
د.حسام عطا
استبدال اسم مهرجان القاهرة الدولى للمسرح التجريبى من جديد!
فى ليلة الاثنين الأول من سبتمبر الجارى 2025، ارتديت ملابسى الرسمية كى أذهب مبتهجاً بمقدم مهرجان القاهرة الدولى للمسرح التجريبى لأحضر عرض الافتتاح المستند إلى الدراما المصرية القديمة انتصار حورس، وهى دراما نصف طقوسية قبل خروج المسرح من المعبد المصرى القديم، ولكننى عدت حزيناً للغاية، ليس بسبب عرض الافتتاح الذى تحدث مخرجه وليد عونى عنه ليقول إنه يقدم الفراعنة فى المسرح.
بينما وفى مهرجان دولى كبير كان يجب أن ينبهه أحد من المسئولين أن ما أشار إليه يتم وصفه بالمصرى القديم لأنه لا يوجد بالأساس هؤلاء الفراعنة، إنه فرعون واحد ورد اسمه هكذا فى القرآن الكريم ملك واحد فقط، وهو خطأ شائع يتداوله العامة وما كان يجب ذكره هكذا بيسر فى مهرجان يحضره نخب من الوطن العربى وجهات الدنيا الأربع.
ولكن حزنى حقاً كان بسبب خبر مدهش ألقاه على الحضور أ. د.أحمد فؤاد هنو عن تغيير اسم المهرجان فى دورته الثانية والثلاثين إلى مهرجان القاهرة الدولى للمسرح، وبه قسم للتجريب.
وذلك إثر نقاش غريب على وسائل التواصل الاجتماعى حول هذا المهرجان وضرورة التخلص منه أو استبداله.
بينما يبقى هذا المهرجان هو المهرجان النوعى التخصصى النادر حصرياً لمصر فى مفهوم التجريب والتجارب الإبداعية المسرحية الجديدة.
فهل تم تداول هذا الأمر مع المسرحيين؟ هل تم عرضه على لجنة المسرح بالمجلس الأعلى للثقافة؟ هل سأل صاحب القرار المعهد العالى للفنون المسرحية؟ هل تم تداول نقاش ما فى كليات الآداب بأقسامها المسرحية؟ هل تم إجراء حوار مع النقاد أو المسرحيين فى هذا الشأن؟
فى حدود علمى لم يحدث، إنها رغبة متجددة لتغيير اسم المهرجان وجوهره وعلامته وندرته المصرية حول العالم، سبق أن فعلها رئيسه أ. د.سامح مهران، قبل أن يعود المهرجان لصفته التجريبية.
لذلك وبكل أسى ودهشة وحزن على ما وصل إليه المسرح المصري، وغياب رأى أهل المسرح فى مهرجانه التاريخى أرجو إعادة النظر فى هذا التعبير الذى أتمنى أن يكون مجرد اقتراح أو فكرة للنقاش، وليس قراراً وزارياً.
تستطيع إدارة المهرجان تجديد تفكيرها ومقترحاتها بل ويحق لها طلب ميزانية تكفى لاستقدام الفرق المحترفة التجريبية، وأن تبحث عن أفكار جديدة من المسرح التجريبى والتنمية المستدامة، والمسرح التجريبى ومحو الأمية الثقافية، أو المسرح التجريبى وتعليم الفقراء أو المسرح التجريبى وتغيير السلوك العام كما حدث فى أمريكا اللاتينية.
أما فتح المجال لمهرجان القاهرة الدولى للمسرح بشكل عام، هو اعتراف بوجهة نظر ورؤية وطرح متكرر بأنه لا يوجد بالأساس مصطلح اسمه المسرح التجريبي، فهل يقيناً فى مصر كل تلك السنوات التى تجاوزت الثلاثين بعامين كنا نفعل فعلاً ثقافياً ضالا؟ وهل يستطيع المهرجان الدولى للمسرح أن يستقدم عروضاً مهمة بذات الميزانية التى عجزت عن استقدام الفرق المحترفة؟
أم ليس لدى القائمين على المهرجان أفكار ورؤى جديدة تستطيع الحفاظ على حيويته والتدفق والأثر المعرفى الذى كان له.
حقاً أسئلة تتجاوز الحزن الخاص إلى حزن عام كبير على ما يجرى فى حياتنا المسرحية. فقدٌ كبير للمهرجان التجريبى الذى صنع اسمه حول العالم وراكم علامة ثقافية مسرحية مصرية على الصعيد الدولى.