كان ياما كان فى غزة وضايل عنا عرض.. العبور من السياسة للإنسانية
مهرجان القاهرة يرفع شعار «غزة فى القلب»
سهير عبدالحميد
حرص مهرجان القاهرة السينمائى، على دعم القضية الفلسطينية، ببرنامج قوى ما بين أفلام روائية ووثائقية وقصيرة، فضلاً عن تكريم مميز للأيقونة الفلسطينية هيام عباس.
ورفعت الأفلام الفلسطينية خلال عرضها شعار «كامل العدد»، إذ قدمت رؤى مختلفة لمعاناة الفلسطينيين وأهل غزة على وجه الخصوص، وجاء ذلك فى أفلام مثل «ضايل عنا عرض»، حيث وثق الفيلم رفض أعضاء سيرك بغزة الاستسلام بعد استهداف قوات الاحتلال له، واستمروا فى تقديم عروضهم، كذلك فيلم «كان يا مكان فى غزة»، والذى يقدم حياة عادية لإنسان يعيش فى غزة فى ظل حرب الإبادة، كذلك الفيلم القصير»بايسانوس» الذى يروى قصة فريق كرة قدم كونته الجالية الفلسطينية فى تشيلى وينافس عالميًا.
فى البداية تحدث المخرجان «طرزان ناصر» و«عرب ناصر»، عن تجربتهما فى فيلم «كان يا مكان فى غزة، إذ قالا: «دائمًا نستهدف تقديم سينماعن الإنسان الفلسطينى بالدرجة الأولى وحياته العادية التى لا تنقلها الشاشات، وبدأنا العمل على الفيلم عام 2015، وشرعنا فى التصوير قبل الحرب فى غزة بأيام، لكن تأجل خمسة شهور، ثم استأنفنا التصوير فى الأردن، فالفيلم يوضح نموذجًا لمواطن غزاوى وضعته الظروف المأساوية فى حياة لم يخترها، فالبطل كان مشروعًا لطالب جامعى ناجح لم يستطع العبور لأهله الذين يعيشون فى الضفة، ولم يجد سوى صديق واحد يحنو عليه لكنه يعمل فى تجارة المخدرات، فيهرب من ظروفه ويضل طريقه»، مضيفين: «اختيار اسم الفيلم نابع من التحول الكبير الذى طرأ على طبيعة غزة وسكانها، فهى لم تعد كما كانت والعنوان نوع من الرثاء لغزة التى كانت مليئة بالحياة وتحولت لأطلال بفعل الاحتلال.

وتابع «الأخوان ناصر»: «الناس تتعامل مع الفلسطينيين على أنهم مجرد أرقام ما بين موتى ومصابين، لذلك قررنا نحكى عن حياتهم فمنذ عام 2007 وهناك مليون غزاوى محاصرون، وليس كما يظن البعض أن الحصار بدأ مع حرب الإبادة فى 2023.
ونفى «الأخوان ناصر»، أن يكون الفيلم قد أساء للمقاومة الفلسطينية، مؤكدين أنهما تناولا المقاومة لكن بمعناها الأوسع وهما فخوران بها، حيث تحمل أهل غزة ما لم يتحمله بشر وأنهما كفريق عمل كانا يصوران الفيلم فى مخيم اللاجئين بالأردن، فضلًا عن أنهما يجهزان لفيلم يحكى قصة إنسانية تدور فى حرب الإبادة فى غزة بعنوان «غزة للأبد».
بينما أكد مؤلف «كان ياما كان فى غزة» السيناريست عامر ناصر، أن اختياره تقديم حياة عادية لمواطن يعيش تحت الحصار بعيدًا عن مشاهد الإبادة، كان مقصودًا فالمواطن الفلسطينى بشر يصيب ويخطئ، فالشخصيات الثلاث فى الفيلم لم يختاروا حياتهم، والاحتلال فرض عليهم واقعًا معينًا، فيحيى طالب جامعى محاصر فى غزة ولا يستطيع الحصول على تصريح للعبور لأهله فى الضفة ولولا ذلك لتغيرت حياته ولم يصبح تاجر مخدرات، مضيفًا :إن قصة الفيلم لأشخاص حقيقيين، بعضهم استشهد فى حرب الإبادة فى غزة.
وعن سبب اختياره تقديم قصة بعيدة عن المشاهد الدموية، قال:» لأنه أسهل شىء يجعل المشاهد يبكى، وأنا حكيت عن الإنسان، وليس الإبادة لأن العالم كله شاهدها، فنحن تحدثنا عن إنسان تحت الحصار»، متمنيًا الحديث عن حرب الإبادة فى غزة لكن من منظور إنسانى.
وتابع: «هذه ليست التجربة الأولى مع «الأخوان ناصر»، فقد شاركت معهما كمساعد مخرج ومدير إنتاج فى فيلم «كوندين ليد»، والكتابة فى أفلام «ديجراديه» و«غزة مونامور».
وأشار الفنان الأردنى مجد عيد، إلى أنه يشبه شخصية أسامة بطل الفيلم، فى حبه للحرية وحالة التناقض التى يعيشها، فقد يقع فى الخطأ، لكن هذا لا يعنى أنه شرير، ورغم أنه تاجر مخدرات لكنه ليس خائنًا لصديقه، ويكره فكرة التهديد، هذه التناقضات جذبتنى أيضًا.
واستطرد:» سعدت جدًا عندما علمت أن الفيلم سيعرض بمهرجان القاهرة، لأن مصر تعنى لى الكثير وتحقيق النجاح بمصر شىء يسعدنى جدًا، وشعرت أن هذه دعوة أمى، خاصة مع إشادة أساتذة كبار مثل المخرجة كاملة أبو ذكرى فهذه شهادة كبيرة أعتز بها، متابعًا: «يوجد توافق كبير و«كمياء فنية» فى التعاون مع «الأخوان ناصر»، بدأ منذ فيلم «غزة مونامور»، فلديهما شخصية مختلفة ولديهما مدرسة إخراجية خاصة بهما .
وقالت المخرجة المصرية مى سعد مخرجة فيلم «ضايل عنا عرض»، والذى يحكى قصة أعضاء فرقة سيرك غزة الحر، وإصرارهم على مواجهة اليأس والتحديات القاسية: «كنت أريد تقديم مشروع يوثق الحياة اليومية لأهل غزة وقت حرب الإبادة، فنشرات الأخبار لا تقدم إلا مشاهد الدمار والقصف وأرقام الشهداء والمصابين، لكن لا نعلم كيف يعيش أهل غزة، فاقترح عليِ صديق التواصل مع مصور هناك، وهو شريكى فى الإخراج أحمد الدنف، وبدأنا العمل على المشروع عن بُعد من خلال الاتصال، خاصة أننى لم أستطع السفر لغزة فى ظل الحصار».
وتابعت: «حاولنا التغلب على انقطاع الكهرباء فى القطاع، بكل الوسائل المتاحة واستطعنا إيجاد طريقة لصناعة الفيلم من داخل غزة نفسها، ففى بعض الأوقات كنا نصور بكشافات الموبايل، وكل فرد فى فريق العمل كان متطوعًا إيمانًا منهم بالقضية.






