الأربعاء 22 أكتوبر 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

الإمام الأكبر للرئيس السيسى:

الأزهر الشريف يشد على يديكم وندعو الله أن يقوى ظهركم فى ثبات موقفكم الداعم للقضية الفلسطينية

التضامن العربى والإسلامى الحل الوحيد لإنهاء الأزمة 



نحن دعاة عدل وإنصاف واحترام متبادل ولا نقبل المساس بذرة تراب واحدة من تراب الأوطان

العدل والسلام تصنعهما قوة الإرادة والعلم والتنمية الاقتصادية السليمة

 

وجه فضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر الشريف، الدكتور أحمد الطيب خلال كلمته فى ذكرى الاحتفال بالمولد النبوى الشريف رسالة إلى الرئيس عبدالفتاح السيسى، قائلا: «إننا فى الأزهر الشريف نشد على يديكم وندعو الله أن يقوى ظهركم، وأن يوفقكم فيما أنتم ماضون فيه من الثبات على الموقف الرافض لذوبان القضية الفلسطينية، وحماية حقوق الشعب الفلسطينى فى البقاء على أرضه، والرفض القاطع لمؤامرات التهجير والتشبث بالموقف المصرى التاريخى فى حماية القضية الفلسطينية ومساندة الفلسطينيين».

وأوضح فضيلته أن الإسلام وضع قواعد أخلاقية صارمة للحرب لم تعرفها البشرية من قبل، حيث جعل القتال مقتصرا على دفع العدوان، وحرم الإسراف فى القتل والتخريب، وشدد على حرمة قتل غير المقاتلين كالأطفال والنساء والشيوخ ورجال الدين، وأن فقهاء مسلمين أسسوا «فقه السير» فى وقت مبكر من تاريخ الإسلام، وهو ما يمكن اعتباره نواة للقانون الدولى، وكان مما أجمع عليه فقهاء المسلمين -فى الحروب- حرمة الإسراف فى القتل أو التخريب والتدمير والإتلاف، وأن يكون القتال محصورا فى دائرة رد «الاعتداء» لا يتجاوزها إلى التشفى والإبادة والاستئساد الكاذب. 

وأشار شيخ الأزهر إلى أن حديثه عن «الحرب» فى الإسلام، ليس المقصود منه المقارنة بين حروب المسلمين وحروب عصرنا الحاضر، ودواعيها وبواعثها، وما تبثه الفضائيات من مشاهدها الشديدة القسوة فى غزة أو أوكرانيا أو السودان الشقيق أو أقطار أخرى تجر إلى حروب لا ناقة لها فيها ولا جمل، مبينا أن المقارنة بين أمرين تقتضى اشتراكهما فى وصف أولا، قبل أن يثبت رجحان أحدهما على الآخر فى هذا الوصف، وهذا الاقتضاء مفقود فيما نحن بسبيله، لقد حرم الإسلام قتل أطفال عدوه، وحمل جنوده مسئولية الحفاظ على حياتهم، بينما حرضت الأنظمة الأخرى على تجويع أطفال غزة حتى إذا ما التصقت جلودهم بعظامهم استدرجهم دعاة الديمقراطية وحقوق الإنسان إلى جحيم يصب على رؤوس هؤلاء الأطفال، ليحيل ما تبقى من أجسامهم النحيلة إلى تراب أو إلى ما يشبه التراب.

وتابع شيخ الأزهر أنه قد آن الأوان لتذكر دروس الماضى والاتعاظ بأحداث التاريخ فى هذه المنطقة، وعلى أرض فلسطين الأبية الحافلة بتاريخ من النضال والصمود، حين احتلها الصليبيون قرنا كاملا، وقتلوا الآلاف من المسلمين والمسيحيين واليهود، وأقاموا الولايات الصليبية، حتى إذا ما اتحد العرب والمسلمون واصطفوا خلف القائد البطل صلاح الدين عاد الصليبيون من حيث أتوا وعادت الأرض إلى أصحابها، مؤكدا أن الحل الذى لا حل سواه هو فى تضامن عربى يدعمه تضامن إسلامى يقويه ويسند ظهره.

وشدد الإمام الأكبر على أننا لسنا دعاة حروب أو صراعات، بل نحن دعاة عدالة وإنصاف واحترام متبادل، مشيرا إلى أن العدل والسلام اللذين ندعو إليهما هما العدل والسلام المشروطان بالإنصاف والاحترام، وانتزاع الحقوق التى لا تقبل بيعا ولا شراء ولا مساومة، عدل وسلام لا يعرفان الذلة ولا الخنوع، ولا المساس بذرة واحدة من تراب الأوطان والمقدسات، عدل وسلام تصنعهما قوة الإرادة والعلم والتعليم والتنمية الاقتصادية السليمة، والتحكم فى الأسواق، والتسليح الذى يمكن أصحابه من رد الصاع صاعين، ومن دفع أية يد تحاول المساس بالأرض والشعب.