السبت 4 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

كلام فى فساد «أبوعيطة»!

كلام فى فساد «أبوعيطة»!
كلام فى فساد «أبوعيطة»!




وليد طوغان  يكتب:


نشرت الصحف تصالح الوزير السابق كمال أبوعيطة مع الكسب غير المشروع، ولم يتكلم أحد، لم تنُصب المشانق، ولم تعلق الفلكة لضرب السمعة والحديث عن الفساد الذى وصل للركب.
لم يذّكر أحد أبوعيطة وزير الثورة والمناضل القديم بالحفلات والمؤتمرات التى قطع فيها نفسه وهدومه، مستنكرا جهود تشويهه مع رموز النضال، ونافيا محاولات النيل من سمعته التى مثل البفتة البيضاء.
طلعت بفتة بيضاء بدكة ومر تصالح أبوعيطة فى السُكتم بكتُم، فى الوقت الذى بينما فضحت الصحافة ومواقع التواصل، وبرامج التوك شو كثيرا من قيادات الداخلية فى عهد حبيب العادلى. لوثتهم ومسحت بتاريخهم الأرض، وظلمتهم، لمجرد انهم قيادات فى عهد العادلى.
قالت الصحافة إن قيادات فى عهد العادلى ردوا ملايين استولوا عليها بغير وجه حق فى ما سمى بقضية فساد الداخلية، قامت الدنيا على العادلى وقيادات العادلى، انتشرت القصص، وكثرت الحكايات، على مواقع التواصل قالك: شفتوا الداخلية؟ شوفتوا تجذر الفساد؟
بعد ساعات تبين أن الأخبار فشنك، وأن المولد أغلبه على فاشوش. قاضى التحقيق قال إنه لم يتكلم للصحافة، وتبين أن معظم ما نشر ليس صحيحا، ولا حقيقيا.
العميد علاء محمود نفى ما نشر عن رده ملايين للتصالح، ابنة اللواء حمدى عبدالكريم قالت إن والدها مات، فلا رد شيئا قبل وفاته، ولا طلبه قاضى التحقيق من الأساس، لو كان لدى الراحل اللواء عبدالكريم شىء كان رده الورثة، ولو كان فى رقبته رحمه الله دين، كان التحفظ على تركته، وما آل لأولاده وارد، لكن لا هذا حدث، ولا مات الراجل المحترم، طيب السمعة والخلق، مديونا ولا حرامى.
رحمه الله اللواء عبدالكريم الجميع يذكره بكل الخير، العميد علاء محمود مدير الاعلام فى الداخلية أيضا، أمضى تاريخه بسمعة طيبة فى الوزارة، خدم اللواء عبد الكريم عشرات السنوات، وتلميذه العميد علاء محمود أيضا، لكن فى الهيصة أشاعوا عنهما ما لم يحدث.. بعضهم حاول تجريسهم، ومرمطة سمعتهم فى التراب، بينما تصالح كمال أبوعيطة، الوزير الثورى المدان، درءا للمحاكمة.. مر مرور الكرام!
المعنى أن عندنا خيار وفاقوس حتى فى الفساد، المحسوبية تلاحقنا حتى فى العمل الرضى. للآن مازالت عيون البعض لا ترى من ضباب رغباتهم الانتقامية، بينما عيون كثيرين منا اعمتهم انتقاميتهم الثورية، والنتيجة يستمر أبوعيطة بصفحة أنظف من قطنة أبلة نظيفة، مع أنه مدان، بينما يدّق ألف مسمار فى نعوش مسبقة التجهيز لأبرياء، حسب الهوى باسم الثورة تارة، ونحررة من سطوة الفساد تارة أخرى.
الانتقائية فساد. استمرار التكسب بالسمعة الثورية حتى الآن مصيبة، الخيار والفاقوس والمحسوبية فى التعاطى ناقوس خطر وأجراس إنذار.
التعامل مع الفساد بالأهواء، وتصنيفه بالحقبة، واثباته بالنية والشبهة كارثة اجتماعية لو تعلمون. مشاكلنا حتى الآن اجتماعية، لا هى سياسية، ولا هى اقتصاد، أزمتنا فى تغليفنا بعض الشخصيات بسلوفان براق كأغلفة البطاطس المقلية، وشيكولاتة الأطفال.
متى نقول إننا بدأنا فى حرب الفساد فعلا؟ نقول هذا عندما ترتفع الحُجب الاجتماعية عن الجميع، فلا يبقى إلا القانون، والوقائع والشواهد والأدلة، ادانة أبوعيطة توجب علينا التوقف لاعادة الحسابات، إدانة زائفة لقيادة شرطية شريفة مثل الراحل اللواء حمدى عبدالكريم توجب علينا وقفة أخرى.
لو أردنا محاربة الفساد علينا محاسبة الجميع، من سبق وأفسد، ومن ثار على الفساد، رغبة فى فرصة للفساد!