الخميس 2 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

علماء فى ذكرى «الحسين»: بدع الموالد مرفوضة

علماء فى ذكرى «الحسين»: بدع الموالد مرفوضة
علماء فى ذكرى «الحسين»: بدع الموالد مرفوضة




كتب - عمر حسن


بالأمس القريب، أحيا عشاق سيدنا الإمام الحسين - رضى الله عنه - ذكرى ميلاده فى أمسية متلألئة حضرها المئات، جاءوا من جميع أنحاء مصر خصيصا لهذه الليلة المباركة، مُتشحين بالشيلان الخُضر وعلى رءوسهم عمائم زاهية الألوان، تتمتم ألسنتهم بعبارات المديح لحفيد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وسط أجواء روحانية تناثرت نفحاتها فى جنبات المشهد الحسينى كافة، تحرسها رجال الشرطة الذين طوقوا الميدان حرصا على إتمام هذه الليلة التى سبق وأن تم إلغاؤها العام الماضى بسبب سوء الحالة الأمنية وخشية تسلل عناصر مثيرة للشغب داخل هذا العدد الضخم من عشاق الحسين كما يحبون أن يسموا أنفسهم.
وعند دخول مسجد الحسين فى هذا اليوم المزدحم تعقد حلقات الذكر والمديح فى كل ركن تتعالى أصواتهم لترجرج أرجاء الجامع، فالحلقة تضم قرابة عشرين رجلا فى الغالب أتوا من نفس الاقليم، والبعض يندمج فيغمض عينيه ويرفع يديه ويهز رأسه ويكشف عنها الشال الأبيض ليتغنى فى حب الحسين، وهناك أيضا قوم آخرون يستعدون لتناول الطعام ثم يحتسون الشاي، وهذا رجل يتلهف فى توزيع «الندر» الذى تعهد أن يوفيه اذا ما حقق الله له مراده، وذاك فتى يحمل زجاجات العطر على بوابة مدخل مقام سيدنا الحسين يسكب منها على أيدى الداخلين.
غرفة مقام الحسين وكما هو معروف مقسمة إلى جزءين، الأول خاص بالرجال والثانى بالنساء، وكلاهما يحمل نفس الحالة الروحانية الملتهبة، يحيط بمقام الدفن سور حديدي، هو الأكثر حظاً بين الحديد على الإطلاق، حيث يرتمى عليه الزائرون، ويتمسح به العاشقون، وإن اختلف مُرادهم، فهذا يبكى وهذا يصرخ، وهذه تتشنج وتهتف «مدد يا سيدنا»، وهذا العجوز يمد يده من بين الحديد لمحاولة لمس المقام الطاهر، كل هذا بخلاف الفتاوى الغريبة التى يمكنك أن تسمعها بالداخل، أصوات غريبة تنطلق ليس لها من الفهم موضع، الازدحام شديد والفوضى العارمة سيدة المشهد، لا وجود لأفراد ينظمون الدخول والخروج، والتهوية متواضعة، فتكاد تتنفس بصعوبة وسط هذا العدد الضخم الذى يصبح بدوره مجالا خصبا للسرقة، فلا نخفى سراً أن اللصوص والدجالين يفترشون بجوار المقام يتحسسون أثر ضحيتهم.
وعند انتهاء ليلة الاحتفال تجمهر المئات أمام المسرح، وتبدأ رائحة الحشيش تفوح وسط المحتفلين، ويتعالى التصفيق حتى طلوع الصباح، وهكذا تبقى الحال فى كل ذكرى لميلاد سيدنا الحسين، ولكن يبقى السؤال هنا عن جواز تلك الأفعال التى سبق تفصيلها سواء داخل حرم المسجد أو خارجه، وهل يجوز التمسح بالأضرحة؟
من جانبه أعرب الشيخ سالم عبد الجليل عن استيائه من انتهاج المسلمين لمثل هذه السلوكيات الخاطئة التى لا تمت للإسلام بصلة قائلا: «كل هذه الأفعال من تمسح بالضريح والصراخ بدون داع من أعمال المشركين ونهانا عنها الإسلام»، لافتا إلى أنه لا يجوز بأى حال من الأحوال الدعاء أمام القبور سواء لأهل البيت أو لغيرهم، حيث إن الدعاء يكون باتجاه القبلة فقط، لأن جلسة الداعى حول المقام ربما تكون معاكسة للقبلة فهذا المقام ليس كالكعبة المشرفة ولكل مقام مقال.
فى حين وجد الدكتور «أحمد كريمة» أستاذ الشريعة الإسلامية، أن جميع ما سبق سرده من أفعال وسلوكيات جزء من «فلكلور» شعبى وتراث درج على أدائه عوام الناس بغير علم، فيجب توعية من يتمسح بالضريح بأن النافع والضار هو الله فقط، مشيرا إلى أن تلك السلوكيات منتشرة فى أضرحة الصالحين وآل البيت فى جميع بلاد المسلمين.
و أكد كريمة فى تصريحاته لـ«روزاليوسف» أن التوسّل فى الدعاء بغير النبى محمد - صلى الله عليه وسلم - لا يجوز، وأن مغالاة البعض فى الدعاء خطأ غير مقبول يجب إصلاحه بالتوعية وليس بالتكفير والشدة قائلا: «أنا ضد تكفير هؤلاء الناس أو أفعالهم فهذا كلام السلفية، فهم يتبعون سياسة البتر ونحن نتبع سياسة المداواة، والمسلمون جميعا يعلمون أن مقاليد الأمور بيد الله وحده»، كما أوضح أن هذه الفعاليات التى تقام احتفالا بميلاد الحسين ما هى إلا سياحة داخلية، فالبعض قد يجئ من محافظة بعيدة ويفترش أمام المسجد ولا يدخله من الأساس ومن بينهم مسيحيون وشيوعيون أيضا وفق ما قال..واختتم كريمة حديثه تعليقا على مظاهر الاحتفال أمام ساحة المسجد قائلا: «أنا لاأذهب إلى الموالد نهائيا، فأنا عالم ومكانتى لا تسمح بالذهاب لأماكن يوجد بها رقص وطبل وشيشة».