الإثنين 29 سبتمبر 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

عاهد بسيسو وزير الأشغال العامة والإسكان الفلسطينى: صمود شعبنا والدعم المصرى أساس بقاء القضية الفلسطينية

فى ظل التطورات السياسية المتسارعة التى تشهدها القضية الفلسطينية، وما يعيشه الفلسطينيون من معاناة يومية تحت وطأة الاحتلال، والحصار الخانق المفروض على قطاع غزة، وما يتم ارتكابه من جرائم تصل إلى حد استخدام تقنيات مدمرة مثل الروبوتات المفخخة لتفجير المبانى وتخريب البنية التحتية، حاورت «روزاليوسف» وزير الأشغال العامة والإسكان الفلسطينى عاهد فائق بسيسو، حيث تناول الوزير فى حديثه دلالات الاعتراف الأوروبى وانعكاساته على المسار السياسى، والدور المصرى التاريخى والمبدئى فى مساندة القضية الفلسطينية.. وإلى نص الحوار.



■ هل تعتقدون أن الاعترافات الأوروبية ستشكل ضغطًا فعليًا على الاحتلال الإسرائيلى أم أنها مجرد مواقف رمزية؟

- برأيى، هذه الاعترافات ليست رمزية فقط، بل تحمل رسالة سياسية واضحة بأن الاحتلال لم يعد مقبولًا، أوروبا اليوم تقول لإسرائيل إن عليها أن تلتزم بقرارات الشرعية الدولية وبالقانون الدولى، وأن حق شعبنا فى تقرير المصير لا يمكن أن يسقط أو يتم تجاهله.. صحيح أن الطريق ما زال طويلًا، لكن مثل هذه الخطوات تفتح الأبواب أمام تحولات أكبر فى الموقف الدولى.

■ ما تقييمك لنجاح الدبلوماسية الفلسطينية فى إيصال صوت الشعب الفلسطينى إلى العالم وانتزاع المزيد من الاعترافات الدولية؟

- نجاح الدبلوماسية الفلسطينية لم يكن وليد الصدفة، وإنما هو ثمرة رؤية سياسية حكيمة انتهجها الرئيس محمود عباس منذ سنوات طويلة، تقوم على الثبات على الموقف الوطنى، والإيمان بحقوق شعبنا التاريخية غير القابلة للتصرف، والسعى الحثيث لتدويل القضية الفلسطينية بما يكفل لها حضورًا دائمًا على أجندة العالم.

ولقد جسد الرئيس محمود عباس برؤيته الثابتة ومواقفه الواضحة نموذجًا للدبلوماسية الهادئة والفاعلة، تلك الدبلوماسية التى لا تركن إلى الشعارات فقط، بل تتحرك بخطط عملية على الأرض، تقارع الحجة بالحجة، وتوظف القانون الدولى كسلاح استراتيجى فى مواجهة الاحتلال، وهذا ما انعكس فى النجاحات الأخيرة المتمثلة فى اتساع رقعة الاعتراف العالمى بدولة فلسطين.

■ ما الرسالة التى توجهونها إلى الدول التى اعترفت بدولة فلسطين مؤخرًا، مثل إسبانيا وفرنسا وبريطانيا.. وما دلالات هذه الخطوة فى هذا التوقيت؟

- نحن نتقدم بالشكر والامتنان العميق إلى جميع الدول التى أعلنت اعترافها بدولة فلسطين، فهذا الاعتراف لا يمثل فقط موقفًا سياسيًا، بل هو دعم أخلاقى وإنسانى ووقفة شجاعة إلى جانب العدالة وحقوق الإنسان.

أما اعتراف فرنسا وإسبانيا، فهو يعكس تحولًا أوروبيًا مهمًا، وإرادة سياسية متنامية داخل القارة الأوروبية لدعم الحقوق المشروعة للشعب الفلسطينى، فى مواجهة الاحتلال وسياساته.. هذه المواقف تعطى شعبنا دفعة معنوية هائلة، وتؤكد أن العالم بدأ يلتفت أكثر إلى عدالة قضيتنا، وأن الحق الفلسطينى مهما طال الزمن سيجد من ينصفه.

■ أشرتم فى أكثر من مناسبة إلى الدور المصرى.. كيف تقيمون دور القاهرة تاريخيًا وحاضرًا فى دعم القضية الفلسطينية؟

- لا يمكن لفلسطين أن تنسى أبدًا دور مصر، مصر كانت وما زالت الحاضنة الكبرى لقضيتنا، والمدافع الأول عن حقوق شعبنا بكل مكوناته ومستوياته، القيادة المصرية، والحكومات المتعاقبة، وحتى الشعب المصرى، وقفوا دائمًا معنا فى أحلك الظروف.. مصر لم تتردد يومًا فى دعمنا سياسيًا ودبلوماسيًا، بل كانت دائمًا السند الذى نلجأ إليه فى لحظات الأزمات.

■ هل يقتصر الدعم المصرى على الجانب السياسى والدبلوماسى فقط؟

- على العكس، الدور المصرى يتجاوز ذلك بكثير، مصر تحتضن الحوارات الفلسطينية – الفلسطينية، وتقود جهود المصالحة، وتتصدى لكل محاولات تصفية القضية فى كل المحافل الدولية، القاهرة كانت الصوت الذى ينقل معاناة شعبنا، والدرع الذى يحمينا من الضغوط.. هذا موقف مبدئى وتاريخى لا يتغير مهما تبدلت الظروف.