شباب الجامعات.. جبهة قوية لدعم الوطن

شيماء عدلى
حالة من الزخم الشديد شهدتها الجامعات المصرية قبل حرب أكتوبر 1973، وعلى رأسها جامعة القاهرة وعين شمس، حيث لعبت الحركة الطلابية دورًا وطنيًا بارزًا، لتتحول قاعات الجامعات ومدرجاتها إلى ساحات للنقاش والتعبير عن مطالب الشعب المصرى فى استرداد الأرض المحتلة.
فى يناير 1972، انطلقت انتفاضة طلابية واسعة عُرفت بـ«انتفاضة الطلبة»، جسدت وعى الشباب الجامعى وإيمانه بضرورة المشاركة فى صياغة مستقبل الوطن، حيث نظم الطلاب اعتصامًا كبيرًا داخل قاعة «جمال عبد الناصر»، استمر لعدة أيام، فيما امتدت المشاركة لتشمل عدة جامعات أخرى.
الطلاب أسسوا خلال تلك الانتفاضة اللجنة الوطنية العليا للطلاب، ككيان تمثيلى مهم هدفه صياغة مطالب واضحة، أبرزها: «استرجاع الأراضى المحتلة ورفض استمرار الوضع القائم، فتح باب التطوع للانضمام إلى القوات المسلحة، والتأكيد على ضرورة اتخاذ قرار بالحرب إذا لم تُسترد الأراضى عبر الوسائل الدبلوماسية، وترسيخ قيم الديمقراطية وحرية التعبير بما يخدم القضايا الوطنية».
الحركة الطلابية عكست حالة الوعى القومي، وأكدت أن الجامعات المصرية لم تكن مجرد مؤسسات تعليمية، بل كانت منابر وطنية حقيقية عبر عنها جيل كامل من الشباب الواعى بقضايا وطنه.
ومع اندلاع حرب أكتوبر المجيدة عام 1973، لبّى طلاب الجامعات المصرية النداء الوطني، فتطوع العديد منهم فى صفوف القوات المسلحة، بينما اندفع آخرون لدعم الجبهة الداخلية عبر التواجد فى المستشفيات الجامعية والمستشفيات الميدانية لمساندة الجرحى وتقديم الخدمات الطبية والتمريضية. هكذا جسّد الطلاب أروع صور الوطنية، بالانتقال من ميادين الاعتصام والنقاش إلى ميادين القتال والعمل التطوعى.