حين تتحدث الأرقام
السياحة تعود لتقود اقتصاديات العالم.. ومصر فى الصدارة
حسن أبوخزيم
تقرير معلوماتى جديد أصدره مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار بمجلس الوزراء ، يرصد من خلاله المشهد السياحى عالميًا ومحليًا، مسلطًا الضوء على دور المتاحف كقوة ناعمة تُبرز هوية الشعوب وتُسهم فى تعزيز السياحة الثقافية.
يُؤكد التقرير أن السياحة أصبحت أحد أهم محركات النمو الاقتصادى عالميًا ومحليًا، لما توفره من فرص عمل وتنوع ثقافى وعوائد تنموية مستدامة.
العالم يشهد انتعاشًا قويًا فى حركة السياحة
يُوضح التقرير أن القطاع السياحى العالمى ينتعش بقوة بعد الجائحة، حيث يرتفع عدد السائحين الدوليين إلى 1.47 مليار سائح فى عام 2024، مقابل 975 مليونًا فقط فى 2022.
وتتجاوز الإيرادات السياحية العالمية 1.7 تريليون دولار، بينما تُسهم السياحة فى توفير أكثر من 356 مليون وظيفة حول العالم، مع توقعات بزيادتها إلى 461 مليون وظيفة بحلول 2035.
ويُشير التقرير إلى أن هذه الأرقام تُبرز عودة الثقة بالسفر عالميًا وتنامى دور القطاع فى دعم الاقتصاد الدولى.
المتاحف تُنعش السياحة الثقافية وتُعزز التواصل الحضارى
يُبرز التقرير الدور المتنامى للمتاحف فى دعم السياحة الثقافية، موضحًا أن متحف اللوفر فى فرنسا يتصدر قائمة المتاحف الأكثر زيارة فى العالم بـ 8.9 مليون زائر عام 2023، يليه متاحف الفاتيكان والمتحف الوطنى الصينى.
ويُبيّن أن تحسين العروض المتحفية واستخدام التكنولوجيا الحديثة يرفعان من معدلات الإقبال، ويجعلان المتاحف منصات للتفاعل الثقافى والسياحى على حد سواء.
مصر تواصل صعودها على خريطة السياحة العالمية
يوضح التقرير أن القطاع السياحى المصرى يواصل تحقيق قفزات متتالية، حيث ترتفع مساهمته فى الناتج المحلى الإجمالى إلى 3.7% خلال عام 2024/2025، وهى أعلى نسبة خلال العقد الأخير.
وتُسجل الإيرادات السياحية المصرية 14.4 مليار دولار بمعدل نمو 34.6%، بينما يرتفع عدد السائحين الوافدين إلى 14.9 مليون سائح مقابل 13.9 مليون العام السابق.
ويُشير التقرير إلى أن تحسن البنية التحتية وتكثيف الترويج الخارجى واستقرار الأوضاع يقودان هذا النمو اللافت.
تُبرز وكالة فيتش الأمريكية فى توقعاتها أن عدد السياح الوافدين إلى مصر يصل إلى 17.76 مليون سائح بنهاية عام 2025، ثم يرتفع إلى 18.56 مليون فى 2026، وصولًا إلى 20.65 مليون سائح بحلول عام 2029.
وتُشير الوكالة إلى أن الافتتاح الكامل للمتحف المصرى الكبير سيُشكل نقطة تحول كبرى للقطاع، مع توقع استقبال المتحف نحو 5 ملايين زائر سنويًا، مما يُعزز مكانة مصر كوجهة عالمية للسياحة الثقافية.
الدولة تُطوّر البنية التحتية وتُعزّز التجربة السياحية
يُوضح التقرير أن مصر تمتلك بنية تحتية سياحية واسعة ومتنوعة، تضم 1.27 ألف منشأة فندقية (ثابتة وعائمة)، و3.44 ألف محل عاديات، و1.6 ألف مطعم وكافتيريا سياحية، إضافة إلى 608 مراكز غوص وأكثر من 17 ألف مركبة سياحية.
ويُضيف أن القطاع الأثرى يشهد طفرة فى الاكتشافات، حيث تُسجّل مصر 115 اكتشافًا أثريًا جديدًا فى عام 2023، مقابل 57 اكتشافًا فقط فى 2022، إلى جانب افتتاح 38 مشروعًا أثريًا ومتحفًا جديدًا خلال العام نفسه.
الحكومة تُحدث نقلة نوعية فى التشريعات والتحول الرقمى
يُشير التقرير إلى أن الدولة تُواصل تحديث التشريعات المنظمة للسياحة بما يواكب المعايير الدولية ويُسهّل الاستثمار فى القطاع.
كما تُعزّز وزارة السياحة والآثار التحول الرقمى عبر إطلاق مشروع «إحياء التراث» بالتعاون مع شركة ميتا، الذى يستخدم تقنيات الواقع المعزز للترويج للمقاصد السياحية المصرية عالميًا.
ويُؤكد التقرير أن هذه الجهود تواكب التحول العالمى نحو السياحة الذكية والتسويق الرقمى التفاعلي.
شرم الشيخ تتحول إلى مدينة خضراء
يُبرز التقرير توجه الدولة نحو تحقيق التوازن البيئى واستدامة النشاط السياحى، من خلال مشروعات مثل تحويل مدينة شرم الشيخ إلى مدينة خضراء، كنموذج رائد للسياحة المستدامة فى الشرق الأوسط.
مصر تتقدم عالميًا وتتصدر إفريقيًا
يُختتم التقرير بالتأكيد على أن مصر تواصل تقدمها على المؤشرات الدولية، حيث تقفز ستة مراكز لتدخل ضمن أفضل 25 وجهة سياحية عالمية، وتتصدر الوجهات الإفريقية للعام الثالث على التوالى.
ويُبرز التقرير أن السمعة الدولية لمصر كمقصد آمن وجاذب تعزز ثقة الأسواق العالمية وتُمهّد لمرحلة جديدة من النمو السياحى المستدام.






