«النقل والمواصلات».. تجهيز الطرق والجسور لنقل معدات العبور

نيفين صبرى
لم تكن حرب أكتوبر 1973 معركة عسكرية فقط خاضها الجيش المصرى ببسالة، بل كانت أيضًا ملحمة وطنية تكاملت فيها جهود جميع مؤسسات الدولة، ومنها وزارة النقل والمواصلات التى لعبت دورًا حيويًا فى دعم المجهود الحربى عبر منظومة متكاملة من الخدمات اللوجيستية والنقل الحيوي. وأسهمت وزارة النقل والمواصلات خلال حرب أكتوبر 1973 بدور فعال، حيث كانت جزءاً أساسياً من هيكل الحكومة المصرية مع التركيز على إدارة النقل البرى والبحرى ضمن التحضيرات العسكرية والاستراتيجية للحرب.
وكان المسئولون الحكوميون فى تلك الفترة وفقًا للمصادر الموثوقة عن وزراء النقل فى مصر هم «المهندس حسن حميدة الذى تولى منصب وزير النقل والمواصلات فى الفترة من 17 يناير 1972 وحتى 26 مارس 1973، ثم جاء المهندس الحسنى عبد اللطيف ليتولى منصب وزير النقل والمواصلات من 27 مارس 1973 حتى 24 إبريل 1974 أى خلال أهم مراحل الحرب، وما بعدها مباشرة. ويحسب للمهندس الحسنى عبد اللطيف الفترة الرئيسية التى شملت الحرب نفسها (6–25 أكتوبر 1973).
وخلال الحرب كان دور الوزارة هو تنسيق النقل العسكرى والمدني، وكانت مسئولة عن جعل شبكة النقل والبنية التحتية جاهزة لدعم الجيش المصرى فى عبور قناة السويس وعمليات تمركز القوات، بما فى ذلك تجهيز الطرق والجسور والوسائل اللوجستية.
الوزارة أسهمت فى نقل المعدات والإمدادات العسكرية وتنسيق تحركات القوات والعتاد بين المناطق القريبة من الجبهة وخطوط الإمداد، كما تم التعاون مع القيادة العسكرية، وعملت وزارة النقل والمواصلات ضمن خطط الحرب الشاملة، وخطط الخداع الاستراتيجى ، والتصفية والتطوير الميداني، وفق ما تشير إليه الوثائق الرسمية.
واستطاع الوزير المسئول أثناء الحرب المهندس الحسنى عبد اللطيف أن يحقق المعادلة الصعبة مدنيا وعسكريا لتحقيق نصر أكتوبر، وكان للوزارة دور كبير فى تنسيق النقل البرى والبحرى لقواتنا، والتعاون مع القيادة العسكرية فى تنفيذ استراتيجيات الحرب.
وتُظهر الوثائق أن الوزارة لعبت دورًا تكامليًا مهمًا فى نجاح العمليات العسكرية والتحركات الاستراتيجية للحرب خاصة عبور خط بارليف وصولا إلى الضفة الشرقية للقناة من خلال دعم العمليات اللوجيستية والتمهيدية التى أمنت تفوق الجيش المصرى فى أيام الحرب.