الجمعة 26 سبتمبر 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
النأى بالنفس ليس هو الحل

النأى بالنفس ليس هو الحل

لا تهدروا الفرص الأخيرة المتاحة أمامكم وهذا ليس تحذيراً أو لومًا بل وضع النقاط على حروف الكلمات بغرض التوضيح لا التخويف بعد أن استباح العدو الإسرائيلى أكثر من عاصمة عربية دمشق، بيروت ،وأخيراً الدوحة ولا نعرف فى المستقبل أين ستكون الاستباحة الجديدة لإسرائيل؟ لأن الضوء الأخضر الأمريكى أباح لإسرائيل أن تفعل أى شىء.



الأمور واضحة جداً ولا شىء يدعو إلى الارتباك أو الخطأ فى تقدير الموقف، الآن الأمور واضحة وضوح الشمس، تهديد إسرائيل يتواصل ويستمر على ألسنة جميع مسئوليها وعلى سبيل المثال لا الحصر، سفير إسرائيل لدى أمريكا قال: إذا لم نقض على قادة حماس هذه المرة فسنقضى عليهم فى المرة القادمة، الأخطر من ذلك أن عددا من وسائل الإعلام الأمريكية كشفت عن أن الأوامر صدرت لقاعدة العديد الموجودة فى قطر بإيقاف الرادارات العسكرية قبل الغارة الغادرة الإسرائيلية بعشر دقائق حتى يتاح للطيران الحربى الإسرائيلى الغادر كامل حريته ؛لقتل وفد حماس المفاوض ،ورغم ذلك فشل فشلاً ذريعاً ،ومن هنا جاء الاعتراف الضمنى لسفير إسرائيل لدى أمريكا بأنهم سيعاودون الهجوم مرة أخرى، يعجز الكلام عن وصف العربدة والاستباحة الإسرائيلية إلا أنها قد رصدت وجمعت المعلومات الكاملة عن أن الرد العربى لن يكون بنفس القوة التى تقوم بها إسرائيل، قليلًا من الشعور تجاه الناس ،قليلا من التعاطف مع أبناء الشعب العربى ،وخصوصا الشعب الفلسطينى الذي اقترب أن يشعر بصدق بأن لا أحد يدافع عنه ولا أحد معه.

حرق - تجويع - قتل - تشريد هؤلاء الأربعة هم أصدقاء الفلسطينيين، هل يدرك العرب أنهم على بعد مسافات صغيرة من همجية وعربدة الإسرائيليين، إلى متى سيظلون يعتبرون أن ما جرى من استباحة للعواصم العربية ومحرقة غزة هو مجرد غنيمة وتمضى وتعود الأمور هادئة كما كانت؟!.

نحن دخلنا لخريطة سياسية جديدة أعطٍى الأمريكان لإسرائيل كل الصلاحيات للعربدة والقتل والمحرقة ضد العالم العربى.

الرئيس الأمريكى ترامب بمنهجه النفعى ومعلومات أجهزته، يستخدم إسرائيل كفزاعة ضد العالم العربى؛ لجلب الأموال مقابل الوعد بالحماية التى انكسرت بعدوان إسرائيل على الدوحة.

ويبدو أن زيارة ترامب التى لم يمض عليها سوى أربعة شهور وحصل من خلالها على تريليونات الدولارات وطائرة هدية من قطر، لم تشبعه ،أو ترضى طموحه المالى ،ويريد المزيد ثم المزيد ؛لقد ظن دول الخليج ولهم العذر أنهم بمنأى عن العربدة الإسرائيلية؛ ولكن الصدمة المخيفة ما قامت بعد إسرائيل ضد قطر، نتمنى أن تكون هذه الضربة الإسرائيلية بمثابة إفاقة لدول الخليج والعالم العربى؛ لاستخدام المال الخليجى لحماية الأمن القومى العربى وأن يتم إيقاف هذا المال مع الشركات التى تورد السلاح مع إسرائيل ،أو التى تتعامل تجاريا مع إسرائيل، الأهم فى كل ذلك هو تنويع السلاح وليس الاعتماد على جهة واحدة للاستيراد وذلك بدلا من الاعتماد على شريك «أمريكا» لم يتمكن من حماية حليفته «قطر».

هناك ثلاث تجارب لابد من دراستها دراسة وافية وكاملة، التجربة المصرية بقيادة الرئيس السيسى ،وهى تنويع مصادر السلاح وإجراء المناورات والبيانات مع مختلف دول العالم وعلى الأخص الصين منذ شهر ،والنجم الساطع مع أمريكا منذ أسبوع ،وتنويع المناورات مع روسيا وباكستان ودول أخرى ،وهو ما جعل الجيش المصرى العريق على أهبة الاستعداد فى كل الأحوال ؛ليكون رسالة تحذير لجميع الأطماع.

والتجربة الثانية ،هى تجربة الجزائر فى التسليح الروسى والصينى، أما التجربة الثالثة فهى تجربة الهند ،عندما فرض الرئيس الأمريكى ترامب مضاعفة الرسوم الجمركية على صادراتها لأمريكا ،نقلت تحالفها مع أمريكا إلى الصين وروسيا ،وهكذا الدول تسعى إلى تحقيق مصالحها ومصالح شعوبها ،ولا تقف مكتوفة الأيدى ضد من يهدد شعبها أو مصالحها.

وهذه دروس لابد أن نقف أمامها بالدراسة والاستيعاب ؛حتى نقف ضد الواقع الجديد الذى تريد إسرائيل فرضه ،وأن أحدا ليس بعيدا عن نيران إسرائيل، «والمتغطى بأمريكا وإسرائيل دائمًا عريان»

النسب متساوية بين أن تكون المنطقة متجهة للتصعيد ،أو أن التصعيد ينحصر لمصلحة التشويه ،وهذا الوضع هو من أصعب الأوضاع التى تستدعى انتظارًا ثقيلًا ؛لذلك فإن العرب مضطرين فى أن يكونوا فى وضع الحذر جدا ،والملتهب جدا فى مواجهة إسرائيل ،التى قد تقوم فى بعض الأحيان بعدوان جديد على أى عاصمة من العواصم العربية ،خصوصا العواصم المنهمكة بنفسها ،والحل الواقعى والملِح هو التضامن والوحدة واستعادة القوى بالوقوف خلف مصر باعتبارها حائط الصد والحصن لما تملكه من كوادر ،وعلماء قادرين أن يفعلوا كل شىء وقبل كل ذلك الجيش القوى.