الإثنين 6 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

منظمة شنغهاى للتعاون

منظمة شنغهاى للتعاون
منظمة شنغهاى للتعاون




أحمد عبده طرابيك  يكتب:


تأسست منظمة شنغهاى للتعاون عوضا عن مجموعة «خماسية شنغهاى» فى 14 سبتمبر 2001 فى الماضى بكازاخستان، وافتتحت مقر الأمانة العامة لها فى بكين فى 15 يناير 2004، وفى فبراير من نفس العام افتتحت فى طشقند مقر الجهاز الإقليمى لمكافحة الإرهاب، حيث نشأت المنظمة تحت اسمها القديم بخمس دول، ووصل عددها إلى ثمانية الآن، منها أربع دول نووية «روسيا، الصين، الهند، باكستان، واثنتين من أكبر دول العالم من حيث السكان «الصين، الهند».
تهدف المنظمة إلى تعزيز التعاون بين الدول الأعضاء فى المجالات الاقتصادية والأمنية، وتخفيف حدة التوتر على الحدود المشتركة للدول الأعضاء، وتنمية العلاقات فى المجالات التجارية والاقتصادية، خاصة وأنها تمتلك قدرات وموارد بشرية وطبيعية كبيرة، فقبل انضمام الهند وباكستان، كانت مساحة الدول الست الأعضاء فى المنظمة تبلغ أكثر من 30 مليون كيلو مترا مربعا، بينما يبلغ عدد سكانها 1.5 مليار نسمة.
خلال قمة المنظمة الخامسة عشر فى طشقند عاصمة أوزبكستان يومى 23، 24 يونيو 2016، تم التوقيع على إحدى عشرة اتفاقية ووثيقة، ثمان منها على مستوى رؤساء الدول، وثلاث على مستوى الوزراء والهيئات، وكانت وثيقة إعلان طشقند بمناسبة مرور خمسة عشر عاما على تأسيس منظمة شنغهاى للتعاون، هى الوثيقة الرئيسة للقمة، والتى تضمنت تقييما لعمل المنظمة منذ نشأتها، والأساليب التى يتم التنسيق حولها من قِبل الدول الأعضاء، والتى تهدف إلى وضع خطط التطوير، وموقف المنظمة إزاء الأوضاع الجارية على الساحتين الدولية والإقليمية، وإيجاد حلول لقضايا الأمن والاستقرار الملحة.
وضعت القمة خطة عمل للسنوات الخمس المقبلة « 2016 - 2020» والتى تتضمن تحقيق استراتيجية تطوير المنظمة حتى عام 2025، حيث شملت الوثيقة التى تضمت 74 بندا بعض التدابير المحددة الرامية إلى تحقيق الاستراتيجية التى تم إقرارها فى جلسة مجلس قادة الدول الأعضاء فى منظمة شنغهاى للتعاون عام 2015، وهى استراتيجية الاتجاهات الرئيسة للتعاون المشترك بين الدول الأعضاء فى المنظمة، وذلك فى المجالات الأمنية، والسياسية، والاقتصادية، والانسانية، والثقافية، وتبادل المعلومات، والعلاقات مع العالم الخارجى.
اعتمد قادة الدول الأعضاء فى منظمة شنغهاى للتعاون قبول كل من الهند وباكستان كعضوين جديدين فى المنظمة، وذلك بعد تقديم الدولتين طلبا بذلك متضمنا التزامهما بالانضمام إلى الاتفاقات الدولية للمنظمة، وتحديد الاشتراكات المالية المقررة فى موازنتها، وكذلك عدد من المهام الوظيفية فى الهيئات الدائمة العاملة للمنظمة، والتى تم النص عليها للجانبين الهندى والباكستانى، ويزيد انضمام الدولتين من توسيع إمكانيات المنظمة فى مواجهة التحديات والتهديدات المعاصرة، ويرفع قدراتها وإمكانياتها السياسية والاقتصادية والأمنية بشكل كبير.
قبل قمة طشقند، كانت منظمة شنغهاى للتعاون تضم ستة أعضاء، هى «روسيا، الصين، كازاخستان، قيرغيزستان، طاجيكستان، أوزبكستان « وقد زاد الأعضاء إلى ثمانية بعد قبول عضوية كل من الهند وباكستان، إلى جانب الدول المراقبة «أفغانستان، إيران، منغوليا، بيلاروسيا»، والشركاء فى الحوار «تركيا، سريلانكا، أذربيجان، أرمينيا، كمبوديا، نيبال»، ويربط بين كل هذه الدول أنها تدافع عن حقها فى التطور، مع الأخذ فى الاعتبار الخصوصية القومية لكل دولة، كما تتبنى مواقف متطابقة أو قريبة من بعضها إلى حد ما من قضايا إعادة بناء العالم الحديث على أسس أكثر عدالة، حيث تجسد المنظمة أحد المراكز الهامة فى عالم متعدد الأقطاب، ولذلك فهى تتبنى الدفاع عن أسس النظام العالمى وتعزيز دور الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولى فى قضايا دعم السلام والأمن الدوليين، وتعزيز منظومة عدم انتشار أسلحة الدمار الشامل، كما يتسع نشاط المنظمة فى مجال التعاون التجارى والاقتصادى وقضايا التنمية.
تسعى الصين ومعها روسيا إلى إعادة صياغة موازين القوى فى العالم على أسس الأقطاب المتعددة، ولذلك تعددت مبادراتهما فى إنشاء تحالفات قوية بين الدول الناشئة اقتصاديا مثل الاتحاد الاقتصادى الأوراسى، ومبادرة بكين لمفهوم «الحزام الاقتصادى لطريق الحرير»، ومؤتمر تدابير بناء الثقة فى آسيا، ومجموعة «بريكس»، الأمر الذى أدى إلى تغيير جذرى للمناخ فى المنطقة الآوروآسيوية، وارتفاع مستوى التعاون المتفائل، وقد انعكس كل ذلك بشكل كبير على مواجهة التحديات الاقتصادية والأمنية.