ملكات على عرش مصر
من حتشبسوت ونفرتيتى والقمر السعيد إلى أجملهم سوبك نفرو
«حتشبسوت، نفرتيتي، نفرتاري، وتاوسرت» لم تكن مجرد أسماء سيدات فى تاريخ مصر، لكنهن ملكات مصر العظيمات اللائى حكمن العالم وأثبتن جدارة، سواء بجوار أزواجهن ملوك مصر، أو كوصيات على عروش أبنائهن من صغار الملوك، كذلك تولين حكم مصر كملكات منفردات، ليسطرن صفحات من تاريخ عظيم يثبت سبق مصر وتحضرها فى كل المجالات، وضربها المثل والقدوة للعالم كله قديمًا وحديثًا.
يقول الدكتور حسين عبدالبصير، المدير الأسبق للمتحف المصرى: «لعبت المرأة دورا كبيرا فى المجتمع المصرى القديم، حيث تقلدت حكم مصر، وحققت إنجازات لا تقل عظمة عما أنجزه ملوك مصر من الرجال، ملكات مصر العظيمات حكمن العالم، وأثبتن جدارتهن بجوار أزواجهن ملوك مصر العظام، أو كوصيات على عروش أبنائهن من الملوك صغار السن، أو حين تولين حكم مصر العظيمات كملكات منفردات». حتشبسوت.. سيدة السلام
من أبرز معروضات المتحف المصرى الكبير تمثال رائع للملكة حتشبسوت، حيث تم نحت التماثيل الملكية الرائعة منذ الدولة القديمة، ولكن تميز نحاتو الملكة حتشبسوت بأنهم أول من صنعوا تلك التماثيل بالحجم الطبيعي، وقد اصطفت مثل هذه التماثيل الضخمة، التى تقدم القراوين لمعبود الدولة آمون رع، فى طريق الموكب بمعبدها الجنائزي، حيث تمكنت الملكة حتشبسوت باقتدار من حكم مصر، وهى ابنة الملك تحتمس الأول، وزوجة الملك تحتمس الثاني، كما أصبحت وصية على ابن أخيها الملك تحتمس الثالث، وتوجت نفسها لاحقا ملكا وحاكما مشتركا، حيث مرت فترة حكمها بسلام وامتازت سياستها الخارجية، بإرسال الرحلات التجارية، بدلا من الحروب، حيث تمتعت البلاد فى عهدها بالأمن والازدهار، ومن أبرز إنجازاتها الرحلة التجارية الشهيرة إلى بلاد بونت؛ لجلب البَخُور والأشجار، حيث وثَّقَت تفاصيلها، على جدران المعبد، الذى شيَّدته بالدير البحري، كما أقامت مسلتين فى معبد الكرنك، لا تزال إحداهما قائمة حتى اليوم، بالإضافة إلى معبد إسطبل عنتر، المنحوت فى الصخر، بالقرب من بنى حسن بالمنيا.
نفرتيتى.. «الجميلة أتت»
ملكة خلدتها مصر، عبر العصور وعلى وجه الزمن، حيث تعتبر جميلة الجميلات، إنها الملكة «نفرتيتى» من أكثر الملكات شهرة فى مصر القديمة، واسمها معناه «الجميلة أتت»، والملكة نفرتيتى هى الزوجة الكبرى للملك أمنحوتب الرابع «إخناتون»، هى سيدة عصر العمارنة أهم الفترات التاريخية فى مصر القديمة، وكان الدين من بين أهم العناصر المميزة التى قامت عليها دولة إخناتون ودعوته الدينية الجديدة، والتى لقيت استحسان زوجته نفرتيتى التى صارت من أقوى المناصرين له، وقد تكون نفرتيتى شاركت إخناتون فى الحكم، وربما حكمت بعد وفاته باسم «نفر نفرو آتون»، قبل توت عنخ آمون.
سيدة الأرضين
فى عصر العمارنة أيضاً كانت تعتبر «عنخ إس إن آمون» من الملكات الجميلات فى عصر العمارنة والمؤثرات بقوة، ومعنى اسمها «التى تحيا لآمون»، وهى الابنة الثالثة من البنات الست لإخناتون ونفرتيتى، والأخت غير الشقيقة لتوت عنخ آمون، وظهرت الأميرة فى طفولتها وصباها فى مناظر عدة مع والديها، واتخدت عددا من الألقاب الملكية مثل «ابنة الملك من جسده»، و«الزوجة الملكية الكبرى»، و«سيدة الأرضين»، حيث كانت «عنخ إس إن آمون» ملكة مهمة عاصرت فترة مثيرة، وشهدت نهاية الأسرة فى هذه الفترة الثرية والمثيرة من تاريخ مصر العظيمة، وشهدت كذلك أفول نجم العمارنة، تلك الفترة المهمة والغامضة والمدهشة من تاريخ مصر القديمة قاطبة.
القمر السعيد
كانت «إياح حتب الأولى» ويعنى اسمها «القمر سعيد» ملكة مناضلة، وعاشت هذه الملكة فى نهاية الأسرة السابعة عشرة، وكانت ابنة الملكة «تتى شري»، والملك ست نخت إن رع تاعا الأول، والملك سقنن رع تاعا الثانى من ثلاث سيدات، هن: «إين حابي، وست حجوتي، وإياح حوتب الأولى».
وأصبحت الملكة «إياح حتب الأولى» زوجته الأساسية، وزوجها الملك «سقنن رع تاعا الثاني»، أحد الأبطال والذى مات فى معركة الكفاح ضد الهكسوس، وقد وقفت هى بجواره أثناء حياته وكان لها دور بارز فى هذا الكفاح.
الملكة حلاوتهم
كانت الملكة «أحمس-نفرتاري» من أعظم ملكات مصر، وهى ابنة للملك سقنن رع تاعا الثاني، وتزوجت من أحمس الأول الملك البطل محرر مصر من الهكسوس، ويعنى اسمها أجملهم «حلاوتهم»، وبعد وفاة زوجها قامت بالوصاية على ابنها الصغير الملك أمنحتب الأول، وقامت بدور كبير لدعمه، ولعبت دورًا مهمًا فى اختيار خليفة ابنها الملك تحتمس الأول، الذى ماتت فى عهده، ودُفنت فى منطقة دراع أبو النجا فى البر الغربى للأقصر، حيث كانت ملكة عظيمة كزوجة وأم وإلهة ووصية على العرش،وموجهة لاختيار حاكم مصر الجديد بعد رحيل ولدها دون وريث.
الملكة الذكية القوية
تميزت الملكة تى زوجة الملك أمنحتب الثالث بشخصية ذكية وقوية، وهى سليلة واحدة من عائلات نبلاء البلاط الأثرياء وابنة «يويا» و«تويا»، ولعبت دورا كبيرا فى حياة وحكم زوجها، وأنجبت له وريثه وولى عهده الملك الموحد أمنحتب الرابع «إخناتون»، وامتد تأثيرها إلى لعب دور فى تحريك السياسة الخارجية لحكم زوجها، ومن أبرز الأدلة على ذلك وجودها بجوار زوجها فى عدد كبير من التماثيل، وقد أظهرتها النقوش تساعد زوجها فى كثير من طقوس العبادة وتشاركه فى الاحتفالات.
سوبك نفرو.. والنهاية الغامضة
تعتبر الملكة «سوبك نفرو» من أهم ملكات مصر القديمة، ورغم ذلك لم يتم العثور سوى على عدد قليل من آثارها، وهى ابنة الملك أمنمحات الثالث، حيث اهتمت بالهرم الخاص به ومجموعته الجنائزية فى منطقة هوارة بالفيوم، وقامت بالعديد من الإضافات لها، وتعد نهايتها غامضة، وإن لم يكن هناك ما يشير إلى أنها ماتت ميتة غير طبيعية. وانتهت بنهايتها الأسرة الثانية عشرة ومجد عصر الدولة الوسطى.







