الثلاثاء 23 ديسمبر 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

الغمراوى .. وعزبة الصفيح .. والكوبرى الوسطانى أخطر البؤر الإجرامية ببنى سويف




تعد مناطق الغمراوى وعزبة الصفيح وعزبة بلبل والكوبرى الوسطانى اخطر البؤر الاجرامية فى محافظة بنى سويف ولعل اهم ما يجعل من تلك المناطق مناطق شائكة أو مصدرة للازمات التركيبة الجغرافية والسكانية لتلك المناطق والتى تتميز بالعشوائية فى المبانى وتدن فى الخدمات.
لذلك تتمركز فيها الجريمة وتكثر فيها أعمال البلطجة ويسكنها كثير من الخارجين على القانون لدرجة يصعب معها امكانية التدخل الامنى لحل بعض المشكلات
كما منيت محافظة ببنى سويف بأفقر قريتين على مستوى الجمهورية وهما «الفقيرة» فى مركز ببا و«الحرجة» التابعة لمركز ناصر فهى تعانى من الفقر والجهل والمرض ولسنوات طويلة دونما تدخل من المسئولين ومع غياب للخدمات وتدن فى المرافق وخاصة الصرف الصحى والمياه وهذا ما جعل قرية كالحمام تعد من اعلى نسب المرضى بالكبد والفشل الكلوى نتيجة تداخل مياه الصرف الصحى على مياه الشرب.
لعل قليلين من يعرفون ان بنى سويف هى مسقط رأس ريا وسكينة اخطر مجرمتين فى القرن العشرين وورثتهما «رائية» الملقبة بأميرة بلطجية الصعيد ومعها ارطف وبيضا وكولمن اشهر بلطجية المحافظة الذين عاثوا فسادا فى الارض طوال الثلاث سنوات الماضية استولوا فيها على المنازل والاراضى المهجورة حتى سقطوا فى قبضة الامن القوية.
أولى البؤر الاجرامية منطقة الكوبرى الوسطانى حيث يعيش عشرات من أطفال الشوارع الذين يتجمعون ليلا يدخنون البانجو ويشمون الكلة ويتقاسمون قيمة المسروقات التى قاموا بها نهارا وكانوا قد احتجزوا سيارة إطفاء اسفل الكوبرى شهرا كاملا والتى استولوا عليها أثناء حرق المنشات الشرطية والحكومية فى أعقاب فض اعتصام الاخوان بميدانى رابعة والنهضة وظلت السيارة موجودة والغريب ان الاجهزة الامنية لم تهاجم هذا الوكر الا قليلا.
وتليها منطقة المقابر شرق النيل لبنى سويف والتى لا تقل خطورة عن سابقتها حيث انتهك البلطجية حرمة الموتى واستباحوا مقبرة الفردوس شرق النيل وحولها الى وكر لتعاطى المخدرات ومخزن يخفون فيه مسروقاتهم.
والاكثر غرابة ما يحدث فى قرى بياض والعلالمة شرق بنى سويف من وجود تحركات مريبة ليلا فى منطقة المقابر حيث تدخل سيارات وتخرج دون ان تكون حاملة موتى لا يتم اجراء مراسم الدفن المتعارف عليها من قراءة قرآن ولا تتبعه صرخات النساء وعويلهن كالمعتاد فى مثل هذه الظروف الحزينة ليتم الكشف عن جريمة انتهاك كاملة للموتى.
يقول محمد ابو الشيخ مقيم شعائر بأحد المساجد القريبة من المقابر: منذ احداث ثورة 25 يناير والمقابر يتم نهبها وتنتهك حرمتها بعد ان استولى عليها البلطجية بالسهر ليلا وتعاطى المخدرات واصبح من المعتاد العثور على زجاجات خمر فارغة وحقن مستخدمة فى التعاطى ولا استبعد أن تكون المقابر مسرحا لممارسة الدعارة حيث يتم سماع اصوات ليلا ولا أحد يجرؤ على الاقتراب خوفا من ان تكون عفاريت ولكنها اصوات آدمية واضحة.
ويشير محمد حسن عبد الله عامل إلى أن المقابر تحولت الى مكان مثال  لاختفاء اللصوص وقطاع الطرق ليلا والغريب ان منهم من استحلى العيشة فى المقابر وقاموا ببناء غرف داخلها بل المضحك انهم احترفوا استغلال هيبة المكان باقناع اهالى المتوفين بقراءة اجزاء من القرآن او الدعاء للترحم على الموتى نظير تقاضى مبالغ مالية منهم واعرف واحد من هؤلاء اللصوص يتقاضى جنيها واحدا نظير قراءة الفاتحة للسيدات.
ويلفت سامى ياسين إلى أن البلطجية والخارجين على القانون يلجأون لمنطقة المقابر باعتبارها بعيدا عن المناطق السكنية كما ان الاهالى لن يجرؤا على الاقتراب منها خاصة ليلا.
وأكدت سناء عبد العظيم ربة منزل اننا نرى البلطجية يدخلون المقابر ليلا وحاولنا اكثر من مرة الاتصال بالشرطة دون جدوى.
وننتقل الى عزبة الصفيح وحى الغمراوى اللذين تحولا مسرح للمعارك اليومية وشهد احداها استشهاد النقيب هشام كمال الدين طعمة معاون مباحث قسم شرطة بنى سويف متأثراً بإصابته بطلقتين ناريتين فى الفخذ أثناء فضه مشاجرة بالاسلحة الآلية بين عائلتين لوجود خلافات جيرة حيث انتقلت قوة من ضباط وأمناء وجنود قسم بنى سويف برئاسة النقيب هشام طعمة معاون مباحث القسم لفض المشاجرة والقبض على مثيرى الشغب وخلال تبادل اطلاق النار بين المتشاجرين استقرت طلقتان فى فخذ الضابط وفارق على اثرها الحياة.
أما منطقة العجرة بمركز الفشن جنوبا فأتخذتها عصابة ابو قطية التى يتزعهما الشقى محمد محمود على طه الشهير (بابوقطية) مقرا لها نفذت 10 فيها عشرات الجرائم تراوحت ما بين قتل ونهب وسلب وسرقة سيارات وخطف مواطنين للمساومة على اطلاق سراحهم مقابل دفع مبالغ مالية كبيرة.
وقامت الشرطة بمداهمة مكان اختباء العصابة فى الزراعات بقرية الحيبة مركز الفشن شرق النيل وإطلاق الأعيرة النارية على ابو قطية بعد مبادرته بإطلاق النار على القوات ومحاولته الهرب فى منطقة الهيش المجاورة للزراعات، ونتج عن المطاردة إصابته فى البطن والفخذ وتم اصطحابه إلى المستشفى وتعيين حراسة مشددة على غرفته وقام الأطباء بإجراء عملية جراحية لاستئصال القولون وجزء من المعدة ولكنه فارق الحياة عقب الجراحة مباشرة.
الى ذلك تلعب جرائم الثأر المنتشرة فى بنى سويف بصورة خطيرة وتتركز فى 3 مراكز هى (ببا- الفشن- ناصر) ويتصدر مركز الفشن حوادث الثأر دورا كبيرا فى انتشار بيع الاسلحة وخاصة البنادق الآلية ونصف الآلى والطبنجات الحكومية بجانب الاسلحة المهربة عبر الحدود الليبية خاصة مع انتشار حالة فوضى السلاح فى ليبيا الامر الذى جعل قرى بعينها كالديابيات وكفر ابو جمعة مرتعا لتجارة السلاح.
كما تلعب ظاهرة البحث عن الاثار بمنطقة الحيبة الاثرية فى جعلها بؤرة اجرامية للجريمة المنظمة مثلما حدث فى الجريمة البشعة التى وقعت بها بعدما قام الجانى بقتل ضحيته ودفن الجثة تحت بئر السلم وأقام عليها حائطا من الطوب والأسمنت.
وتفاصيل الجريمة إلى تقدم زوجة المجنى عليه حميدة قرنى زكى ببلاغ إلى رئيس مباحث مركز الفشن يفيد اختفاء زوجها المدعو رجب سيد حسن حداد واتهمت أحمد ابوبكر طه بالتسبب فى اختفاء زوجها، وقالت إن سيدة منتقبة جاءت إلى الورشة التى يعمل بها وطلبت منه أن ينتقل معها إلى منزل لأخذ مقاسات للقيام ببعض أعمال الحدادة وعندما وصلا للمنزل خرج أحمد ابوبكر واتفق مع رجب على القيام بأعمال حدادة داخل المنزل إلا أن زوجها لاحظ وجود حفرة داخل المنزل وبعدما عاد لمحل عمله بالورشة قص على شقيقه هشام ما حدث، استيقظ المجنى عليه على مكالمة هاتفية من أحمد ابوبكر يطلب منه الحضور إلى المنزل للقيام بأعمال الحدادة المتفق عليها وتوجه المجنى عليه لمنزل أحمد ابوبكر وقد دارت الشكوك حول أحمد ابوبكر وطلبنا منه الذهاب لمنزله كما تقول الزوجة فى بلاغها - ولاحظنا وجود حفرة مغطاة داخل المنزل ورائحة بخور وأكد أحمد ابوبكر أن هذا المنزل كان مغلقا منذ عام تقريبا، ولكننا لاحظنا وجود أشياء تدل على أن هناك من تردد على المنزل منذ فترة قريبة وتلاحظ انبعاث رائحة كريهة من أسفل السلم فتوقفوا عن الحفر وتوجهوا ناحية السلم وقاموا بإزالة التراب الموجود بجانب السلم فازداد انبعاث الرائحة ووجدوا حائطا صغيرا كبيرا بالطوب والاسمنت أسفل بئر السلم وعندما بدأوا فى إزالته اكتشفوا وجود جثة المجنى عليه وتوصلت جهود البحث الى أن الفتاة المنتقبة التى اصطحبت المجنى عليه لمنزل المتهم قبل واقعة قتله بيومين تدعى آلاء ربيع أمين عبدالوهاب (15 سنة) طالبة بالصف الثالث الإعدادى وذكرت أنها متزوجة عرفيا من المتهم وهو الذى طلب منها إحضار المجنى عليه للمنزل قبل واقعة قتله بيومين وبعد ذلك أحضره الجانى فى اليوم الذى تم فيه التخلص منه وروت تفصيلياً كيف قام المتهم بقتل المجنى عليه وقالت إن الجانى قام بارتداء جوارب اليد وأخذ شومة وأبلغها بأنه سيقوم بالتخلص من المجنى عليه ولما سألته لماذا ستفعل ذلك لم يرد.
وبعد ذلك سمعت صوت المجنى عليه وهو يستغيث بأصوات مخنوقة وعندما خرجت من الغرفة لأشاهد ماذا يحدث فوجدت المتهم ينهال بالضرب على المجنى عليه وهو ملقى على الأرض وغارق فى دمائه وبعد ذلك قام بدفنه تحت السلم فى حفرة قام بإعدادها مسبقا وهددنى لعدم إفشاء الجريمة، وكأننى لم أر شيئاً وانصرفت من المنزل.
من جانبه يؤكد اللواء ابراهيم هديب مدير أمن بنى سويف أن المديرية قامت بالعديد من الحملات المكبرة فى مراكز بنى سويف من الواسطى شمالا إلى الفشن جنوبا ألقى خلالها القبض على عشرات المسجلين والهاربين من السجون ومن تنفيذ الأحكام الجنائية لتجفيف البؤر الاجرامية والقضاء على البلطجة.