الإثنين 22 سبتمبر 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

بحيرة البهنسا.. ظاهرة طبيعية أم كارثة مستقبلية؟!

على بعد 6 كيلو مترات من طريق المنيا البويطي، ظهرت بحيرة مترامية الأطراف بقرية البهنسا التابعة لمركز بنى مزار، حيث امتدت مساحتها حسب التقديرات الأولية لـ 10 أفدنة وبعمق يتجاوز فى بعض المناطق 20 مترا.



مع ظهور البحيرة، وتناول صورها وفيديوهات عنها، خاصة عقب قيام بعض الشباب باستغلالها وكأنها مصيف فى قلب الصحراء، سادت حالة من الجدل عبر مواقع التواصل الاجتماعى حول ظهور بحيرة بهذا الحجم والشكل، خاصة إن ظهورها ارتبط بقرية مثل قرية البهنسا، والتى تعد من أهم المزارات الأثرية، ولها مكانة خاصة لدى المصريين، وخاصة السياحة الإسلامية، فالبهنسا يطلق عليها «البقيع الثاني»، وهى قلعة طاهرة  يضم ثراها أكثر من 5 آلاف صحابى من أصحاب رسول الله.

تقول إكرام محمود رئيس مركز ومدينة بنى مزار، إن البحيرة بدأت فى الظهور منذ ثلاثة أو أربعة أعوام، وبدأت تتزايد حتى وصلت لهذه المساحة، موضحة أنها تبعد عن الزمام بمسافة تزيد على 6 كيلو مترات، وهناك لجنة من الوزارة جاءت لمعاينة البحيرة وعمل تقارير بشأنها، مضيفة أنه يتم تحذير المواطنين من التعامل مع البحيرة لحين صدور تقارير وزارة الموارد المائية والرى.

فيما أكد المهندس مجدى إبراهيم وكيل وزارة الرى والموارد المائية بمحافظة المنيا، أن هناك دراسات تجرى للوقوف على أسباب ظهور البحيرة، مع تشكيل لجنة من قبل الوزارة لدراسة الأمر وإصدار تقرير نهائى عن أسباب ظهورها وطبيعتها وخاصة المياه بها وكيفية الاستفادة منها، كاشفًا أن هناك 3 بحيرات أخرى فى أماكن متفرقة من الصحراء الغربية وهى مناطق محاجر رمل عشوائى وبدون تراخيص تم الحفر فيها بشكل جائر، الأمر الذى جعلها أقرب لخزان الحجر الجيري، مؤكدا أنهم فى انتظار صدور التقرير النهائي.

بينما أوضح الدكتور حسن محمد حلمى أستاذ الجيولوجيا والمعادن بكلية العلوم جامعة المنيا، أن ظهور بحيرة «البهنسا»، وغيرها من البحيرات هى أسباب طبيعية لأنشطة الاستصلاح الزراعى والمحاجر العشوائية، موضحا أن محافظة المنيا من أهم المحافظات فى مجال الاستصلاح الزراعى وتستحوذ على نصيب الأسد فى خطط الدولة لاستصلاح المليون ونصف المليون فدان، كما تتمتع بموقع مثالى لأنشطة الاستصلاح الزراعي، من حيث استواء الأرض على جانبى وادى النيل وامتدادها شرقا وغربا لمسافات شاسعة، مع توافر المياه الجوفية، بالإضافة إلى الطقس المعتدل الذى يناسب عملية الزراعة.

وتابع: ظهور هذه البحيرات ومنها بحيرة البهنسا، وهى مكان محاجر رمال وزلط قديمة، اشتهرت بها منطقة غرب البهنسا، وتسبب عمق هذه المحاجر وعمليات نقل الرمال والزلط منها فى تسرب مياه الرى المستخدمة فى عمليات الاستصلاح الزراعى للأراضى المرتفعة نسبيا، على اعتبار أنها أكثر نقطة منخفضة، ومع مرور الوقت وعلى مدى سنوات ارتفع مستوى المياه فى هذه المحاجر القديمة وظهرت هذه البحيرات وتعددت أماكنها»، مشيرا إلى تباين اتساع وعمق هذه البحيرات من مكان لآخر، فيتراوح الاتساع من مئات الأمتار إلى نحو كيلو متر والعمق من عدة أمتار لعشرات الأمتار، والمياه فى الأساس مياه عذبة إلا أن تخللها للتربة المستصلحة يرفع من نسبة الأملاح بها، مما يجعل مياه هذه البحيرات ذات ملوحة عالية نسبيا، ويرتفع بها تركيز العناصر الثقيلة كالحديد والمنجنيز.  

واستطرد: «مع استمرار عمليات الرى الجائر (بالغمر) من قبل بعض المزارع  العشوائية سوف يزيد تسرب المياه حتى تملأ المحاجر القديمة، وربما تتسع بعض هذه البحيرات مستقبلا، ومع اتساع هذه البحيرات وزيادة عمقها ستظهر آثارها السلبية على الخزان الجوفي، على الرغم من الآثار السلبية المتوقعة على المياه الجوفية، إلا أن وجود هذه البحيرات قد يخلق فرصا عديدة للأنشطة الترفيهية، فقد اتخذها بعض البسطاء مصيفًا قريبًا، وربما تظهر قريبا المراكب الصغيرة لرحلات داخل هذه البحيرات وكافتيريات وربما تظهر المزارع السمكية مستقبلا».

وطرح «حلمى» بعض المقترحات للاستفادة من تلك البحيرات، حيث يمكن زراعة غابات شجرية تعمل كسياج حول شريط القطار السريع تعمل كمصدات للرياح وتحرك الكثبان الرملية.