«الموت» يحاصر الرضع ومرضى السكر فى «بنى سويف»
بنى سويف مصطفى عرفة
بنى سويف ـ مصطفى عرفة
تعانى محافظة بنى سويف نقصا حادا فى ألبان الأطفال والأنسولين بما يهدد حياة آلاف الأطفال ومرضى السكر بموت محقق، الأمر الذى دفع الأهإلي إلي إرسال العديد من الشكاوى لوزارة الصحة للمطالبة بسرعة التدخل لتوفير الألبان لإنقاذ أطفالهم من الموت المحقق، ناهيك عن تعرض مرضي السكر فى المحافظة لنوبات خطيرة نتيجة نقص الأنسولين المدعم.
يقول المرضي إن اعتمادهم على الأنسولين غير المدعم «خراب بيوت» خاصة أنهم من ذوى الدخول المحدودة والاغرب أن المرضى أجمعوا على أن اعتمادهم على الأنسولين المصرى سبب لهم التهابات ومضاعفات خطيرة.
وكشف مصدر مسئول بمستشفى التأمين الصحى أن هذه النوعية من حقن الأنسولين قد تم فرضها على مستشفيات التأمين الصحى بجميع محافظات الجمهورية، مؤكدا أن الأنسولين المصرى يحتاج إلي مزيد من الأبحاث والدراسات والتجارب لرفع كفاءته.
ويوضح محمد على حسن، موظف بالوحدة المحلية: وضعت زوجتى طفلة صغيرة تبلغ من العمر شهر ونصف الشهر وانقطعت عن رضاعة ثدى والدتها لضعف لبن الأم وبعد استشارة طبيب أطفال نصحنى باللبن الصناعى وكتب لى نوعية الألبان المدعمة «بيوميل – لاكتوجيل – فيبى ملك» عوضا لها عن الرضاعة الطبيعية، وعبثا حاولت الحصول على أى نوع.
ويتابع: وبعد التردد على الصيدليات رق لى أحد الصيادلة وأعطأنى عبوة واحدة بـ4 جنيهات انتهت فى 5 أيام فقط وكان لزاما على شراء الأنواع غير المدعمة والعبوة الواحدة تصل إلي 50 جنيهًا، وبالطبع كان إطعام ابنتي فلذة كبدي مقدمًا علي طعامي وزوجتي.
وتقول نادية عبد الله: أرضعت طفلى لبنا صناعيا من الصيدليات نظرا لأن صحتي الخاصة لا تسمح لى بالرضاعة الطبيعة وكأن فى السابق اللبن المدعم متوافر بعض الشىء بقيمة 3 جنيهات فقط ومع إنجاب طفلى الثالث بدأت رحلة عذابى أنا وزوجى وأبى فى البحث عن اللبن المدعم المختفى تماما من الصيدليات.
وتنوه إلي أنه عندما توجه زوجها إلي إدارة الصيادلة أخطروه أن كل صيدلية ببنى سويف مخصص لها 12 علبة لبن مدعم مختلفة وهذه كمية قليلة جدا لا تكفى الاقبال الشديد من الأطفال الرضع، لافتين إلي أنهم تقدموا بشكاوى عديدة لوزارة الصحة لزيادة حصة المحافظة من الألبان المدعمة الثابتة منذ 10 سنوات ونأمل فى وزير الصحة الجديد الاستجابة الفورية.
أشارت منال عبدالعظيم إلي أن زوجها كان يطوف يوميا على صيدليات المدينة ويطلب من اصدقائه وأهله البحث فى صيدليات المركز والقرى لتوفير عبوة أو عبوتين لكن دون جدوى ما اضطرها إلي استخدام ألبان صناعية أخرى، ناهيك عن أن طفلها دخل شهره الخامس وبدأت فى إطعامه عن طريق الفم، قائلة: «كلها شهرين ثلاثة ونفوق من الكابوس ده».
وتؤكد سناء حسين، مدرسة: منذ وضعت طفلى وهو لا يتناول إلا اللبن الصناعى الذى يندر وجوده فى الصيدليات ولا بد من المحسوبيات والمعارف حتى نستطيع الحصول على هذا النوع المدعم الذى يبلغ ثمنه 3 جنيهات فقط وطفلى عندما يستخدم أى نوع آخر يصاب بنزلة معوية حادة، ما اضطرنى إلي اللجوء للحليب البقرى مع تخفيفه بالماء لسد جوع طفلي.
ويقول أحمد.ت، عامل بإحدى الصيدليات: يوميا يتردد العشرات لطلب عبوة من اللبن المدعم وبعضهم يبكى ويتوسل خاصة السيدات لكن لدى تعليمات صارمة من صاحب الصيدلية بإنكار وجود أى عبوة، منوها إلي أن هناك بعض الصيدليات تبيع الألبان المدعمة بأسعار تصل إلي 80 جنيهًا لأصحاب مصانع الحلويات.
ويضيف الدكتور جمال حسين، صيدلي: هناك البعض يحتكرون الألبان المدعمة لأقربائهم ومعارفهم وهناك سماسرة معروفون يقومون بجمع كميات شهرية لبيعها فى السوق السوداء بأسعار مرتفعة مطالبا بتقنين توزيع وبيع الألبان المدعمة عن طريق شهادات الميلاد للأطفال الرضع.
ويشير محمد عزمى، صيدلي، إلي أن هناك مشكلة أكثر خطورة تعانى منها الصيدليات وهى عدم توافر الأنسولين «ماكس ترد» الذى يستخدمه مرضى السكر وسعر العبوة منه 6.25 قرش «40 وحدة» والبديل الأقرب إليه فى السعر بـ32 جنيها وموجود بكميات نادرة جدا.
ويكشف محمد عطية، بالمعاش، أن اختفاء الأنسولين المدعم من الصيدليات والمستشفيات الحكومية والتأمين الصحى سبب له التهابات ومضاعفات خطيرة.
أما السيدة عزيزة حمدى، 67 سنة، مدرسة بالمعاش مصابة بمرض السكر منذ 20 عاما وكانت تتعاطى الأنسولين المدعم وبعد اختفائه كادت تفقد حياتها بعد أن أخذت الأنسولين مصرى دخلت فى غيبوبة وحجزت فى العناية المركزة 20 يوما واضطرت إلي العلاج بهيمولين آر ب 90 خرطوش تتعاطى 7 خراطيش شهريا والأنتوس بـ600 جنيه ما يكبدها مبالغ طائلة شهريا.