رشاد كامل
شباب الوفد يتمرد ويؤيد روزاليوسف!
وتستمر معركة حزب الوفد ضد جريدة روزاليوسف اليومية، وتظل روزاليوسف على موقفها فى الدفاع عن موقفها ومهاجمة رجال وزعامات الوفد.
كانت أيام فى منتهى الصعوبة ورغم ذلك استمرت روزاليوسف الجريدة والمجلة ولم تستسلم لضغوط الوفد!
تقول السيدة روزاليوسف: هذه الحرب الشاملة التى شنها الوفد علىّ لم تنجح تماما فى إخفاء ما تسرب إلى كيانه من بوادر الخلل، فقد كان موقف روزاليوسف إلى يوم فصلها - موقفا وطنيا قويا يحظى بتأييد الرأى العام، وكانت هى الجريدة الوحيدة التي تطلب بالدستور كل صباح، فكانت إدارة الجريدة لا تخلو ساعة من وفود الشباب الذين يؤيدوننا وكانوا جميعا يوجهون سؤالا واحداً!
- لقد خرجنا من الوفد ولكن من يتزعم البلاد بدلا من مصطفى النحاس؟!
كذلك وقع الاضطراب فى كثير من اللجان الوفدية فى الأقاليم فانشقت على نفسها.. أعضاء يرسلون برقيات التأييد إلى الوفد، وأتلقى إلى جانب ذلك خطابات كثيرة من كبار التجار والأعيان الوفديين فى الأقاليم يؤيدون موقف روزاليوسف!!
وتضيف روزاليوسف: وقد دفعنى ذلك التفكير فى القيام برحلة إلى الأقاليم لأزور هؤلاء الأصدقاء الذين يبعثون إلىّ بتأييدهم من جهة، ولكى أدرس مشاكل توزيع الجريدة بنفسى من جهة أخرى!
وقررت أن أبدأ بزيارة الوجه البحرى الذي عُرف دائما بأنه معقل وفدى وصحبت معى فى هذه الرحلة الأستاذ «توفيق صليب» سكرتير تحرير روزاليوسف اليومية والأستاذ يوسف حلمى الذي كان محررا بها.
وفى هذه الرحلة كان علىّ أن أتعلم تجربة جديدة، ووصلت إلى طنطا وطفت بالأعيان والتجار الذين كانوا يبعثون إلىّ بخطابات حارة من التأييد.. فماذا رأيت؟!
رأيت أنهم يفرون من استقبالى علنًا ويسعون إلى ملاقاتى سرًا ويبثوننى تأييدهم وتقديرهم بعيدًا عن الأعين ثم يبدون لى أسفهم - وخجلهم - من هذا الموقف الغريب ويبررونه بخوفهم من قرارات الوفد ومن عيون اللجان الوفدية، ونصحوا لى بأن أرحل من المدينة مع الصباح الباكر حتي لا تحدث أى مظاهرات ضدى، وتصادف أن رأيت بنفسى بعض الناس يضربون مواطنًا فى ميدان الساعة لأنه كان يجلس فى أحد المقاهى ويقرأ «روزاليوسف» فعلمت أن تحذيرهم جد وسافرت إلى المنصورة.
وفى المنصورة تكرر الوضع نفس الوضع كنت ذاهبة بدعوة من أحد أطباء المنصورة المعروفين من المشتغلين بالسياسة فلما وصلت إلى هناك بحثت عنه وإذا به فص ملح وداب!
وفى الليل فوجئت به يزورنى فى الفندق متلصصًا معتذرًا مبديًا موافقته على سياسة روزاليوسف، موافقة ليست للنشر!!
على أن الموقف فى دمنهور اتخذ شكلا آخر، فقد قابلنى عدد كبير من التجار بشجاعة وطفت معهم بعض مراكز التوزيع فى المدينة علنا وعقدت اجتماعا لباعة الصحف كسبت فيه صداقتهم ثم ذهبت أستريح فى متجر أحد أفراد أسرة الكاتب المعروفة فى دمنهور وفجأة جاء من يقول إن مظاهرة ضخمة آتية من طرف المدينة تهتف ضدى، ثم لم تلبث أن أحاطت بنا وكان فيها من يركبون الخيل ومن يهتفون بحياة «النحاس» مع «لامبسون» - المندوب السامى - وبدأت تقفز المتجر بالطوب والحجارة وبكل ما يصادفها فى الطريق.
وشقت المظاهرة سيارة مقفلة من سيارات البوليس هبط منها بعض رجال البوليس وحملونى حملًا إلى داخل السيارة دون مناقشة أو استفسار، وعند أحد أطراف المدينة وقفت سيارة البوليس ونزلت وأركبونى سيارة تاكسى صدر إليها الأمر بأن تذهب بى إلى الإسكندرية!
وللذكريات بقية!










