الخميس 11 سبتمبر 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
العادة الاجتماعية المصرية..  الذهاب إلى المسرح والسينما

العادة الاجتماعية المصرية.. الذهاب إلى المسرح والسينما

الذهاب إلى المسرح والسينما هما عادة اجتماعية مصرية مثل الذهاب إلى الحفلات الموسيقية والغنائية ومواسم باليه القاهرة والفرقة القومية للفنون الشعبية وفرقة رضا. 



فهل لا تزال تلك العادة حاضرة؟ 

لا نحتاج لمراجعة تاريخية متاحة فى هذا المقام عن القاهرة الخديوية ومسارحها فى النصف الثانى من القرن الثامن عشر وخلال القرنين التاسع عشر والعشرين، كى ندرك كم عدد السنوات والجهد والإبداع الذى تم بذله عبر التراكم التاريخى الذى لا يقدر بثمن، كى تنشأ فى مصر تلك العادة الاجتماعية وهى عادة الذهاب إلى دور العرض الفنى. 

ومع مطلع القرن الحادى والعشرين كانت هذه العادة قد أخذت فى التراجع مع ملاحظة أنها لم تتراجع فى أوروبا الغربية أو الشرقية، ولا فى طوكيو باليابان ولا فى موسكو فى روسيا مع حدوث ذات المتغيرات من حضور حاد للبث الفضائى الرقمى للتليفزيون، ومع انتشار البث على وسائل التواصل الاجتماعى عبر الشبكة الدولية للمعلومات. 

فماذا جرى عندنا؟ 

جرى تغيير فى أهمية هذه العادة الاجتماعية، وإغلاق تدريجى لدور العرض المسرحى والسينمائي، مع ملاحظة أن بعضها مثل دار مسرح وسينما قصر النيل كانت تقدم العروض المسرحية والسينمائية معاً بل كانت تقدم الحفلات الغنائية الكبرى، وكانت مجهزة لكل تلك الأنواع معاً. 

والإغلاق التدريجى لتلك الدور، مع تراجع أهمية عادة الذهاب إلى دور العرض اجتماعياً لأسباب عديدة منها امتداد أثر التريف الذى سيطر على فكرة علاقات المدينة وفضائها الاجتماعى والمكانى والجمالى، إنها العاصمة التى غيرت تركيبة سكانها ومعهم تغيرت أهداف هؤلاء السكان، ومنها الاتجاه نحو العروض السياحية الهزلية لجمهور بعينه حتى فقد المصريون الثقة فى تلك الهزليات الضاحكة، ومنها ترتيب سلم الأولويات الاقتصادية، كلها بعض من أسباب قد أدت إلى تراجع كبير فى جودة الفنون التعبيرية الموجهة للجمهور العام، والتى تجمع بين الفكر والفن معاً. 

ثم ومع اهتمام المؤسسة الثقافية الرسمية وكياناتها المتعددة بفكرة إقامة المهرجانات الفنية القومية والعربية والدولية، ومع امتداد رعاية وزارة الثقافة لمهرجانات مماثلة أطلقتها بالشراكة مع المجتمع المدني، اختفت عادة الذهاب إلى دور العرض المسرحى مع اختفاء المواسم المسرحية، ومعها عادة الذهاب إلى دور العرض الأخرى بغياب المواسم الأخرى فى الفنون التعبيرية. 

فهل نتوقف قليلاً قبل أن نهدر المنجز الحضارى المصرى فى عادة الذهاب لدور العرض الفنى والذى حدث مع مصر الحديثة خلال قرنين ونصف القرن من الزمان؟!