الأحد 5 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

جولدا مائير لم تكن الأخيرة

جولدا مائير لم تكن الأخيرة
جولدا مائير لم تكن الأخيرة




يكتب: رشاد كامل
ما أكثر الممنوعات والمحظورات فى إسرائيل التى تزعم ليلاً نهارًا إنها واحة الديمقراطية فى الشرق الأوسط!!
أما أكثر الممنوعات والمحظورات غرابة فهى فى مناهج التعليم التى يدرسها الطلبة الإسرائيليون، فقد منعت وزارة التعليم هناك إدراج رواية عاطفية اسمها «جدار حى» تحكى قصة حب بين فلسطينى وإسرائيلية، الرواية صدرت قبل عام ونصف العام للكاتبة «دوريت رابينيان»، وملخص الرواية الممنوعة عندما تقع مترجمة إسرائيلية فى حب فنان فلسطينى، عندما كانا فى نيويورك، ثم يعود كل منهما إلى بلدته، تعود هى إلى تل أبيب ويعود هو إلى مدينة رام الله، وجاء سبب المنع والرفض أن الرواية تشجع على الاختلاط بين اليهود والفلسطينيين وفى هذا تهديد للهوية اليهودية».
جاء تعليق المؤلفة: «أنا مصدومة وهذا شىء مثير للسخرية»، وهاجمت الأقلام اليسارية هذا القرار ووصفته بأنه يوم أسود فى تاريخ الأدب العبرى وقالت إحدى نائبات الكنيست: «لقد أصبحت الرقابة عندنا عنصرية هدفها تنشئة جيل عنصرى ومنغلق لا يرى العرب كبشر أو لا يراهم بتاتًا».
الضجة حول هذه الرواية العاطفية، رغم أن أحداثها خيالية كأية رواية أعادت إلى ذاكرتى قصة عشق وحب حقيقية بين «جولدا مائير» رئيسة الوزراء الإسرائيلية الشهيرة وبين شاب لبنانى فلسطينى اسمه «البير فرعون» وكان عاشقًا للخيول، تفاصيل قصة الحب التى استمرت من سنة 1929 إلى 1933، كتبها الروائى اللبنانى الأصل «سليم نصيب» بعنوان «العشيق الفلسطينى» وصدرت ترجمتها العربية عام 2010 أى منذ خمسة أعوام، أما من أزاح الستار عن قصة الحب فهو أحد أحفاد العاشق العربى «البير فرعون» واسمه فؤاد الخورى الذى يقول: «إن بطل القصة كان يعيش فى لبنان وينحدر من عائلة فلسطينية، عشق تربية الخيول، ومن حين لآخر كان يعود إلى مسقط رأسه فى مدينة «حيفا» الفلسطينية، وبعد فترة تخلى عن زوجته وولديه ثم استقر نهائيًا فى «حيفا».
وفوجئ بطل القصة البير فرعون بتلقيه دعوة من المندوب السامى البريطانى للاحتفال بعيد ميلاد ملك بريطانيا، فقرر قبول الدعوة وهناك تعرف على الشابة «جولدا مائير»، وسرعان ما نشأت علاقة حب بينهما، وسرعان ما يفتضح أمر هذه العلاقة.
ظلت العلاقة حوالى خمس سنوات تلقت بعدها «جولدا مائير» تكليفًا من الحركة الصهيونية بالسفر إلى الولايات المتحدة لتنهى هذه القصة. والمثير أن «جولدا مائير» لم تنكر هذه القصة بل كتبت فى أوراقها الخاصة والتى أعيد نشرها بعد سنوات تقول: «كنت أحاول أن أخفى علاقتى بالبير فرعون تمامًا فهو عربى فلسطينى ولو اكتشفت المنظمة والحركة الصهيونية أمر تلك العلاقة لطردتنى وعاقبتنى على الفور، لأن ذلك أمر ضد المبادئ الصهيونية، ولذلك كنت أنا من يقوم بتحديد مواعيدنا!!».
ورغم انتهاء القصة فقد ترددت «جولدا مائير» على العشيق الفلسطينى عدة مرات بعد ذلك!! ولا توجد تفاصيل أكثر من هذا!!
ووجدتنى أعود إلى مذكرات «جولدا مائير» «حياتى» والتى تم ترجمتها للعربية فى الثمانينيات من القرن الماضى بعنوان «الحقد» ولم أجد بطبيعة الحال سطرًا واحدًا عن هذه الحكاية العاطفية، لكننى توقفت أمام واقعة مثيرة ترويها على النحو التالى:
«خلال استلامى منصب وزير الخارجية، زرت هيئة الأمم المتحدة مرارًا، كنت هناك مرة كل سنة لأرأس وفدًا إسرائيليًا فى الجمعية العامة، ولم تمر زيارة لى دون محاولة الاتصال بالعرب بأية وسيلة ولم أنجح  مرة واحدة!
أذكر إننى رأيت الرئيس «عبدالناصر» مرة هناك، وفكرت ماذا سيحصل لو ذهبت إليه وتحدثت معه (!!) لكننا كنا الاثنان محاطين بالحراس والمرافقين!!».
ولم يتحقق أمل «جولدا مائير» بلقاء الرئيس جمال عبدالناصر لكنها وفى نوفمبر 1977 التقت بالرئيس السادات وجهًا لوجه وتلك حكاية أخرى!!