الثلاثاء 5 نوفمبر 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

انفراد تفاصيل «المخطط الأمريكى» لإسقاط النظامين «السورى والليبى» بالتعاون مع مقاتلى القاعدة!

انفراد تفاصيل «المخطط الأمريكى» لإسقاط النظامين «السورى والليبى» بالتعاون مع مقاتلى القاعدة!
انفراد تفاصيل «المخطط الأمريكى» لإسقاط النظامين «السورى والليبى» بالتعاون مع مقاتلى القاعدة!




دراسة يكتبها: هاني عبدالله

بالتزامن مع ما اصطلح على تسميته إعلاميًّا بـ«ثورات الربيع العربى» فى العام 2011م، بدا العديد من التقاطعات «السياسية» داخل الشارع العربى «مُلغزًا» على الفهم، إذ شهدت «المنطقة» إلى جوار «الانتفاضات العربية» صعودًا ملحوظًا لتيارات «العنف الديني» بمختلف توجهاتها، وتنظيماتها.
وفيما تصدر المشهد «سياسيًّا» – بشكل عام – تيار «الإسلام السياسي»، فى أعقاب الإطاحة بعدد من «النظم» الحاكمة، بمنطقة الشرق الأوسط، وشمال إفريقيا (M.E.N.A)، بدت عمليات إعادة تمركز «حركات العنف الديني» (السلفية الجهادية) داخل المنطقة نفسها، واضحة للعيان، بشكلٍ بدا «مباغتًا»، وقتئذ.
إذ شهدت تلك الفترة، «نزوحًا» مباشرًا لعدد من عناصر «تنظيم القاعدة» بكل من مصر (سيناء).. وليبيا، وبعض الدول المجاورة لها بمنطقة «الشمال الإفريقي».. فضلاً عن تدشين وجودها (أي: وجود عناصر السلفية الجهادية)، إلى حدٍّ بعيد، داخل «المنطقة الحدودية» المنحصرة بين كل من: سوريا، والعراق.


وفى حين لم تغب تداعيات «إعادة التمركز» تلك عن تقديرات «أجهزة الاستخبارات الأمريكية»، منذ اللحظات الأولى لانطلاق شرارة «الانتفاضات العربية».. كان أن ألقت «دراسة أمنية» أمريكية، تمت كتابتها فى منتصف العام 2011م، مزيدًا من الضوء على بعض جوانب «إعادة الانتشار» تلك، داخل المنطقة العربية.. وهى «دراسة حالة» أعدها مركز (CSIS) للدراسات الدولية والاستراتيجية عن «القاعدة بالعراق» (1).. إذ انتهت تلك الدراسة بعبارة، تقول: (إن إزاحة «الأنظمة الأوتوقراطية»، مع سجل القمع «المحلي» لتلك الجماعات الإرهابية – أبرزها نظام «مبارك» فى مصر – يمكن أن يحول تركيز التنظيمات، التابعة لـ«القاعدة» بعيدًا عن العراق، لا سيما فى ضوء عدم وجود دعم شعبى لها فى «بغداد»، ونظرًا للأهمية التاريخية لـ«مصر» بالنسبة للحركة الجهادية).
مع توالى الأحداث داخل «المنطقة العربية»، بدا – تدريجيًّا – أن هناك برنامجًا أمريكيًّا «واضحًا» للارتباط وقوى الإسلام السياسي، وتصعيدها على رأس السلطة بمنطقة الشرق الأوسط، وشمال إفريقيا (M.E.N.A).. وهى تفاصيل حرصنا على توثيقها، عبر 5 سنوات خلت (2)، إذ كان يستهدف البرنامج – فى المقام الأول – إيجاد «حلفاء جدد» من ذوى الخلفيات الإسلامية، على رأس السلطة بتلك المنطقة (جماعة «الإخوان» نموذجًا)؛ للعمل كـ«عنصر جذب» للعناصر المتطرفة، بعيدًا عن العمقين: «الأوروبي، والأمريكي».
ووفقًا لما نمتلكه من معلومات؛ أخذت استراتيجيات هذا «البرنامج» طريقها للتنفيذ، فى أعقاب أحداث 11 سبتمبر مباشرةً.. ووفقًا للمعلومات، أيضًا.. لم تكن جماعة «الإخوان» فى مصر، وفروعها الدولية، بمعزل عن تنسيق «جهودها» والإدارة الأمريكية، فى هذا السياق.. ففى سبتمبر من العام 2009م، وفى أعقاب عدة مواجهات «صعبة» مع نظام مبارك؛ كان أن ألقت الأزمات الداخلية لجماعة «الإخوان» فى مصر، بظلالها على «تنظيم الجماعة الدولي».. ومن ثمَّ؛ كانت الجماعة - التى مرّت، وقتئذ، بظروف «تنظيمية» حرجة - تُعانى «نسبيًّا»، على خلفية بعض المطالب «القياديّة» – نسبةً إلى قيادات تنظيمها الدولى – الراغبة فى إعادة ترتيب أوراقها «لائحيًّا»، بما يسمح للتنظيم (ككل)، بتجاوز أزمات «القيادة المصرية».. إذ دارت تلك «المطالب» حول ضرورة تقليص صلاحيات القطاع الأخير (أي: القيادة المصرية للتنظيم)، ولو بشكلٍ محدود.
وفى ظل تلك الأجواء «المُضطربة»؛ ذهب «الراغبون» فى تقليص «هيمنة» مكتب إرشاد القاهرة (إخوان مصر) داخل «تنظيم الجماعة الدولى»، إلى صياغة وثيقة «مُهمة» تطالب بهذا الأمر صراحةً (!).. وهى أزمة «متكررة» داخل أروقة التنظيم، إذ يُمكننا ملاحظة تَجَدُدها، فى أعقاب كل مواجهة بين «إخوان القاهرة»، و«النظام السياسى» القائم فى مصر (3).
وفى أغسطس من العام 2010م؛ طار المرشد «محمد بديع» نحو الأراضى المقدسة (مكة)؛ كى يؤدى العمرة.. كان فى صحبته أسرته (!).. لكن.. لم تكن «الرحلة»، التى استغرقت نحو «خمسة أيام» فقط؛ لتأدية «النّسُك» وحده.. إذ التقى «بديع»، خلال تلك الأيام «الخمسة»، عددًا من قيادات الجماعة بالتنظيم الدولي، ومسئولى «رابطة الإخوان المصريين العاملين بالخارج» (4).. وكان مما أسفرت عنه تلك الرحلة، مناقشة بنود الوثيقة الجديدة (المقترح).. إذ كانت تتضمن تلك «الوثيقة»، التى تمت صياغتها قبل رحلة «بديع» للأراضى المُقدسة، بنحو 11 شهرًا، من بين ما تتضمنه:
(*) إنّ دور مكتب الإرشاد الحالى لا يتناسب مُطلقًا مع قيادة حركة عالمية؛ بسبب أن جميعهم من المنطقة العربية.. فالأعضاء «غير المصريين»، بمكتب الإرشاد العالمى (5 أعضاء)، يتم اختيارهم عن طريق مجلس الشورى (العالمي)، الذى لا يعرف أعضاؤه غيرهم.. وبالتالى؛ فإن معظم لقاءات المكتب تضيع فى أمور المنطقة العربية.
(**) الذى يناسب قيادة الجماعة (مكتب الإرشاد) مع توسع الجماعة، وازدياد «رُقعة انتشارها»؛ هو الاهتمام بتناول الملفات الكُبرى من عمل الجماعة، والقضايا «الرئيسية» من قضايا الأمة، من قبيل: «الصراع الصهيونى فى فلسطين»، و«ملفات التربية»، و«التخطيط»، و«التنسيق مع الحركات الإسلامية»، و«العلاقة مع القوى على الساحة العالمية».
(***) أما بخصوص اللائحة، وأساليب العمل؛ فهناك مقترحات عدة مطروحة للتعديل، والتطوير.. على سبيل المثال؛ المقترح التالى للدراسة، كنموذج لأى مقترحات أخرى فى هذا الخصوص.. منها: تقسيم الأقطار «الأعضاء فى التنظيم العالمي» إلى (مناطق جغرافية)، على الشكل التالى:
أ -  منطقة «شرق العالم العربى»، وتشمل: العراق - الأردن - سوريا – لبنان.. إضافة إلى دول الخليج.
ب -  منطقة «غرب العالم العربى، وإفريقيا»، وتشمل: مصر - ليبيا - تونس - الجزائر - موريتانيا – السودان.. و«دول أفريقيا» الأخرى.
ج -  منطقة «آسيا»، وتشمل: دول آسيا كلها - أستراليا – اليابان.. ويمكن تقسيمها إلى منطقتين إذا دعت الحاجة.
 د -  منطقة «الغرب»، وتشمل: الأمريكيتين وأوروبا.
■ ■ ■
وحتى لا يستغرقنا شأن «الوثيقة الإخوانية» كثيرًا.. فإن إعادة قراءتها فى الوقت الحالى؛ ربما يرسم أمامنا - بمزيد من الوضوح - العديد من التقاطعات السياسية «شبه المُلغزة» داخل منطقة «الشرق الأوسط».. فما إن بدا فى الأفق – عبر العديد من قنوات الاتصال بين قيادات التنظيم، والإدارة الأمريكية – أنّ ثمة رياحًا للتغيير ستلقى بظلالها على الشرق الأوسط فى القريب؛ كان أن تجددت  مطالب تعديل اللائحة الداخلية للتنظيم العالمي، بما يتوافق والمُتغيرات الدولية «المرتقبة».. وهو ما ألقى – قطعًا – بظلاله الكثيفة على مقترحات «الوثيقة» التى عرضنا شيئًا من بنودها سابقًا.. فالملاحظات «الجوهرية»، التى لم تُكتب، بشكل مباشر، داخل الوثيقة (المُقترح)؛
(أ) -  كانت الجماعة تسعى لأن تُرسّخ صفتها «العالمية»، قفزا فوق ما تقوم به فى مصر.. أى أنها سوف تجعل من مهمتها فى مصر (جزءًا من كل).
(ب) - إن أصحاب «التفكير القُطبي» – نسبة إلى «سيد قطب» – ممن سعوا، من حيث الأصل؛ لتأسيس «التنظيم الدولي»، لم يتراجعوا أمام توجهات أكثر «انفتاحًا» – كما يبدو من الوهلة الأولى عند مطالعة الوثيقة – رغم احتكاك العديد من قيادات التنظيم والعديد من الأفكار الغربية داخل العمقين: «الأوروبي، والأمريكى».. بل عاد أصحاب هذا التفكير - القائم على «عالمية الدعوة»، والسعى لتأسيس «الخلافة الإسلامية» - لترسيخ وجودهم، وتوجهاتهم؛ تأسيسًا على إعادة تقديم «التنظيم» فى صورة تتلاءم والمتغيرات الإقليمية، والدولية التى ستشهدها منطقة «الشرق الأوسط» فيما بعد، إذ لم تختلف توجهات القيادات الأوروبية «حقيقةً» فى جوهرها، ومضمونها عما تُنادى به القيادات المصرية (وريثة التوجهات «القُطبية» التى وضعت – ابتداءً – بذرة التنظيم الأولى).. وهو ما كشف عنه، بوضوح، العديد من الأوراق التنظيمية، وخطط العمل داخل المجتمع الغربى، فى وقت لاحق.
(ج) - حديث الجماعة عن التواصل من خلال «التنظيم الدولي» مع «التنظيمات الإسلامية الأخرى»، كان يؤشر – بشكل لافت – إلى أن كاتبى «المقترح – الوثيقة» كانوا يسعون بكل قوة؛ لأن يستعيد التنظيم قبضة السيطرة على «الحركة المتطرفة» دوليًّا، بعد سنوات من بزوغ «تنظيم القاعدة» فى صورته العالمية، وقيادته لأصوات «العُنف الدينى».. الأمر الذى يقطع – بالتبعية – بأن ثمة عناصر داخل تنظيم الجماعة الدولي، كانت على «علمٍ مُسبق» برغبة «الولايات المتحدة الأمريكية» فى الارتباط سياسيًّا بالتنظيم (أى: تنظيم الإخوان)؛ بزعم احتواء تيار العنف المسلح داخل الحركة الإسلامية .. وهو البرنامج الذى أخذت «إدارة أوباما» على عاتقها تنفيذه (5).
(د) -  ربما ما يدعم ما ذهبنا إليه بالملاحظة السابقة (ملاحظة: ج)، هو طريقة «التقسيم الجغرافى» التى اقترحتها الوثيقة، إذ حاكت – إلى حدٍّ بعيد - التوزيع الجغرافى الذى يعمل من خلاله «تنظيم القاعدة.. وهو ما يعنى أن «تنظيم الإخوان الدولي» كان يستعد لـ«مهمة ما»، فى هذا السياق (!)
(ه) - رأى عددٌ من المراقبين، والمحللين السياسيين (6)، ممن تعرضوا لمضمون «الوثيقة» فى وقت مبكر – قبل أحداث يناير بالعام 2011م – أنّ خطورة تحرك «تنظيم الإخوان الدولي» فى اتجاه منافسة «القاعدة»، تكمن فى أن «القاعدة» ليست فقط «أسلوبًا فى العمل، من خلال الإرهاب»؛ وإنما هى – كذلك – «خطاب سياسي» له عمق متطرف جدًّا .. ولكى تقوم الجماعة بالتنافس على هذا المستوي؛ فإنها لابد أن تذهب إلى «المُزايدة» على خطاب القاعدة، إذ لن تقدم نفسها فى البداية على أنها «الأكثر عصرية»، واعتدالاً، كما تُحب أن تقدم نفسها للغرب؛ لأنها لو فعلت؛ فإنها سوف تخسر الأجواء التى تفرز عددًا كبيرًا من المتطرفين.
إلا أننا نرى – فى ضوء التفاصيل التى تم الكشف عنها، مؤخرًا، حول برنامج الارتباط بين «إدارة أوباما» وقوى الإسلام السياسى فى الشرق الأوسط – أن الرهان، هنا، (بغض النظر عن دقة مضمونه)، كان على قدرة تنظيم الجماعة الدولى فى الانتشار على المستوى العالمي، واجتذاب «القطاع الأكبر» من الحركة الإسلامية؛ لتصطف من خلفه.
كما لم تكن «المُزايدة» على إنتاج خطاب دينى أكثر تشددًا من خطاب «القاعدة»، هى «نقطة الارتكاز» التى بنى عليها «التنظيم» تصوره الجديد، إذ إن محور هذا التصور، من حيث الأصل – وفقًا لبرنامج الارتباط الأمريكى – كان فى قدرة الجماعة فى الحفاظ على خطابها – الذى يبدو معتدلاً (!) – حتى النهاية.. ونقصد هنا؛ الخطاب الذى احترفت قيادات التنظيم فى كلٍ من: «أوروبا، والولايات المتحدة الأمريكية»، تصديره للحكومات الغربية.
لكن.. ربما ما أدى إلى هذا «الاستنتاج» المبكر، هو غياب العديد من تفاصيل «برنامج الارتباط» إذ ذاك.. ومن ثمَّ؛ تعاملت «الرؤية التحليلية» للوثيقة من منطلق أنها «إنتاج تنظيمي» خالص، من دون الانتباه لتأثير قنوات الاتصال المختلفة بين «الإدارة الأمريكية»، وقيادات «التنظيم الدولي» على محتوى الوثيقة.
■ ■ ■
لم تكن، إذًا، تفاصيل برنامج الارتباط الأمريكى مع قوى «الإسلام السياسي» فى الشرق الأوسط - فى ضوء «المعلومات»، والمعطيات السابقة – مقتصرة، على قدرة تيار «الإسلام السياسى» – من وجهة النظر الأمريكية – فى احتواء «تيار العنف» (السلفية الجهادية)، وتقويض حركته داخل العمقين: «الأمريكى»، والأوروبى»، فقط.. بل امتدت – كذلك – إلى سماح ذلك التيار (أي: تيار الإسلام السياسى)، بإعادة تمركز عناصر «السلفية الجهادية»، من الناحية «الجغرافية» داخل المنطقة بشكل أكثر عمقًا؛ للاستفادة من التغير النوعى فى تكتيكات تلك العناصر الساعية لإعلان دولة «الخلافة الإسلامية».. وتوجيه طاقتها «الجهادية»؛ للنيل من بعض الأنظمة الأخرى، مثل النظامين: «السوري، والليبي».. بما يتوافق والرغبات الأمريكية بالمنطقة.
أى أن «الإدارة الأمريكية» - بالتعاون مع قوى «الإسلام السياسي» – أرادت توظيف عناصر «السلفية الجهادية»؛ للنيل من «العدو القريب» (الأنظمة الحاكمة)، وفقًا لمعتقدات أبناء ذلك التيار، بدلاً من انشغالها بتوجيه عنفها نحو «العدو البعيد» (أوروبا، والولايات المتحدة).
وهو توجه يُمكننا ملاحظة أثره بشكل كبير ، بين سطور دراسة «مهمة» أنتجها قسم العلوم الاجتماعية بالأكاديمية العسكرية الأمريكية (US Military Academy) بالعام 2008م، عن المقاتلين «الأجانب» بتنظيم القاعدة فى بلاد الرافدين (Al‐Qa’ida’s Foreign Fighters in Iraq).. وهى دراسة «تفصيلية» تعرضت – بشكل كبير – إلى توضيح أعداد، وجنسيات العناصر المقاتلة التابعة للتنظيم داخل العراق.. متجاوزة – كذلك – الإشارات العامة لتلك الجنسيات؛ لتبين – بشكل أكثر تركيزًا – إلى أى المناطق، و«المدن العربية»، كانت تنتمى تلك العناصر (!)
وبنظرة «مدققة» للأماكن التى تم خلالها حمل السلاح – من حيث الأصل – فى مواجهة كلٍ من النظامين: السوري، والليبي، أثناء ما عُرف بـ«ثورات الربيع».. لا يمكننا أن «نخطئ الاستنتاج» حول أن تلك «المدن العربية» التى ينتمى إليها مقاتلو «القاعدة بالعراق»، هى المدن نفسها، التى شهدت «حملاً للسلاح» فى مواجهة تلك الأنظمة (نظام «معمر القذافي»، ونظام «بشار الأسد»).. إذ انتمت العناصر السورية لمدينة «دير الزور» بنسبة 34.3 %، ثم تليها «إدلب» بنسبة 14.3 %.. وفى المرتبة الثالثة، حلت «درعا» بنسبة 11.4 % .
بينما انتمت العناصر الليبية، لمنطقة: «درنة» بنسبة 60.2 % ، ثم تلتها «بنغازي» بنسبة 23.9% ، وتوزعت البقية على كلٍ من: «سرت»، و«أجدابيا»، و«مصراتة» بنسب متقاربة (!).. كما يمكننا ملاحظة، أن «الشرائح العمرية» الأكثر تفاعلاً داخل التنظيم، كانت تمتد بين الأعوام: 1979م، و 1989م، يمثل بينهم مواليد العام 1984م النسبة الأكبر (!).. وهى الشريحة العمرية نفسها، التى مثلت وقودًا – من حيث الابتداء – لحركة الشارع العربى (!)
لكن.. لم يكن هذا، بالتأكيد، هو كل ما فى الأمر.. فمنذ العام 2012م، كانت «دوائر المعلومات الأمريكية» (وكالة الاستخبارات العسكرية، نموذجًا) على علم «كامل» بما يجرى التخطيط له داخل أرض العراق، والاستعدادات «المكثفة» لإعلان تنظيم الدولة الإسلامية (داعش).. وهو ما سيكون لنا معه وقفة أخرى «موثقة».


هوامش

(1)
AL QAEDA IN IRAQ, by “M. J. Kirdar” – (CSIS) - Case Study Number 1 (june 2011).
(2)
هانى عبدالله (كعبة الجواسيس: الوثائق السرية لتنظيم الإخوان الدولي) – مركز الأهرام للنشر – مؤسسة الأهرام، 2015م.
(3)
تكررت الأزمة نفسها فى أعقاب عزل «محمد مرسي» عن الحُكم، بعد ثورة الغضب «الشعبية» ضد حُكم الجماعة فى 30 يونيو من العام 2013م.. وهو ما أدى إلى طرح وثيقة «مهمة»؛ تتضمن 5 سيناريوهات «مختلفة»؛ لإعادة هيكلة التنظيم.. راجع، أيضًا:
هانى عبدالله (مصدر سابق) - الفصل التمهيدي، بعنوان (خبرٌ مُقدّم).
(4)
تتبع «الرابطة» تنظيميًّا مكتب إرشاد القاهرة، إذ تُعد امتدادًا خارجيًّا للمكتب - خصوصًا داخل دول الخليج العربى – إلا أنها ظلت «مجهولة» بالنسبة لباحثى الإسلام السياسي؛ حتى كان لنا «السبق» فى الكشف عن طبيعتها، ولائحتها الداخلية؛ فى أعقاب وصول الجماعة للحُكم فى مصر.
.. لمزيد من التفاصيل؛ راجع، أيضًا: هانى عبدالله (مصدر سابق) – فصل بعنوان: (رابطة المشتتون فى الأرض).
(5)
Pete Hoekstra (*): Architects of Disaster: The Destruction of Libya (The Calamo Press)- october 2015.
(*)the former chairman of the House Permanent Select Committee on Intelligence.
.. راجع، أيضًا: هانى عبدالله (مصدر سابق).
(6)
كان أبرز من انحاز لهذا التحليل؛ الكاتب الصحفى الراحل «عبدالله كمال» - رئيس تحرير «روزاليوسف» الأسبق – إذ تبنى «كمال» هذه الرؤية خلال مقاله المنشور بمجلة «روزاليوسف» فى 21 أغسطس من العام 2010م – (العدد: 4289)، تحت عنوان: (بديع بديل أسامة بن لادن).