الأربعاء 24 سبتمبر 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

الاعتراف بدولة فلسطين

زلزال دبلوماسى يعصف بإسرائيل

تشكل الاعترافات بدولة فلسطين من جانب الدول الغربية واحدة من الخطوات المهمة، التى تؤكد حق الشعب الفلسطينى فى أرضه، وحقه أيضًا فى تقرير مصيره، بل تعتبر خطوة ضرورية بالنسبة لفلسطين لما تحمله من دلالات سياسية وقانونية، إلا أن الاعتراف البريطانى يبقى الاعتراف الأكثر أهمية ومفاجأة وإن كان محسوبًا، فضلًا عن كندا وأستراليا، لتلتحق تلك الدول بدول مهمة مثل فرنسا، وإسبانيا، والنرويج، والسويد، وذلك جاء قبيل انعقاد مؤتمر حل الدولتين الذى ترعاه فرنسا والسعودية فى نيويورك.



خبراء القانون الدولى أكدوا أن الاعترافات بالدولة الفلسطينية ذات أهمية سياسية وقانونية، كما أنها تأتى منسجمة مع الجهود المبذولة لإنهاء الاحتلال وإقامة الدولة الفلسطينية، حيث يرى الدكتور إبراهيم العنانى، أستاذ القانون الدولى، أن الاعتراف بدولة فلسطين يقف بجوار الشرعية الدولية، ويساند الجهود المبذولة لإنهاء الاحتلال وتحقيق السلام، وإقرار الحقوق الفلسطينية، خاصة حق تقرير المصير للشعب الفلسطيني.

“العنانى» يوضح أن الاعتراف استحقاق قانونى والتزام أخلاقى على الدول، خاصة التى تقول إنها تتمسك بحل الدولتين، فضلًا عن تأكيدها أن السلام يُبنى على القانون الدولى وليس بالدبابات والجرافات والقصف وجرائم الإبادة والتهجير والضم، مشيرًا إلى أن فلسطين ستبنى على هذه الاعترافات حتى تحصل على عضوية كاملة بالأمم المتحدة بدل عضو مراقب، وتعمل على تعظيم الجهود السياسية والدبلوماسية والقانونية والدولية لتحقيق عدة أهداف بينها.

أما الدكتور رامى عاشور، الأستاذ فى العلاقات الدولية، فيقول: إن اعتراف بريطانيا بالدولة الفلسطينية نقطة تحول فارقة فى تاريخ الصراع الفلسطينى الإسرائيلى، ولِمَ لا وهى صاحبة وعد بلفور التاريخى، وهى التى اعترفت بدولة الاحتلال منذ أكثر من 75 عامًا، واليوم تعترف بريطانيا بأحقية الشعب الفلسطينى بأرضه وتقرير مصيره، موضحًا أن هذه الخطوة تحمل دلالات سياسية عميقة وتفتح الباب أمام تحولات فى الموقف الدولى، فضلًا عن أن افتتاح مقر للسفارة الفلسطينية أولى خطوات تنفيذ قرار الاعتراف بفلسطين.

وفيما يخص قرار المملكة المتحدة، فأكد أنه لم يكن مجرد قرار رمزى بل يحمل رسالة سياسية واضحة لإسرائيل تجاه ما تقوم به من عربدة وضرب القانون الدولى والعدالة الدولية عرض الحائط، فى الوقت الذى تغيب فيه سياسة العقاب تجاه إطلاق النار فى قطاع غزة، ناهيك عن أنه يؤكد أن خيار حل الدولتين يظل الطريق الوحيد لتحقيق سلام مستدام.

ويتابع: وعد بلفور هو الذى حرم الفلسطينيين من أرضهم والآن تقرر بريطانيا منحهم الحق فى أرضهم مرة أخرى، فى وقت تحاول فيه إسرائيل القضاء على المكونات الأساسية اللازمة لقيام الدولة الفلسطينية، ما يشكل تهديدًا مباشرًا لمسار الاعترافات الدولية، منوهًا إلى أن الوقت قد حان لاتخاذ قرارات عربية صارمة واستغلال حالة الزخم لدى المجتمع الغربى وحملة الاعترافات، على أن يكون هناك رد فعل على أرض الواقع لتشكيل ورقة ضغط فعلية على رئيس حكومة الاحتلال.

كذلك، يشدد أيمن الرقب، الأستاذ فى العلوم السياسية بجامعة القدس، على أن اعتراف الدول الأوروبية بالدولة الفلسطينية يُبنى عليه فى قادم الأيام، مؤكدًا أن الاحتلال تلقى ضربات عدة على المستوى السياسى وليس العسكرى من خلال موجة الاعترافات الرسمية بالدولة الفلسطينية، وفى مقدمتهم فرنسا وبريطانيا، الأمر الذى أغضب رئيس الوزراء نتنياهو، خاصة فرنسا أكثر من بريطانيا التى اعترفت بدولة الاحتلال.

“الرقب “يلفت إلى أنه جاء اليوم ليُصلح البريطانيون ما أفسدوه طوال عقود، وهى خطوة مهمة فى هذا التوقيت، لكن المشكلة الآن كيف يتم تنفيذ هذه الاعترافات على أرض الواقع، وهى بالفعل انتصارات معنوية للشعب الفلسطينى، لكن على الدول العربية والإسلامية أن تستخدم أدواتها لتنفيذ هذه القرارات، وبالتالى هذا الحراك الغربى لا بد أن يتبعه حراك عربى وإسلامى.