«الإعلام».. تنمية الثقافة المجتمعية ضد السموم الفكرية
د. مريم الشريف
تتسارع الأحداث وتتزايد وتيرتها، ويلجأ الجمهور إلى وسائل التواصل الاجتماعى للحصول على المعلومة، دون التأكد من صحتها، ويتم تداولها عبر «الشير» لتنتشر كالنار فى الهشيم، الأمر الذى جعل المجتمع المصرى يواجه تحديًا كبيرًا يتمثل فى فوضى الشائعات وانتشار المعلومات الزائفة عبر «السوشيال ميديا»، وباتت الشائعة قادرة على تشكيل الرأى العام، وهنا يبرز دور الإعلام فى بناء الوعى المجتمعى من خلال معلومات دقيقة مسئولة تواجه الأكاذيب وترد على الشائعات وتصحح الأخبار المغلوطة، وفى هذا الإطار يكتسب قانون تداول المعلومات أهمية، خاصة باعتباره إحدى الأدوات الرئيسية لمكافحة انتشار الشائعات فى عصر تتشابك فيه الحقيقة مع التضليل.
من جانبها قالت الإعلامية هالة أبوعلم: «لا شك أن الإعلام يلعب دورًا حيويًا فى بناء الوعى ومكافحة الشائعات، من خلال نشر المعلومات الدقيقة والموثوقة، والتوعية بمخاطر الشائعات والتفاعل مع الجمهور ويمكن ملاحظة ذلك من خلال عدة خطوات منها، نشر المعلومات الدقيقة، إذ إن الإعلام يقدم معلومات موثوقة للجمهور، مما يساعد على بناء الوعى الصحيح، علاوة على التوعية بمخاطر الشائعات، من خلال نشر الإعلام والتوعية حول مخاطر الشائعات وكيفية التعامل معها، ناهيك عن مكافحة الشائعات، إذ يلعب الإعلام دورًا فى مكافحة الشائعات من خلال نشر المعلومات الصحيحة والتحقق من الأخبار، بالإضافة لتعزيز الثقافة الإعلامية، حيث يساهم الإعلام فى تعزيز الثقافة الإعلامية لدى الجمهور، مما يمكنهم من التمييز بين المعلومات الصحيحة والشائعات، مؤكدة ضرورة تفاعل الإعلام مع الجمهور، مما يساعد على فهم احتياجاتهم والمعلومات التى يتطلبونها، بجانب مساهمة الإعلام فى دعم الحق فى المعلومات، مما يمكن الجمهور من الحصول على المعلومات التى يحتاجونها، وتعزيز الشفافية مما يساعد على بناء الثقة بين الجمهور والمؤسسات.
وأشارت إلى أنه يمكن الوصول إلى تلك الأهداف من خلال عدة خطوات يجب أن يقوم بها الإعلام: أولًا- التحقق من الأخبار قبل نشرها، ثانيًا- نشر المعلومات الصحيحة والموثوقة، ثالثًا- التوعية بمخاطر الشائعات، رابعًا- التفاعل مع الجمهور، إذ يجب على الإعلام التفاعل مع الجمهور وفهم احتياجاتهم.
وبينما أوضحت الإعلامية رانيا هاشم، أن القرارات الأخيرة لمجلس الوزراء بشأن تشديد الغرامات وتعديل التشريعات الخاصة بمكافحة الشائعات تمثل خطوة ضرورية لحماية المجتمع المصرى من مخاطر الأخبار الكاذبة، مؤكدة أن الشائعات أصبحت أحد أخطر التحديات التى تهدد الاستقرار المجتمعى والاقتصادى، خاصة مع الانتشار السريع لوسائل التواصل الاجتماعى.
ولفتت إلى أن المواجهة الفعالة لا تقوم على العقوبات وحدها، بل تعتمد أيضًا على تعزيز الشفافية وسرعة إتاحة المعلومات الصحيحة، مشددة على أهمية دعم دور الإعلام المهنى القائم على التحقق، ورفع مستوى الوعى الإعلامى والرقمى لدى المواطنين، خاصة أن مواجهة الشائعات مسئولية مشتركة بين الدولة والمجتمع، وتتطلب تكامل الجهود لحماية استقرار الوطن وتعزيز أمنه القومى.
وأكدت دلال الشاطر رئيس إذاعة الشرق الأوسط سابقًا، ضرورة تخصيص فقرة ثابتة فى برامج «التوك شو» للرد على الشائعات والأخبار الكاذبة، سواء كانت عن شخص أو حدث، خاصة أن الأخبار الخاطئة زاد انتشارها فى ظل وجود السوشيال ميديا والتطور التكنولوجى بوجود الذكاء الاصطناعى فهو أصبح أمرًا كارثيًا.
وأوضحت أن هذا جزء كبير من دور الإعلام فى مواجهة الشائعات وتصحيح الأخبار فى ظل وجود كمية معلومات مغلوطة بشكل كبير، لافتة إلى ضرورة زيادة الرقابة على الإنترنت وجميع وسائل التواصل الاجتماعى.
وأشارت إلى أن مشروع القانون الخاص بتداول المعلومات خطوة إيجابية وسط زيادة خطر الإنترنت، مشيدة بالمجهود الكبير الذى يبذله الإعلام فى بناء الوعى المجتمعى إلا أنه يزعجها وجود بعض البرامج التى تبحث عن التريند رغم أنها تقوم بدور جيد فى تقديم رسالة هادفة، ولذلك عليها الاهتمام بالمضمون أولًا قبل البحث عن التريند.






