للمرة الأولى..
شهادة دولية لطلاب «تصنيع الدواء»

منيرفا سعد
مدارس التكنولوجيا التطبيقية إحدى أهم وأكبر إنجازات منظومة التربية والتعليم خلال السنوات القليلة الماضية، حيث وصل عددها خلال سنوات محدودة إلى نحو 115 مدرسة فى 27 محافظة، وتعتمد الدراسة فى هذه المدارس على شراكة بين وزارة التربية والتعليم وشريك صناعى بصفة أساسية، وفى بعض المدارس توافرت ميزة إضافية، وهى وجود شريك أجنبى يضمن شهادة هذه المدرسة، الأمر الذى يتيح لحامل هذه الشهادات العمل فى بلد الشريك.
وكانت وزارة التربية والتعليم، قد أعلنت خلال الأسبوع الماضى افتتاح أول مدارس لها شهادة مصرية وأخرى أجنبية، حيث تتيح لحاملى هذه الشهادات العمل فى كل الأسواق الأوروبية، وهى المدارس الخاصة بتصنيع الدواء والكهرباء فى مناطق العبور والقليوبية وبرج العرب وحلوان والقاهرة، حيث أوضحت الوزارة أن هذه الأماكن تم اختيارها حتى تكون قريبة جدًا من مصانع الأدوية، خاصة أن مصر تحتل المركز الأول إفريقيًا فى تصنيع الدواء.
تتيح هذه المدارس بيئة تعليمية مميزة جدًا للطلاب، خاصة أن نظام العمل فيها عن طريق فترات محدودة داخل مبانى المدرسة نفسها، فى حين أن معظم الوقت يتم داخل المعامل الخاصة بهذه المصانع، بما يعنى أن 70% من حجم الدراسة عملية داخل المعامل والمصانع.
ومدة الدراسة فى هذه المدارس 5 سنوات مقسمة إلى مرحلتين: المرحلة الأولى لمدة 3 سنوات ويحصل بعدها الطالب أو الطالبة على شهادة من الجانب الإيطالي، بالإضافة إلى شهادة من وزارة التربية والتعليم، وفى حالة استكمال الطالب للدراسة العليا لمدة 5 سنوات متتالية يحصل على شهادة أخرى من الجانب الإيطالى ووزارة التربية والتعليم تحت مسمى شهادة البكالوريا التكنولوجية.
وجود هذه المدارس يضمن توطين هذه الصناعات فى مصر، خاصة أن الشريك الأجنبى فى هذه الاتفاقية هو دولة إيطاليا التى تعتبر الثالثة عالميًا فى صناعة الدواء، علمًا بأن الشهادة التى ستصدر من وزارة التعليم الإيطالية تمكن الطالب من العمل فى جميع الدول الأوروبية، أما فى حالة رغبة الطالب فى استكمال دراسته العليا فيتمكن من الدخول فى البرامج المناظرة سواء فى الجامعات التكنولوجية أو الكليات النظرية.
وتعمل وزارة التربية والتعليم خلال الفترة المقبلة على اختيار أفضل العناصر من طلاب الشهادة الإعدادية للالتحاق بالمدارس الخاصة بتصنيع الدواء فى مصر، مؤكدة أن الأعداد ستكون قليلة نظرًا لجودة العملية التعليمية فى هذه المدارس، حيث سيكون هناك حد أدنى للقبول بها، إلى جانب عمل امتحان إلكترونى ومقابلة شخصية يشارك فيها ممثلو وزارة الصناعة وهيئة تصنيع الدواء والجانب الإيطالى لاختيار أفضل العناصر التعليمية للمشاركة فى هذه المدارس.
كما تعمل وزارة التربية والتعليم على التوسع فى مدارس التكنولوجيا التطبيقية عن طريق عقد شراكات دولية مع العديد من الدول مثل ألمانيا وفرنسا واليابان، بهدف توفير عمالة فنية قوية للسوق المحلية والعالمية ونقل أعلى تكنولوجيا عالمية إلى المدارس والجامعات المصرية.