمس، وكانت المياه ثقيلة جدًا بسبب الطمى، ودرجة حرارتها شديدة البرودة لدرجة أن أجسامنا تجمدت تمامًا، لكن رغم ذلك كنت مصممة على التركيز لأن المشهد كان مهمًا جدًا بالنسبة لى، وفى النهاية، كل التعب يهون عندما أقدم عملًا أحبه وأؤمن به، وربنا يعين أبطالنا الحقيقيين اللى بيكافحوا ويناضلوا كل يوم.
■ كيف جاءت فكرة انضمام الفنان العالمى جيمى فوكس لإنتاج الفيلم؟
-فكرة مشاركة الفنان جيمى فوكس جاءت عندما عرض عليه سيناريو الفيلم، وبصفته منتجًا وممثلًا عالميًا شعر بحماس كبير تجاهه، وطلب وقتها الانتظار حتى يشاهد النسخة الأولية من العمل، وعندما شاهدها تواصل بنفسه مع المنتج أحمد الدسوقى وأبلغه برغبته فى أن يكون اسمه ضمن صناع الفيلم، وأعلن ذلك بالفعل فى أول مهرجان عرض فيه الفيلم، وهذه الخطوة كانت بمثابة دعمًا عالميًا كبيرًا للفيلم، لأنها أضافت إليه بُعدًا دوليًا وجذبت انتباه العديد من المتخصصين، خاصة أن انضمام فنان بحجم جيمى فوكس للإنتاج منح العمل مصداقية وثقة أكبر لدى الجمهور والنقاد.
■ ماذا عن مسلسل «حياة أو موت»؟
-مسلسل «حياة أو موت» تجربة أعتز بها جدًا، فالشخصية التى أقدمها صعبة ومعقدة، ليس فقط لأنها امرأة كفيفة، بل لأنها تمر بتحولات كبيرة خلال الأحداث، والحقيقة أن السيناريو مكتوب بعناية فائقة، لدرجة أننى شعرت كمُشاهدة قبل أن أكون فنانة أننى متشوقة لمعرفة تفاصيل كل حلقة جديدة، ومن النادر أن يعرض على دور بهذه الصعوبة، وكان من المستحيل أن أرفضه، لأنه مكتوب بطريقة تجبر أى فنان على قبوله فور قراءته.

■ هل واجهتك صعوبات أثناء تقديم دور امرأة كفيفة خلال أحداث العمل؟
- بالطبع، واجهت صعوبات كثيرة أثناء التحضير للشخصية، فقد كان على أن أخرج كل مشاعرى وانفعالاتى دون أن أحرك عينى، وأن أعيش وكأن الكون مظلم تمامًا من حولى، وهو شعور صعب جدًا، لكن الصعوبة الأكبر أن الشخصية لم تولد كفيفة، بل فقدت بصرها بسبب حادث خلال أحداث المسلسل، وهذا تطلّب منى دراسة حالتها النفسية جيدًا قبل الحادث وبعده.
■ هل أنتِ من هواة الأدوار المركبة؟
- أنا لا أفضل الأدوار المركبة بقدر ما أحب الأدوار الجديدة والمختلفة، مثل دورى فى مسلسل «حلاوة الدنيا»، كان رهانًا كبيرًا بالنسبة لى لأنى حبيت الدور جدا وفخورة به، وكذلك شخصية عبلة فى مسلسل «هذا المساء»، بالإضافة إلى دورى فى «أمل حياتي»، كلها أدوار بسيطة لكنها عميقة وتركت أثرًا عندى.
■ كيف ترين المنصات الإلكترونية فى الوقت الحالى؟
- المنصات الإلكترونية أصبحت لغة العصر حاليًا، وهى وسيلة مهمة يلجأ إليها الجميع، وأعتقد أنها مجرد شكل من أشكال الطرح أو طريقة عرض جديدة للأعمال الفنية، لكن فى النهاية، سيظل الفن بقيمته وجوهره وهويته.
■ حدثينا عن استعداداتكِ للعودة إلى خشبة المسرح من خلال «حتشبسوت ..العرش والحب»؟
أنا حاليًا أُحضّر لمسرحية «حتشبسوت..العرش والحب» على المسرح القومى، وأتمنى أن تكتمل هذه التجربة قريبًا، لانى أعشق التاريخ المصرى القديم جدًا، ولهذا أشعر بحماس شديد تجاه هذا العمل، وأتمنى أن يكون عملًا قويًا يليق بالجمهور ويعجبهم بإذن الله.

■ الفنانة الراحلة سميحة أيوب ذكرت فى تصريحات سابقة أنكِ الأنسب لتقديم سيرتها الذاتية.. كيف استقبلتِ هذا التصريح؟
-شرف عظيم لى، لأنها كانت وما زالت سيدة المسرح العربى، والله يرحمها كانت دائمًا تشجعنى وتقول عنى أشياء رائعة، وكانت على تواصل دائم معى، وبالفعل أعربت أكثر من مرة عن أملها فى أن أقدم سيرتها الذاتية، وستظل دائمًا رمزًا مضيئًا فى تاريخ المسرح المصرى والعربى.
■ حدثينا عن مشاركتك فى فيلم «هيروشيما» مع الفنان أحمد السقا.. ولماذا تحمستِ لهذا العمل؟
أتمنى من قلبى أن يكتمل الفيلم على خير، لأننى أحب الفنان أحمد السقا جدًا، وكنت دائمًا أتمنى العمل معه، وعندما شاركت كضيفة شرف فى مسلسل «جولة أخيرة» كنت سعيدة للغاية لمجرد وجودى معه، وكان من أكثر الأسباب التى حمستنى لقبول المسلسل هو مشاركتى معه، وتمنيت حينها أن يجمعنى به عمل أكبر، والحمد لله جاءتنى فرصة فيلم «هيروشيما»، من تأليف أيمن بهجت قمر، وإخراج المبدع أحمد نادر جلال وأتمنى أن ينفذ الفيلم ويخرج للنور قريبًا بإذن الله.