الأربعاء 8 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

وفاء شهاب الدين: كتاباتى صرخة فى وجه الظلم

وفاء شهاب الدين: كتاباتى صرخة فى وجه الظلم
وفاء شهاب الدين: كتاباتى صرخة فى وجه الظلم




حوار – خالد بيومى

وفاء شهاب الدين كاتبة مهمومة بالإنسان، شغوفة بالشأن الثقافى الخاص والعام، خاضت تجربة الكتابة بقلب أنثى محبة للرومانسية، دخلت  عالم الكتابة والإبداع عن حب وعشق.. حملت على عاتقها مسئولية أن تكون مبدعة دائما ولهذا فهى لا تكتب سوى ما تقتنع بأنه مميز وجديد، تكتب الشعر والقصة والرواية وقد صدر لها العديد من الأعمال الأدبية التى لاقت استحسانا كبيراً منها رواية «مهرة بلا فارس» بطبعتيها الأولى والثانية ورواية «نصف خائنة» و «سيدة القمر» و«تاج الجنيات» والمجموعة القصصية الجريئة «رجال للحب فقط» ورواية «طوفان اللوتس» ثم رواية «تذكر دوما أننى أحبك» ومجموعة «سندريللا حافية» والتى حصلت بها على المركز الثانى فى إحدى جوائز اتحاد الكتاب.. عن رواياتها وأفكارها كان حوارنا معها فإلى نصه:

 ■  كيف تنظرين للحب فى كتابك «رجال للحب فقط»، هل تقصدين أن علاقات المرأة مع الرجال بعضها للحب وبعضها لأشياء أخرى؟ وهل هناك وصفة لحب مثالى فى كتاباتك؟
- «فى رجال للحب فقط» أبرزت إحدى القصص مدى مظلومية الرجال فى العلاقات العاطفية والتى تمسك بزمامها النساء، رغم أننى هوجمت كثيراً بسبب ذلك العنوان واعتبره البعض إعلان حرب على كل الرجال ولكننى وإلى الآن أدعوهم لقراءة المجموعة والتى تحمل عددًا كبيرًا من القصص وزعت أدوارها بالتساوى فلم أظلم رجل ولم أغبن امرأة، غالبا ما اكتب عن الحب المثالى فى رواياتى وهو الحب الذى يبذل فيه الطرفان كل ما يستطيعان من وفاء وولاء وتضحية وفى النهاية يقول القدر كلمته إما بالفراق وإما بالاجتماع إلى الأبد.
 ■  ماذا عن روايتك «طوفان اللوتس»؟ حدثينا عن أجواء الرواية وما يميزها عن غيرها من كتاباتك؟
- هى أرق وأرقى وأجمل ما كتبت، رفضت نشرها لقرابة الثلاثة أعوام إلى أن منحتها لمجموعة النيل العربية والتى قدمتها بشكل يليق فحازت محبة القراء وإعجابهم لتصبح من أكثر الكتب مبيعا فى مجموعة النيل والتى رشحتها لجائزة البوكر، تمزج الرواية بين الروح الحضرية والريفية بين عالم المدن المليء بالكتل الخرسانية وعالم الريف المليء بالخضرة والماء والجمال، تمزج بين الروح العصرية وبين روح المصريين القدماء والتى تتمثل فى الملك الفرعونى «حور» والذى أتى من خلف العصور ليستعيد زوجته وحب حياته الملكة «نفر» والتى تعيش الآن فى صورة فتاة عصرية وتدور كل الأحداث المبهرة لتنتهى نهاية غير متوقعة.
 ■  فى روايتك «تذكر دوما أننى أحبك» رومانسية بالغة مالذى دفعك لكتابتها؟ وكيف نقلت مشاعر الرجل والمرأة من ناحية عاطفية؟
- فى الحقيقة لم تكن «تذكر دوما أننى أحبك» روايتى الرومانسية الوحيدة فأنا منذ كتبت كلماتى الأولى كنت أكتب الرومانسية فقط اخترت لهذه الرواية عنوانا ناعماً لأنى سئمت جنوح معظم الروائيين الشباب إلى الأسماء الغريبة والتى تهدد بفقداننا لهويتنا العربية، مسألة نقل المشاعر مسألة شديدة التعقيد فى ظاهرها لكنها بسيطة لدى موهبة نفثها الله عز وجل بمخيلتى إن أردت التعبير عن رجل تسكننى بلحظتها مشاعر الرجل وإن أردت التعبير عن امرأة فالأمر ليس بصعب جداً، كل من الرجل والمرأة يحمل جزءا من الشر يتمثل فى النكران، نظلم إن حصرنا تلك الصفات الإنسانية فى جنس واحد لأن تركيبة البشر النفسية متشابهة جدا من الداخل تختلف فقط باختلاف التربية والمجتمع.
 ■  تناولت الأنثى فى قصصك على أنها مظلومة ومضطهدة فى الحب والحياة والعمل؟ فماذا تريدين إيصاله من رسائل لها وللمجتمع؟
- الأنثى فى رواياتى قوية مبدعة منتجة رومانسية تجتاحها المشكلات الاجتماعية والتى نجمت عن نظرة متدنية للمرأة فألقت بشبكها عليها لتتحول من كائن مبدع منتج حساس إلى أطلال إنسان، كتاباتى صرخة فى وجه الظلم وابتسامة عرفان لكن من يقدر معاناة الطرف الأجمل فى كل علاقة إنسانية، فى كتاباتى أنتقد المرأة التى تتخلى عن دورها فى إمتاع العالم وتعليمه وأربت على كتف كل من يقف بجوارها لتحصل على حقوقها المشروعة والتى صودرت باسم العيب والحرام.
 ■  يقال أن الحياة كلها لا تكفى للحظة حب,إذن أين الحب من حياتنا نحن الشرقيين؟
- الحب موجود ولكنه كلؤلؤة بباطن البحر تجهد من يرغب فى التحلى بها، صعب أن تميزه وسط هذا الكم من اللآلىء المصطنعة ومن يستطيع العثور عليه فينبغى له أن يحصل على ألف عمر فوق عمره حتى يتحصل روعة لحظة واحدة يشعر فيها بالحب. الحب حياة...بل ألف الف حياة.
 ■  من يقرأ كتابك  «مهرة» فكأنما يتصفح عناوين عريضة من حياتك بكل تفاصيلها وأسرارها؟ حدثينا عن تلك العناوين وماهو سرّ بوحك بها؟
- أبتسم دوما حين أواجه بهذا السؤال فقد تعرضت له من صحفيين من معظم الجنسيات العربية تقريباً وكأنما عاشوا معى فى تلك الرواية يوما بيوم ولحظة بلحظة  إلى الحد الذى سألنى فيه البعض  هل أجريت جراحات تجميلية مثل مهرة؟ وقلتها كثيراً مهرة بلا فارس تشبهنى كثيرا فى الظروف وملابسات الحياة ومشكلاتها هى مبدعة وقوية وجريئة لكنها حين الحب تفقد كل جسارتها وتتحول إلى قطة ناعمة صغيرة تستكين على ذراع من تحب وحين يغدر تتحول إلى نمرة لتثأر وفى النهاية يتغلب الحب.. لم يسعدنى القدر إلى الآن بقصة تشبه مهرة لأن حياتى الحقيقية لا يمكن البوح بها ليس لأننى لا أمتلك الجرأة ولكننى عشت حياة عادية لا تستحق التوثيق.
 ■  ما رأيك بدور النشر فى مصر والوطن العربى.. صفى لنا تجربتك خاصة أنك عملتى من قبل كمدير للدعاية والتسويق بعدد منها؟
- فى الواقع لدى تجارب كثيرة مع دور النشر المختلفة، فقد عانيت كثيرا من عدم الالتزام بشروط التعاقد وعدم الاهتمام ولكننى آليت على نفسى ألا أتعامل إلا مع دار النشر التى تقدرنى وتقدر ما أقدم.
 ■  فى كتاباتك نجد للمرأة شخصية واضحة وظاهرة لكنها شخصية متناقضة قليلاً..تكون فى مواقف الحب شديدة الرقة والنعومة وفى أوقات الغضب إعصاراً من نار.. ما مدى قرب تلك الشخصية من شخصيتك الحقيقية؟
- فى الواقع أنا لا أجد ذلك تناقضاً على طول الخط فالمرأة مخلوق ناعم رقيق خلقه الله سبحانه وتعالى مكافأة للبشر، وهو كائن مليء بالعواطف التى تظهر دوما فى صورة انفعال سواء عاطفة أو غضب أو حنان، القلب هنا هو ما يتحكم والقلب سلطان لا يعترف بالوسطية ولا يستطيع إرضاء كل الأطراف.. وأنا امرأة ككل النساء لكننى شديدة التأثر والحساسية، أغضب، أحزن وأفرح لكن فى الواقع لا أستطيع التعبير عن انفعالاتى كما تعبر بطلات رواياتى فأنا أتحرر على الورق وأفعل ما أريد بلا رقيب، أقول ما لا أستطيع قوله فى الواقع.
 ■  أخيرا ما هو جديدك؟
- أنا متوقفة حاليا عن إصدار عمل جديد ذلك لأننى أصدرت فى معرض الكتاب السابق رواية «تذكر دوما أننى أحبك» الصادرة عن مؤسسة غراب للنشر ومجموعة «سندريللا حافية» الصادرة عن دار أكتب للنشر وكذلك لان اكتب تعيد طباعة أعمالى بصورة مختلفة فقد طرحت بالمعرض الماضى طبعة ثانية لرجال للحب فقط ونصف خائنة وستطبع طبعة ثالثة لرجال للحب فقط ومهرة بلا فارس وطبعة ثانية لتاج الجنيات لذا قررت التوقف لالتقاط الأنفاس وإعادة ترتيب أولوياتى.