الإثنين 6 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

عاشور: بعض دعوات تجديد الخطاب الدينى تصل إلى حد إنكار المعلوم من الدين بالضرورة

عاشور: بعض دعوات تجديد الخطاب الدينى تصل إلى حد إنكار المعلوم من الدين بالضرورة
عاشور: بعض دعوات تجديد الخطاب الدينى تصل إلى حد إنكار المعلوم من الدين بالضرورة




أكد د. مجدى عاشور مستشار مفتى الجمهورية أنه يحلو للبعض أن يروج أن عدم التجديد فى الخطاب الدينى هو أصل الأزمات وأن الأزهر الشريف وعلماءه أغلقوا هذا الباب خوفًا على التراث الذى لا يتناسب مع الواقع المعاصر، وهم بذلك يصورون للناس أن هذا التراث هو سبب ما نعانيه من خطاب دينى تنتج عنه فى بعض الأحيان أفكار متشددة وظهور جماعات لا تنتمى بتصرفاتها إلى الإسلام الحق.
وقال: «نلاحظ أن بعض دعوات التجديد فى الخطاب الدينى قد تتخذ أشكالًا هدامة لدفن التراث وإهالة التراب عليه، كما يلاحظ ظهور بعض الدعوات التى تنادى بتجديد الخطاب الدينى ولكنها تتخذ مسارات أخرى تصل إلى حد إنكار المعلوم من الدين بالضرورة، بدعوى أن هذا هو الفكر المعاصر المطلوب من الخطاب الدينى أن يتبناه تيسيرا فى الدين، وبعيدا عن أى محاذير بما يمنع من وجهة نظرالداعين إلى غلق الباب أمام التشدد والخطاب المعوج الذى عانت منه المجتمعات المعاصرة.
واكد أن كثيرًا من هذه الدعوات قد جانبها الصواب، لأن تجديد الخطاب يُعَد ُّسمة ملازمة لدعوة الإسلام الجامعة، بل هوضرورة لاستمرار الإسلام دينًا عالميًّا صالحًا لكل زمان ومكان، بغية النهوض بواقع الأمة،
واضاف أن أهم مشكلة تواجه الخطاب الديني، وهى «تحرير المفاهيم وتحديدها» بعد أن شابها كثير من الأخطاء والخطايا التى تعمد أصحاب الأفكار المتطرفة فى تشويهها ولَيِّها بما يخدم تطلعاتهم الآثمة وأهوائهم المنحرفة، مما أدى إلى إشاعة تلك المفاهيم التى تحمل منظومة القيم الإسلامية بصورة مغايرة بل متباينة ينضح منها الاختلاف والتنازع والاستقطاب، بل إراقة الدماء بين أبناء الوطن الواحد، والدين الواحد، ومن أمثال تلك المفاهيم: الجهاد، والحاكمية، والتعايش مع الآخر، الذى بدلوه بـ«الولاء والبراء»، والمرجعية، وتطبيق الشريعة الإسلامية، والجزية، والمرأة، وغير ذلك من المفاهيم التى رسخت لدى هؤلاء القوم حتى أصبحت مبادئ اعتقادية لا تقبل الحوار أو المناقشة.
وقد اقتضى واجب الوقت ضرورة بعث روح التجديد فى تلك المفاهيم بتفنيدها وإرجاعها إلى سياجها الأخلاقى الذى ينشره الدين الإسلامى الحضارى عبر التاريخ، بعد أن ظلمها أولئك المرجفون، وظلموا بها.
وشدد ان من القضايا التى يوجب علينا واجب الوقت أن نتناولها ونفكر فيها جيدًا ثنائية «الثوابت والمتغيرات» أو بلغة الأصوليين والفقهاء: «القطعيات والظنيات»..وهذه قضية قد بينها العلماء السابقون بما لا يثير جدالا أو نزاعا يتسببان فى تمزيق أبناء الدولة الواحدة.