الإثنين 6 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

مغازلة الفتيات تغلق معديات «ببا» وتشرد المواطنين

مغازلة الفتيات تغلق معديات «ببا» وتشرد المواطنين
مغازلة الفتيات تغلق معديات «ببا» وتشرد المواطنين




بنى سويف - مصطفى عرفة

تعطل معديات النيل ببنى سويف يحاصر نحو50 ألف مواطن من أهالى قرى شرق النيل بمركز ببا، ويمنع الموظفين والطلاب والمزارعين من الوصول لوظائفهم ومدارسهم وحقولهم، ناهيك أنه يحول بين وصول الجنازات إلى المقابر الكائنة شرق النيل، واجبارهم على السفر ما يزيد على 60 كيلوا متر لتشييعهم الجثمان إلى مثواه الأخير.
تفقدت «روزاليوسف» المعديات.. وانتقلت إلى شرق النيل لترصد معاناة الأهالى التى أصبحت شبحا يطاردهم.
يقول الحاج كمال عباس، من أهالى قرية غياضة الشرقية: توجد 3 معديات نهرية تقع بقرية كفر ناصر التابعة لمركز ببا تنقل أكثر من 50 ألف نسمة من أهالى قرى المركز بين ضفتى النهر، وتساهم فى نقل السلع الاستراتيجية، وتوقفوا لأسباب متعددة فأحدها ملك الوحدة المحلية ومع وقوع كارثة غرق عبارة الوراق تقرر إيقافها فورا بحجة الصيانة، أما المعديتين فتابعتين للأهالى وتم إيقافهما أيضا فور نشوب خلاف بين سكان قريتى كفر ناصر وغياضة الشرقية بسبب الإصرار على عدم دفع أجرة العبور بحجة أن المعديتين ترسوان على أرض ملك أهالى كفر ناصر.
ويتابع: وكان يتم أيضا من خلالها معاكسة فتيات وسيدات غياضة ما تسبب فى اندلاع معركة بالشوم والعصى والسلاح الأبيض وكادت تحدث كارثة لولا تدخل أهالى القرى المجاورة ونتج عنها توقف عمل المعديتين، وأصبحنا نعيش فى سجن مفتوح وفرض علينا العزلة والحصار وبدلا من أن نوفر احتياجاتنا من السلع الغذائية والتموينية فى أقل من ساعة نضطر إلى السفر بالسيارات عبر الطريق الصحراوى الشرقى إلى مدينة بنى سويف التى تبعد 30 كيلو مترًا لتوفير احتياجاتنا اليومية.
ويشير المهندس عبدالله عبدالعظيم، إلى أن توقف المعديات تسبب فى إهمال المزارعين لحقولهم الواقعة غرب النيل، حيث لا توجد وسيلة أخرى للوصول إلى بندر ببا سوى المعديات، قائلا: وعبثا حاولنا الاتصال بالمسئولين فى الوحدة المحلية ومناشدة مركز شرطة ببا بتأمين سير المعديتين رحمة بنا لكن دون جدوي، ولا نعرف إلى متى سوف نعانى من العزلة الإجبارية المفروضة علينا.
ويلفت محمد محمود، مزارع، إلى أن المعديتين تخدمان نحو50 ألف نسمة هم سكان قرى «الجزيرة الشرقية ـ غياضة الشرقية ـ جبل النور ـ بنى خليل ـ أبو شديد»، ناهيك أن النجوع والنزلة والمطرانة وعزب تركى وحمودى والدهايبة والزارة والعجرة والمضل وبنى عقبة جميع سكانهم أيضا مرتبطون بالشاطىء الغربى للنيل ولا توجد أى وسيلة نقل سوى المعديات.
وينوه محمود: ومن يريد الذهاب إلى مقر عمله أوحقله أو مدرسته فعليه السفر 30 كيلو مترًا إلى بنى سويف وعبور كوبرى النيل إلى موقف محى الدين ثم السفر إلى مدينة ببا عبر الطريق الزراعى فى رحلة تستغرق ساعتين على الأقل والعودة من نفس الطريق إلى منازلنا، مستطردا: «شفتوا المر اللى احنا فيه بسبب أهالى كفر ناصر الذين قاموا بالتعدى على المرسى التابع لأملاك الدولة ببناء المنازل والمقاهى والمحال التجارية، وما يزيد الطين بله إنهم عاوزين يركبوا ببلاش ويفرضون إتاوات ويعاكسون السيدات والفتيات وهو ما أثار حفيظة أهالى الشرق».
ويرى المزارع أن الحل يتمثل فى نقل المرسى جنوبا بمسافة 150 مترًا فقط خارج الكتلة السكنية وهى منطقة أملاك دولة لكنها بعيدة تماما عن المنازل ولن نحتاج إلى اختراق قرية كفر ناصر طوليا للوصول إلى أول الطريق الزراعى على بعد 2 كيلو متر من مدينة ببا.
ويقول محمد عباس، قائد إحدى المعديات، إنه يتم نقل أكثر من 50 ألف شخص يوميا بين ضفتى النيل، فضلا عن نقل سيارات الرمل والزلط من محاجر شرق النيل، علاوة على نقل الموتى أيضا من غرب ببا إلى المدافن بالشرق، كل ذلك توقف تماما وتضطر الجنائز إلى السفر بالسيارات فى رحلة شاقة تستغرق 6 ساعات، منوها إلى أن غلق المعديتين يهدد بتشريد 30 أسرة مكونين من نحو 200 شخص.
من جانبه أكد المحاسب محمود المغربى، أنه التقى محمد مرسى، عمدة قرية كفر ناصر، فى حضور القيادات الأمنية والشعبية بمركز ببا واتفق على إعادة تشغيل المعديتين خلال يومين على الأكثر وسوف يتم تعيين أفراد شرطة وخفراء لتأمين سير المعديتين، مؤكدا أن معدية الوحدة المحلية تم نقلها إلى الترسانة البحرية فى القاهرة لإجراء صيانة شاملة بها، لافتا إلى أنه سينقل مقترح الأهالى بنقل المرسى للمستشار محمد سليم، محافظ بنى سويف.