الخميس 2 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

مرحباً «ميسترال».. ولن ننسى «المنكوبة»!

مرحباً «ميسترال».. ولن ننسى «المنكوبة»!
مرحباً «ميسترال».. ولن ننسى «المنكوبة»!




يكتب: حمادة الكحلى
بينما كانت مصر وفرنسا تتسابقان لكشف ملابسات حادث الطائرة المصرية المنكوبة التى سقطت بالبحر المتوسط فى التاسع عشر من مايو الجاري، كان أن عقدت الدولتان العزم على تجنيب العلاقات الثنائية بمجالاتها المختلفة ما يُدبر لها ويُكاد من شر ووقيعة تكررت فى السابق بين مصر وروسيا وبين مصر وإيطاليا.
 العلاقات (المصرية ـ الفرنسية) لم تتأثر بحادث الطائرة ـ ولا ينبغى أن يحدث ـ ولعل الزيارة التى سيقوم بها وزير الدفاع المصرى الفريق أول صدقى صبحى خلال ساعات إلى باريس، ورفع العلم المصرى على حاملة الطائرات «ميسترال» لخير دليل على ذلك، حيث تكرر مصر ردها على محاولات تقويضها بمزيد من الالتحام الخارجى فكما أن زيارة القائد العام للقوات المسلحة لفرنسا وتسلم «ميسترال» فى هذا التوقيت هام للعلاقات المصرية الفرنسية بعد حادث الطائرة كان أيضا «إتفاق الضبعة» الذى سارع الرئيس عبدالفتاح السيسى بتوقيعه مع روسيا بعد أيام من إسقاط الطائرة الروسية مهم للعلاقات المصرية الروسية.
لكن، بالطبع لا يمكن بأى حال أن تُبنى العلاقات الثنائية على حساب دماء شهداء مصر الذين راحوا ضحية الحادث الأليم، وليس على حساب الحقيقة التى نسعى إليها، وليس على حساب الحقوق القانونية المتعارف عليها؛ ولا شركتنا «مصر للطيران» ولا سياحتنا  وأيضا ليس على حساب سمعتنا.
 من يطالع الإعلام الفرنسى خلال الفترة الماضية لا يجد سوى تقارير مريبة هدفها فقط درأ أى شبهة عن باريس وكأنها القلعة المحصنة التى لم تذق من كؤوس الإرهاب قط، تلك التقارير التى كان يجب أن تجد أذن صاغية وعقل ناضج من سفير مصر بباريس إيهاب بدوى الذى تجاهلها تمامًا كما تجاهل  مقابلة عدد من ذوى ضحايا حادث الطائرة بداعى متابعة الموقف مع كبار المسئولين بباريس وتناسى  معاليه أنه موظف بأجر لخدمة كل من يحمل الجنسية المصرية على أرض فرنسا.
 نحن لا نٌحمِّل فرنسا شيئا ولا نعفيها من شيء حتى تنجلى الحقيقة، وتتضح الأمور وتنتهى اللجنة التى تُشرف عليها مصر من تحقيقاتها أو على الأقل نتأكد من تحديد سيناريو وحيد لحادث سقوط الطائرة المصرية المنكوبة من بين السيناريوهات العديدة الرائجة والتى  لم يكن من بينها افتراض السيناريو الاستخباراتى الأقرب من وجهة نظرى، فهذا تحدث عن خلل فنى وذاك قال إن تنظيمًا إرهابيًا زرع قنبلة بمنطقة ذيل الطائرة ومخبول أشاع أن قائد الطائرة أو مساعدة أقدم على عملية انتحارية، لكن أذنى لم تسمع قط محللاً أو إعلامياً يتحدث عن احتمالية وقوف أجهزة استخباراتية عتيقة خلف هذا الحادث لا سيما أن أياً من التنظيمات الإرهابية لم يعلن مسئوليته عن الحادث وكذا تستبعد شركة مصر للطيران  سقوط الطائرة لخلل فنى.. إذاً من؟!
أعود إلى «ميسترال» التى هى بلا شك حلقة فى سلسلة سباق قواتنا المسلحة لتطوير المنظومة العسكرية وتزويدها بأحدث الأسلحة والتكنولوجيا لوضع جيشنا فى المرتبة العظمى دائماً، قوياً، متطورا، متنوعاً، يرهبه أعداؤه، ويطمئن شعبه العظيم.
صفقة «ميسترال» الفرنسية التى تأتى بعد صفقة الـ 24 طائرة «رافال» وفرقاطة بحرية وعدد من الغواصات تعد هى الأبرز خلال العامين الماضيين حيث تتمتع «ميسترال» بقدرات هجومية وبرمائية عالية تجعلها من أحدث السفن الهجومية البرمائية وتقبل تزويدها بمنظومة صاروخية متطورة للدفاع الجوى وأحدث الرادارات وحمل 16 مروحية كاملة التسليح و70 مركبة مدرعة ويصل طاقمها إلى نحو 180 شخصا. حمى اللهُ مصر بشعبها وجيشها.