الأحد 5 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

«الفن ميدان» يتضامن مع ثورة سوريا ويستضيف أعمال لؤى كيالى




 
 

 
تضامنت احتفالية «الفن ميدان» لهذا الشهر مع الثورة السورية، ومحنة الشعب السورى ضد المجازر الوحشية التى يتعرض لها من قبل نظام الأسد، حيث استقبلت المنصة عددا من الشعراء والأدباء السوريين وكذلك عرض أفلام سورية، إضافة لمعرض للرسوم الكاريكاتيرية للفنان السورى على فرزات، فى تقليد جديد بدأته «الفن ميدان» هذا الشهر وهو معرض استيعادى لفنان من الفنانين العرب، ليبدأ بالفنان السورى الراحل لؤى كيالى الذى بدأ مشواره الفنى عام 1945، الذى تجلت موهبته أثناء دراسته للرسم بأكاديمية الفنون الجميلة بروما حيث أوفدته وزارة المعارف السورية عام 1956.

 
تعرض معرضه السابع «فى سبيل القضية» الذى طافت لوحاته الثلاثون التى نفذها بخامة الفحم  محافظات سوريا لهجمات كثيرة من النقاد والصحفيين، فاستاء ومزّق فى أعقاب المعرض أغلب لوحاته وتوقف عن الرسم، وأصيب إثر ذلك باكتئاب شديد فانقطع عن التدريس والرسم معتكفاً سنة كاملة فى بيته بحيّ العفيف فى دمشق، ليغادره إلى حلب 1968، إلا أنه استأنف التدريس متخلصا من اكتئابه فى 1969 لكنه ما لبث أن عاد لاكتئابه إثر وفاة والده وعولج نفسيا وبدأ الرسم مجددا إنما من منزله بحلب بعد إحالته للتقاعد نتيجة حالته الصحية المعتلة، التى لم تمنعه من إقامة اثنى عشر معرضا ليعتزل الناس فى 1978 حتى وفاته بالمستشفى العسكرى فى ديسمبر 1978 الذى نقل إليها إثر احتراقه وهو نائم بسبب السيجارة التى نسيها بيده مشتعلة ونام مستلقيا على ظهره، ظن البعض أنه قد كان يريد الانتحار، لكنه أكد لصديقه أنور محمد الذى رزمه فى أيامه الأخيرة أنه لم ينتحر وأن ما حدث كان قضاء وقدرا.

 
اهتم كيالى خلال رحلته بتصوير المعاناة الإنسانية وانشغل بالقضية الفلسطينية  التى كانت ملحة عليه للدرجة التى صنعت منه إنساناً مرتبكاً متوجساً سوداوى النظرة إلى كل ما حوله، وقد أدى ذلك إلى رسم لوحات، تعبر عن بؤس الإنسان ووحشته وغرقه فى فردية مميتة، حتى المرأة فى لوحاته كان يعبر عنها فى أقصى درجات القوة والعفة، فكأنه كان يعبر فى رسومه عن نفسه وكانت نهايته  ذروة التراجيديا التى عاشها خلال حياته القصيرة التى امتدت إلى أربع وأربعين سنة.