جيـل جديـد من المبرمجيـن

للمرة الأولى نظام جديد للتعليم،  التحق به  نحو 800  ألف طالب وطالبة من التعليم المصرى ليتدربوا على فكرة التعلم الذاتى غير المرتبط بمنهج محدد، خلال فترة زمنية محددة، وذلك عبر المنصة الإلكترونيه التى أطلقتها وزاره التربية والتعليم تحت اسم (كيريو)، بالتعاون مع جامعة هيروشيما فى اليابان، ليتمكن طلاب الصف الأول الثانوى من تعلم البرمجة.

المنصة الجديدة، تدعم فكرة توفير بيئة تعليمية مناسبة للطلاب، يتمكنون عبرها من التعرف على مهاراته الشخصية، دون ارتباط بمنهج محدد، حيث يتمكن كل طالب طبقا لقدراته ومدى استيعابه للغة البرمجة من اجتياز المستويات المختلفة الموجودة على هذه المنصة، كما أنها تدعم أن يقوم الطالب بنفسه بالبحث عن المعلومة ومعرفتها ومحاولة تطبيقها دون ارتباطه بالمعلم، إلا فى حالات الصعوبة الشديدة، وبذلك فهى تنتج عقلا يتمكن من التعلم مدى الحياة من المصادر الموثوق بها، خاصة أن معظم الوظائف التى ستتوافر فى سوق العمل المحلية والدولية خلال الفترة المقبلة، تعتمد بشكل أساسى على البرمجة واستمرار التعلم فى مجال التخصص طول الوقت .

من جانبه، أكد وليد الفخرانى رئيس الإدارة المركزية لتكنولوجيا المعلومات، أن هذه المنصة متاحة لكل الطلاب المصريين فى المدارس الحكومية والتجريبية والخاصة، وحتى طلاب الخدمات، مؤكدا أن الوزارة قامت بعمل إعداد جيد قبل إطلاق هذه المنصة عن طريق تدريب المعلمين، وإنتاج فيديوهات تشرح كيفية العمل على المنصة داخل المكتبة الإلكترونية، على الموقع الخاص بوزارة التربية والتعليم،  بالإضافة لتوفير كتاب إلكترونى خاص بها، مؤكدا أنه بعد شهر واحد من إطلاق المنصة تمكن عدد كبير من الطلاب من إنهاء كل المستويات الموجودة.

وتابع: «سيتم إطلاق منصة جديدة لدخول الامتحان خلال الشهر الجارى، حتى يتمكن الطلاب من تحديد مستواهم، بالإضافة لحصولهم على شهادة دولية من جامعة «هيروشيما» الدولية، مؤكدا أن وزير التربية والتعليم محمد عبد اللطيف، تفاوض مع الجانب اليابانى حتى يتم تعيين الطالب الأول على كل محافظة فى إحدى الشركات اليابانية لمدةعام كامل، موضحا أن الدخول على المنصة غير مرتبط إطلاقا بالتابلت المدرسى، حيث يتمكن الطلاب من الدخول عليها عن طريق المحمول أو الكمبيوتر الموجود بالمنزل.

فيما أظهرت بيانات الوزارة، أن هناك ما يزيد على 200 ألف طالب قد أتموا بالفعل المحتوى كاملا على المنصة الإلكترونية، علاوة على أن أهم ما يميز المنصة هو التدريب على كتابة الأكواد الخاصة بالبرمجة والتدريب على لغة (جافا اسكربت )، والتى تعد من أساسيات البرمجة ومن أهم المهارات الخاصة، بالمهن التى تعتمد على التكنولوجيا، إذ أكد الطلاب أن ما تعلموه على المنصة يساعدهم فى إنتاج «ويب سايت» متكاملا أو بعض الألعاب الإلكترونية والتى قد تعود عليهم بالعائد المادى فى هذه السن الصغيرة، موضحين أنهم فى انتظار إطلاق  (منصة توفاس)، والتى يتمكنون من خلالها من دخول الاختبار الدولى للبرمجة ومعرفة مستواهم الحقيقى.

ومن جانب آخر أكد شادى زلطة المتحدث باسم وزارة التربية والتعليم، أن تعلم البرمجة يمثل أحد المحاور الأساسية لبناء قدرات الطالب المصرى فى العصر الرقمى، لما يوفره من مهارات تفكير حديثة قائمة على التحليل وحل المشكلات والإبداع، فضلًا عن دوره فى تعزيز قدرات الطلاب على الابتكار والتجريب وتنمية التفكير المنطقى، وتأهيلهم للمنافسة فى مجالات التكنولوجيا المتقدمة والذكاء الاصطناعى ومواكبة التطورات العالمية، موضحا أن دراسة هذه المادة تسهم فى تطوير أنماط التفكير والإبداع لدى الطلاب، وإعداد جيل قادرعلى المنافسة فى سوق العمل المحلية والدولية، خاصة فى مجالات الذكاء الاصطناعى والتكنولوجيا المتقدمة، وفقًا لأحدث المعايير الدولية.

و أشار إلى أن الإقبال على منصة البرمجة والذكاء الاصطناعى اليابانية فاق جميع التوقعات، موضحًا أن أكثر من 750 ألف طالب قد سجلوا فى المنصة بالفعل، من بينهم 222 ألف طالب أتموا المحتوى التدريبى كاملًا، وهو إنجاز غير مسبوق يعكس وعى الطلاب بأهمية مهارات المستقبل، مؤكدًا أنه لن يتخرج أى طالب من نظام التعليم المصرى دون إتقان مهارات البرمجة، لافتًا إلى أن منصة «كيريو» تعمل بكفاءة عالية وتعد من أهم أدوات بناء القدرات الرقمية للطلاب، مؤكدا أن مادة البرمجة والذكاء الاصطناعى مادة أساسية فى التعليم الفنى بداية من العام الدراسى المقبل.

 وأوضح «زلطة»،  أنه فى إطار الخطة الشاملة لتحديث المناهج التعليمية، وجعلها أكثر توافقًا مع متطلبات العصر تم استحداث مادة البرمجة والذكاء الاصطناعى للصف الأول الثانوى.